تسبب حريق مهول، اندلع ليلة الخميس- الجمعة الماضيين في سوق مليلية، بمدينة وجدة، في أضرار مادية كبيرة في أزيد من ألف محل تجاري، وإصابة عناصر إطفاء ومواطنين بجروح وصفت بالطفيفة، خلال عملية الإخماد. وعبأت الوقاية المدنية بوجدة أزيد من 100 عنصر إطفاء، و15 شاحنة صهريجية بحمولات11 طنا، و6 أطنان، و4 آلاف طن من الماء، ومضخات محمولة، ومعدات أخرى متطورة، للسيطرة على الحريق، الذي اندلع حوالي الواحدة والنصف من صباح أمس الجمعة. وذكر مصدر من الوقاية المدنية أن رجال الإطفاء كانوا تدخلوا، ظهر أول أمس الخميس، لإخماد حريق شب في غابة بني يسناسن، إذ أنهوا التدخل بنجاح حوالي التاسعة مساء، ولم يكادوا يلتقطون أنفاسهم من هذا التدخل، حتى هرعوا إلى سوق مليلية، بمجرد تلقيهم البلاغ لإخماد الحريق. وأوضح المصدر ذاته أن الوقاية المدنية بالمدينة استنفرت جميع عناصرها ومعداتها للسيطرة على الحريق، الذي سرع من انتشاره وجود مواد قابلة للاشتعال (كحول، وصباغة، وعطور، ونيلون، وخشب)، مبرزا أن خطة التدخل ركزت على محاصرة الحريق في مرحلة أولى، ثم مكافحته. وقال المصدر نفسه إنه جرت محاصرة الحريق حتى لا تمتد ألسنة اللهب إلى محلات أخرى مجاورة للسوق، وإلى الخيرية الإسلامية، والسكان المقيمين بالجوار. وواجه رجال الإطفاء صعوبات أثناء عملية الإطفاء، على رأسها ضيق أزقة السوق، الممتد على مساحة تقدر بحوالي 1.5 هكتار، وكذا المنافذ المؤدية إليه، وكثافة المواد القابلة للاشتعال، وغياب فوهات التزود بالمياه. وحسب المصدر ذاته، تمكن رجال الإطفاء، الذين اشتغلوا طيلة ليلة كاملة دون توقف، من السيطرة على الحريق حوالي الرابعة صباحا، وإخماده بشكل نهائي في السابعة صباحا، أمس الجمعة. وتسبب الحريق في خسائر مادية كبيرة، ينتظر حصرها لاحقا، بعد احتراق وتضرر العشرات من المحلات، خاصة التي توجد وسط السوق، في حين، جرى إنقاذ بعض المحلات، التي توجد في الهوامش، وإخراج السلع منها، بتعاون بين المواطنين وعناصر الوقاية المدنية. وفتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا لتحديد ملابسات الحريق، فيما تشير التحريات الأولية إلى أنه راجع إلى تماس كهربائي، كان بمثابة الشرارة الأولى، التي أدت إلى اشتعال النيران.