يعيش تجار الملابس القديمة في سوق "كسبراطا"، حالة من الصدمة جراء الخسائر الباهظة التي تكبدوها، صباح اليوم الأربعاء، جراء الحريق الذي اندلع في عدة محلات تجارية في الجزء المعروف ب"الجوطية" من السوق. وفيما لم يتم بصفة رسمية، تحديد الأسباب الكامنة وراء اندلاع هذا الحريق الجديد، من طرف الجهات المختصة، فإن مصادر عديدة، رجحت أن يكون الحادث ناتجا عن تماس كهربائي مفاجئ، حيث يؤكد العديد من المهنيين، أن وجود أسلاك عارية منتشرة في مختلف جنبات السوق، يستعين بها التجار لربط محلاتهم بخدمة الكهرباء. وتشير المعطيات المتعلقة بحصيلة هذا الحادث، أن ألسنة النيران التي تمكنت مصالح الإطفاء التابعة للوقاية المدنية، في تطويقها وإخمادها، قد أتت 38 محلا متخصصا في بيع الملابس القديمة، الأمر الذي من شأنه أن يكون قد تسبب في خسائر كبيرة لأرباب هذه المتاجر. ويأتي وقوع هذا الحادث الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن الشروع في إعادة هيكلة واسعة لسوق "كسبراطا"، الذي يشكل أحد أكبر أسواق مدينة طنجة، ويستقطب يوميا الآلاف من المواطنين للتبضع من مختلف السلع والخدمات التي توفرها المحلات التجارية هناك. وأثار الحريق، استنفار مسؤولي الإدارة الترابية والمجالس المنتخبة، ضمنهم الوالي محمد اليعقوبي وعمدة المدينة محمد البشير العبدلاوي، بالإضافة إلى أحمد الغرابي، رئيس مقاطعة السواني التي يقع سوق "كسبراطا" في دائرة ترابها. وفي يونيو 2013، عاش سوق "كسبراطا" على وقع حريق آخر طال المنطقة الخاصة ببيع المتلاشية، المعروفة لدى ساكنة المنطقة ب"الفلوجة"، وهو الحادث سبقه كذلك حادثا آخر في سنة 2009، وقبله حريق آخر سنة 2007. ويطرح وقوع هذه الحرائق بشكل متكرر في سوق "كسبراطا"، الحالة البنيوية للسوق، ومدى ملاءمته لمعايير الجودة والسلامة، ما دفع سلطات طنجة ومجالسها المنتخبة، إلى إطلاق مشاريع هدفها تحسين ظروف هذا المرفق. غير أن التوجس يبقى سيد الموقف عند التجار والباعة، من أي مشاريع لإعادة هيكلة هذا السوق، وذلك بسبب تداول معطيات غير مؤكدة تشير إلى أطماع إحدى الشركات العقارية تستهدف الوعاء العقاري المحتضن للسوق.