يعيش تجار سوق "كسبراطا"، حالة من الصدمة جراء الخسائر الباهظة التي تكبدوها، نتيجة الحريق المهول الذي اندلع في عدة محلات تجارية في الجزء المخصصة لبيع المتلاشيات والأثاث والأفرشة، ولم يتم إخماده إلى بعد ست ساعات من اندلاعه. وفيما لا زالت أسباب الحريق غير معروفة، رغم إشارة العديد من المصادر، بأن شرارة الحريق انطلقت في البداية من أحد محلات النجارة، نتيجة تماس كهربائي، فإن السلطات المحلية، أكدت أنها تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث الذي لم يخلف أي إصابات بشرية. وصباح اليوم الاثنين، قام والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد اليعقوبي، بزيارة تفقدية، لسوق "كسبراطا"، حيث التقى بعدد من التجار المتضررين جراء هذا الحريق الأكبر من نوعه ضمن سلسلة الحرائق التي شهدها السوق خلال السنوات الأخيرة. وفي حصيلة رسمية للسلطات المحلية صادرة عن ولاية طنجة، فإن الحريق قد أتى على حوالي 240 مستودعات ومحلات تجارة المتلاشيات وبيع الأثاث الجديد والمستعمل، بشكل تام من أصل أزيد من 500 محل تجاري، في وقت توجد في هذه السوق بمختلف مرافقها نحو 3500 محل تجاري. ولم تنحصر الخسائر الباهظة جراء هذا الحريق المهول، داخل نطاق الفضاءات المخصصة للأنشطة التجارية، فقد ألحق هذا الحادث كذلك، خسائر مادية بثلاثة منازل محاذية للسوق، بحسب السلطات المحلية التي أشارت، إلى أن عناصر الوقاية المدنية تدخلت لتطويق الحريق الذي تطلب إخماده 6 ساعات وتعبئة 13 شاحنة صهريجية، بالإضافة إلى العديد من آليات الإطفاء. وحسب المصدر، فإن الرياح القوية، التي كانت تهب على منطقة طنجة أمس الاحد، ساهمت في الانتشار السريع للنيران، ومما زاد من تعقيد مهام رجال الوقاية المدنية صعوبة الولوج وضيق الممرات داخل السوق والتواجد المكثف للمستودعات وكثرة البضائع القابلة للاشتعال المتواجدة بها. وأكد المصدر أن أسباب اندلاع الحريق ،الذي اندلع حوالي الساعة التاسعة من ليلة أمس الاحد، مازالت غير معروفة، وقد فتحت السلطات المعنية تحقيقا ميدانيا تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة اسباب الحادث، وتحديد المسؤوليات في اندلاع هذا الحريق في منطقة مجاورة لمنازل سكنية كثيرة ومرافق عمومية. وهذا هو الحريق الثاني من نوعه خلال العام الجاري بسوق "كسبراطا"، وهو حادث من ضمن سلسلة حرائق يعيشها السوق بين الفينة والأخرى. وفي يونيو 2013، عاش سوق "كسبراطا" على وقع حريق آخر طال المنطقة الخاصة ببيع المتلاشية، المعروفة لدى ساكنة المنطقة ب"الفلوجة"، وهو الحادث سبقه كذلك حادثا آخر في سنة 2009، وقبله حريق آخر سنة 2007. ويطرح وقوع هذه الحرائق بشكل متكرر في سوق "كسبراطا"، الحالة البنيوية للسوق، ومدى ملاءمته لمعايير الجودة والسلامة، ما دفع سلطات طنجة ومجالسها المنتخبة، إلى إطلاق مشاريع هدفها تحسين ظروف هذا المرفق. غير أن التوجس يبقى سيد الموقف عند التجار والباعة، من أي مشاريع لإعادة هيكلة هذا السوق، وذلك بسبب تداول معطيات غير مؤكدة تشير إلى أطماع إحدى الشركات العقارية تستهدف الوعاء العقاري المحتضن للسوق.