انجلى ضوءُ نهار يوم الاثنين على فاجعةٍ وخسائر مهولة خلّفتها النيران التي التهمت حوالي 240 محلّا تجاريا بسوق كاساباراطا بمدينة طنجة مساء أمس الأحد، حسب إفادةٍ للسلطات المحلية لولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة. وحسب المصدر ذاته، فإن "عناصر الوقاية المدنية تدخلت لتطويق الحريق، الذي تطلب إخماده 6 ساعات وتعبئة 13 شاحنة صهريجية، بالإضافة إلى العديد من آليات الإطفاء". ووفق روايةِ عددٍ من التجار، فإن الشرارة الأولى بدأت من محلّ نجارةٍ عاينتهُ "هسبريس"، حوالي الساعة الثامنة والنصف مساءً تقريبا، إثر تماسّ كهربائي ناتج في الغالب عن إحدى آلات قطع الأخشاب، وانتقلت إلى محلّ آخر للنجارة، قبل أن تنقلها رياح الشرقي في اتجاه محلاّت الملابس المستعملة ومحلاّت المتلاشيات، لتأتي على معظمها. وعرفت المحلاّت التي اشتعلت فيها النيران خسارةً كاملة، ولم يبق فيها ما يمكن إنقاذه، بالرغم من ما بذله بعض التجار من محاولات أثناء وبعد اشتعال النيران، حيث بدت المحلاّت في حالة متهالكة، فيما احترقت محتوياتها التي رماها أصحابها خارجاً في محاولة أوّلية لإعادة إصلاح المحلاّت بأسرع وقت. وبالرغم من قوّة النيران، فقد نجت بعض المحلاّت من لهيبها، ولو أن بعضها يقع بين محلاّت تعرّضت للحريق؛ وهي المحلات التي نجت من بين 500 محلّ آخر، وقدّر أحد التجار عددها ب100 محلّ. "هسبريس" عاينت حالات انهيار وبكاء لبعض التجّار الذين واجهوا زيارة بعض المسؤولين الجماعيين بالصراخ والاحتجاج، خصوصا أمام الخسائر الهائلة التي مُنيت بها تجارتهم. بعض أبواب سوق كاساباراطا ظلت مفتوحة في وجه المتسوّقين في أولى ساعات الصباح، قبل أن يتم إغلاقها جميعا ومنع دخول الأشخاص، تضامنا مع المتضرّرين وتجنّبا لأية عمليات سرقة محتملة، حسبما أفاد بذلك تجّار من عين المكان. يذكر أن هذا هو الحريق الخامس الذي يشهده السّوق في مُددٍ متقاربة؛ وهو ما أرجعه تجّارٌ إلى الإهمال من جهة، وبطء عمليات الإطفاء من جهة أخرى، حيث صرّح التاجر ر.ح، قائلا: "توقّفت شاحنات الإطفاء بعيدا بسبب السلع الموضوعة بجانب المحلاّت. وهذه وضعها بعض التجّار عن عمد، بعد أن أرهقنا أصحاب سيارات النقل باحتلالهم الأرصفة المجاورة لنا. وبالرغم من شكاوانا للمسؤولين، فإننا لم نتلقّ أي ردّ، فما كان منا إلا أن نستعمل هذا الحلّ العشوائي". وعن عملية الإطفاء، قال مصطفى.ع، شاهد عيان: "لقد عاينت بنفسي محاولات رجال الإطفاء استعمال مضخات المياه الموجودة على الرصيف؛ لكن أغلبها، للأسف، لم يكن يتوفّر على المياه، لا أدري ما الداعي لوجودها هناك فعلا؟". وما زالت عناصر الوقاية المدنية وشاحنات الإطفاء، إلى حدّ كتابة هذه السطور، تواصل عمليات إطفاء بعض الجذوات المشتعلة هنا وهناك. إلى ذلك يعرف السوق انتشارا كثيفا لعناصر الأمن، فيما فتحت السلطات المختصة تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث الذي لم يخلف أية إصابات بشرية.