واشنطن, 3-11-2016 (أ ف ب) - قبل خمسة ايام من الانتخابات التي ينتظرها العالم، يزداد التشويق حدة في السباق الى البيت الابيض مع بقاء الديمقراطية هيلاري كلينتون في الطليعة في استطلاعات الراي، لكن الفارق مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب بات ضيقا. ومنذ الصباح، بدا الرئيس باراك اوباما بحماسة فائقة تعبئة الديمقراطيين في فلوريدا التي من الممكن ان تكون اهم ولاية في انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. وقال الرئيس الذي ستنتهي مهامه في 20 كانون الثاني/يناير 2017 خلال تجمع في ميامي "هناك لحظات يمكن بموجبها تغيير مسار التاريخ. وهي لا تظهر في كثير من الاحيان (...) لكنها هنا الان". واضاف "انها مختلفة عما رأيناه حتى الآن". وندد بالخطر الذي تشكله رئاسة ترامب، حسب رايه، وسخر مطولا من حياته المهنية ومواقفه وأسلوبه قائلا "لا تريدون ايكال الاسلحة النووية لشخص يغضب بسبب كوميديا ساترداي نايت لايف". وبدافع من القلق حيال لامبالاة انتخابية محتملة تجاه مرشحتهم، يزج الديمقراطيون بامكانيات كبيرة مثل اللقاء بين بيل وهيلاري كلينتون وباراك وميشيل اوباما ليل الاثنين في فيلادلفيا، المدينة المثقلة بالرموز. وتحظى كلينتون بنسبة 45% من نوايا التصويت مقابل 42% للمرشح الجمهوري بحسب استطلاع للرأي اجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس" ونشرت نتائجه الخميس. وكان الاستطلاع السابق لنيويورك تايمز/سي بي اس الذي نشر في 19 اكتوبر اظهر تفوق كلينتون على ترامب بتسع نقاط (47% مقابل 38%). لكن ما يمكن اعتباره عاملا مشجعا لكلينتون التي تأمل في ان تكون اول رئيسة في تاريخ البلاد بعد 24 عاما على انتخاب زوجها توقعات نماذج "نيويورك تايمز" وموقع "فايف ثيرتي ايت" بفوزها. في العام 2012 وفي نفس الوقت، كان باراك اوباما الساعي لولاية ثانية متعادلا في الاستطلاعات مع ميت رومني لكن الرئيس الديمقراطي فاز اخيرا بفارق مريح من 4 نقاط. والامر المثير للاهتمام وسط تبادل المرشحين القدح والاتهامات، ان اكثر من ستة من كل عشرة اميركيين اختاروا مرشحهم. ولن يؤدي الكشف عن معلومات في الايام الاخيرة الى تغيير موقفهم. وبعد ان واجه ترامب صعوبات لفترة طويلة في الاستطلاعات اتته فرصة لالتقاط انفاسه مع اعلان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الجمعة اعادة النظر في التحقيق في ملف الرسائل البريدية لكلينتون التي عادت الى فلوريدا. وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في جاكسونفيل "يجب عدم السماح لهيلاري كلينتون للوصول الى الرئاسة". وبعدها، هاجم قطب العقارات اوباما الذي سيتوجه الى جاكسونفيل الخميس ايضا قائلا "انه هنا هذا الوغد من اجل حملة هيلاري، لماذا لا يجلس في مكتبه ويعمل على ايجاد فرص عمل للاميركيين؟" وفلوريدا، حيث فاز جورج دبليو بوش بفارق بضع مئات من الاصوات العام 2000، ولاية مهمة جدا في الانتخابات الرئاسية. وبغض النظر عن نتيجة التصويت في 8 نوفمبر، فسيطغى عليها استنتاج مفاده ان القوة الاولى في العالم ممزقة اكثر من اي وقت مضى وهي لا تعير اذانا صاغية لاوباما الذي يدعو الى وحدتها. وامام تقلص الفوارق بين المرشحين في الاستطلاعات ووسط انهماك المرحلة الاخيرة تخلى المعسكران عن اي تحفظ. فالاربعاء اكد المرشح الجمهوري في فلوريدا ان انتخاب خصمته كفيل باثارة "ازمة دستورية غير مسبوقة" بل حتى "حرب عالمية ثالثة". من جهتها، لم تعد كلينتون تتطرق الى برنامجها الا بشكل عابر، واصبحت لقاءاتها كناية عن سرد لأسوأ تصريحات ترامب حول النساء او المهاجرين او المسلمين وغيرها. وقالت الاربعاء "اصدقائي، هذه ليست انتخابات عادية". ويظهر استطلاع شبكة "سي بي اس" ونيويورك تايمز وجود انقسام حاد في اوساط الناخبين. فكلينتون تتفوق ب 14 نقطة لدى النساء، في حين يحظى ترامب بفارق واضح من 11 نقطة لدى الرجال.