عاش تجار سوق "بئر الشيفا" طيلة يوم الأربعاء، على إيقاع هول صدمة لم تكن في الحسبان، جراء الحريق المهول الذي التهم أزيد من 600 محل تجاري. وتسبب الحريق في خسائر مادية جسيمة، دون تسجيل أية خسائر في الأرواح، حسب المعطيات التي استقاها موقع «أحداث أنفو» من مصادر مسؤولة بعين المكان. ووفق إفادة نفس المصادر، فإن مصالح الوقاية المدنية، عززت طاقمها بأزيد من خمس شاحنات صهريجية وآليات الإخماد وعدد كبير من عناصر الإطفاء، من أجل تطويق الحريق حيث استمرت عمليات الإخماد حتى الحادية عشرة ليلا. واصطدمت مصالح الإطفاء، بقوة الرياح التي شهدتها منطقة طنجة، منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء. حيث شكلت صعوبة بالغة من أجل إخماد ألسنة اللهب. كما عرقل تجمهر عدد كبير من المواطنين الذين حجوا إلى مكان الحريق مأمورية عناصر الإطفاء. وتباينت التفسيرات بشأن هذا الحادث المفجع، حيث تحدث الكثيرون عن فرضية تماس كهربائي ناجم عن سوء استعمال شاحن كهربائي في أحد المحلات التجارية، بينما ذهب البعض إلى استحضار نظرية المؤامرة، من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى جهات ترغب في ترحيل السوق عن الوعاء العقاري الذي يحتضنه منذ سنوات. وأتت النيران على أغلب المحلاّت التجارية التي هي عبارة عن "براريك" عشوائية، يضيف المصدر، التي اشتعلت فيها النيران بسرعة فائقة بالنظر للرياح القوية والحرارة المرتفعة، وتحولت إلى رماد لم يتبق منها ما يمكن إنقاذه، على الرغم من ما بذله بعض التجار من محاولات أثناء وبعد اشتعال النيران، حيث بدت المحلاّت في حالة متهالكة، فيما احترقت محتوياتها التي رماها أصحابها خارجاً. وعلم الموقع أن بعض التجار يعتزمون التوجه لدى السلطات المختصة بالولاية للمطالبة بالتعويض الناجم عن الأضرار الفادحة التي خلفها الحريق، الذي لا زال مصدره الحقيقي مجهولا حتى الآن، والذي سيتم الكشف عنه بعد انتهاء عملية التحقيق في أسبابه وخلفياته إن كان بفعل فاعل.