هيمن الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون على نتائج انتخابات «الثلاثاء الكبير» التمهيدية التي تعتبر مفصلية في السباق إلى البيت الأبيض وأصبحا بذلك المرشحين الأوفر حظا لخوض الانتخابات الرئاسية. وفاز ترامب منذ 1 فبراير ب10 عمليات اقتراع من أصل 14 جرت ضمن الانتخابات التمهيدية فيما فازت هيلاري كلينتون على منافسها بيرني ساندرز في 11 عملية انتخابية من أصل 16. وأثبت كل من المرشحين مدى شعبيته وقوته من شرق البلاد إلى غربها وصولا إلى الشمال والجنوب. وبحسب استطلاعات الرأي فإن الديموقراطية هيلاري كلينتون تعتبر الأوفر حظا لخوض المنافسة مع دونالد ترامب، الشخصية الحادة من الجمهوريين. لكن الديموقراطيين لا يقللون من اهمية الرجل الذي تمكن من تجاوز كل التوقعات. وقال جون بوديستا مدير حملة هيلاري كلينتون لشبكة «سي إن إن» «لقد اخذنا على الدوام دونالد ترامب على محمل الجد». وقال رجل الاعمال الثري البالغ من العمر 69 عاما في خطاب في بالم بيتش بولاية فلوريدا «كانت امسية رائعة»، مقدما نفسه على انه الوحيد القادر على جمع الحزب الجمهوري والفوز في مواجهة المرشحة الديموقراطية في الثامن من نونبر. واكد ترامب في الخطاب الذي بدا توافقيا على غير العادة ومد فيه اليد لمنافسيه «لدي ملايين وملايين الاشخاص (يدعمونه) والمنافسة ليست حادة». في المقابل وحول المنافسة مع هيلاري كلينتون قال مساء الثلاثاء لشبكة «فوكس نيوز»، «ستكون مواجهة حادة» مشيرا إلى انه سيواصل مهاجمتها في قضية رسائل البريد الالكتروني الخاصة حين كانت وزيرة للخارجية (2009-2013). وافادت صحيفة «نيويورك تايمز» ان فريق كلينتون بدأ يعد استراتيجية لترويج صورة عن ترامب بانه رجل اعمال قاس لا يرحم ومناهض للنساء وغير مناسب للرئاسة. لكن الحزب الجمهوري الذي يأمل في العودة إلى البيت الابيض بعد ولايتي الرئيس الديموقراطي باراك اوباما، منقسم حول ترشيح قطب العقارات الذي تثير تصريحاته الاستفزازية استياء. وبعد سلسة الانتصارات التي حققها في جورجيا وماساتشوستس وتينيسي والاباما وفرجينيا واركنسو وفيرمونت، وعد رجل الاعمال الذي خرق قواعد السياسة الاميركية الواحدة تلو الاخرى، الناخبين بالفوز في فلوريدا حيث ستجري الانتخابات المقبلة في 15 مارس. وتعد هزيمة الجمهوري مارك روبيو في فرجينيا حيث كان يتوقع الفوز، نكسة للسناتور الشاب الذي كان يأمل في الاعتماد على المعارضين لترامب. لكن فوزه في مينيسوتا وهو الاول منذ بداية الانتخابات التمهيدية، منحه بعض الامل. وفاز سناتور تكساس تيد كروز بفارق ضئيل على دونالد ترامب في المجالس الناخبة للجمهوريين التي جرت الثلاثاء في الاسكا، على ما افادت شبكات تلفزيونية اميركية. وكما كان متوقعا، فازت هيلاري كلينتون في ولايات الجنوب حيث تلقى دعم الاقليات. وقد حققت هذا الفوز في جورجيا والاباما وتينيسي وفرجينيا واركنسو وتكساس. كما فازت في ماساتشوستس وارخبيل ساموا. وفي خطاب القته من ميامي، هاجمت وزيرة الخارجية السابقة البالغة من العمر 68 عاما الجمهوريين ممهدة للحملة التي تسبق اقتراع تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت ان «مستوى الخطاب في المعسكر الBخر لم يكن على هذا المستوى المنخفض يوما»، ملمحة بذلك إلى تصريحات ترامب حول المكسيكيين والمسلمين والاستراتيجية التي تقضي «بتقسيم اميركا». وفاز المنافس الوحيد للسيدة الاولى السابقة السناتور بيرني ساندرز في ولايته فيرمونت الحدودية مع كيبيك، وفي اوكلاهوما وكولورادو ومينيسوتا. وكما حدث في كارولاينا الجنوبية، حصدت هيلاري كلينتون كل اصوات السود تقريبا (82 بالمئة حسب الاستطلاعات عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع) في فرجينيا. وصوت ثلثا الناخبات لكلينتون ايضا. لكن قاعدة ساندرز بين الشباب لا تتراجع. فقد صوت 71 بالمئة من الذين تتراوح اعمارهم بين 17 و29 عاما لساندرز في هذه الولاية. وما زالت حملته تملك الاموال لمواصلة الحملة لاشهر مقبلة. وذكر السناتور عن فيرمونت البالغ من العمر 74 عاما وقد بدا عليه التعب بان السباق ما زال طويلا. وقال انه «ما زالت هناك 35 ولاية ستصوت». وفاز السناتور المحافظ المتشدد عن تكساس تيد كروز في ولايته وكذلك في اوكلاهوما وانقذ بذلك حملته. وكدليل على التوتر الذي يشهده المعسكر الجمهوري، تستهدف هجمات من كل حدب وصوب دونالد ترامب يرد عليها وسط ترحيب كبير من حشود كبيرة. وخلال ثلاثة ايام، واجه ترامب انتقادات لانه رفض ادانة منظمة كو كلوكس كلان، ونقل تغريدة لبينيتو موسوليني وبالارتباط بمافيا البناء. واصبح بعض المحافظين يؤكدون علنا انهم لن يصوتوا لترامب في الانتخابات الرئاسية. وقد رأى جون ماكين الذي هزم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2008 امام باراك اوباما، ان حجم الجدل في المعسكر الجمهوري «مثير للقلق»، داعيا إلى حملة رئاسية «لا تركز على حجم آذان الناس». وشارك وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور واشنطن في الجدل السياسي عاكسا بذلك قلق عدد من القادة الغربيين في مواجهة صعود ترامب. وقال ان «بناء جدران فكرة سيئة جدا ولا يهم من يمولها». ودان «سياسات الخوف (...) الخطيرة لاوروبا وللولايات المتحدة». وكشف استطلاع للرأي نشرته شبكة «سي ان ان» الثلاثاء ان سواء كانت هيلاري كلينتون او بيرني ساندرز في المنافسة، فان احدهما سيفوز امام ترامب في الاقتراع الرئاسي. (أ. ف. ب)