شهدت مساجد ومؤسسات في نيوزيلندا، الجمعة 22 مارس 2019، تضامناً غير مسبوق لتأبين ضحايا مجزرة المسجدين التي راح ضحيتها 50 شخصاً في مدينة كرايستشيرش، قبل أسبوع. وجاءت تلك الفعاليات، في إطار دعوة رسمية لرفع الأذان في مختلف أرجاء البلاد، والوقوف دقيقتي صمت تأبيناً للضحايا. إذ أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا آرديرن، الأربعاء 20 مارس 2019، رفع الأذان عبر التليفزيون والإذاعة الوطنيين، فضلاً عن الوقوف دقيقتي صمت الجمعة، في ذكرى مرور أسبوع على المجزرة المروعة ببلادها. ووفق إعلام محلي، «تم اختيار الوقوف دقيقتي صمت بدلاً من دقيقة واحدة كالمعتاد، بسبب حجم المأساة». وفي العاصمة ويلنغتون، شارك مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، في فعالية حضرها الآلاف بمسجد كيلبيرني، لتأبين ضحايا الاعتداء الإرهابي في كرايستشيرش، حسبما نقل موقع «راديو نيوزيلندا». وخلال تلك الفعالية، نظم الحاضرون سلسلة بشرية خارج المسجد، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، لإظهار التضامن مع الضحايا وأسرهم. كما توجه نحو 200 شخص إلى مسجد «المصطفى» في حي أوتاهو بمدينة أوكلاند، شمالي نيوزيلندا، للمشاركة في فعاليات تأبين ضحايا مجزرة كرايستشيرش. ومن بين المشاركين في الفعاليات بمسجد «المصطفى» عمدة المدينة، فيل غوف، الذي شدد على أنّ «رد الفعل تجاه الهجوم في كرايستشيرش يعتبر أكبر أشكال التضامن المجتمعي التي يراها في حياته»، حسب المصدر ذاته. وفي السياق، أعلنت هيئة المواصلات في مدينة أوكلاند، الجمعة، تعليق حركة القطارات، والعبارّات المائية والحافلات خلال دقيقتي الصمت المخصصتين لتأبين ضحايا مجزرة كرايستشيرش. وقالت الهيئة، في بيان على «تويتر»: «تكريماً لهؤلاء الذين تأثروا بأحداث كرايستشيرش الأسبوع الماضي، ستتوقف القطارات والحافلات والعبارات المائية خلال دقيقتي الصمت اللتين تبدأان من 1:32 ظهراً بالتوقيت المحلي (00:32 ت.غ)». يشار أنّه سيتم دفن أكثر من نصف ضحايا مجزرة المسجدين بنيوزيلندا معاً في مقبرة «ميموريال بارك» في حي لينوود بمدينة كرايستشيرش عصر الجمعة. وذكر موقع «راديو نيوزيلندا» أنّه سيتم دفن 26 شخصاً، الجمعة 22 مارس، في مقبرة «ميموريال بارك»، بينهم أصغر الضحايا موكاد إبراهيم (3 سنوات)، ولاعب منتخب نيوزيلندا لكرة الصالات، حارس المرمى محمد عطا عليان. والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين ب»كرايستشيرش» النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصاً أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرين. فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة السبت الماضي، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.