يبدو أن الحضور اللافت لحزب العدالة والتنمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيره الإيجابي على تسويق خطابه الانتخابي، قبل محطة 7 أكتوبر، كان له وقعا كبيرا على بعض الأحزاب السياسية، التي دشنت حملات مبكرة لتقوية حضورها التواصلي وتسويق خطابها السياسي على الفايسبوك. حزب التقدم والاشتراكية، الذي خسر مجموعة من المقاعد البرلمانية، في الانتخابات الاخيرة، ولم ترق النتائج التي حصل عليها، انتظارات وطموحات قيادته وقواعده، انخرط في تقويه مارده الأزرق، من خلال تكوين فريق متخصص من الشباب من ذوي القدرات والكفاءات في مجال التواصل الإلكتروني والمواقع الاجتماعية. رغبة الحزب في تعزيز حضوره التواصلي الاجتماعي، تجسد مؤخرا في استقبال أمينه العام، نبيل بن عبدالله، ل " أشرف زيتون" مدير السياسات العامة لشركة الفايسبوك بمنطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا، من اجل التبادل حول تطوير السياسة التواصلية للحزب في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك. وبرز الدور القوي لمواقع التواصل الاجتماعي في مسألة التعبئة والدعاية الانتخابية وتسويق البرامج الحزبية، منذ الانتخابات التشريعية 2011، التي عرفت فوز حزب العدالة والتنمية ب 107 مقعدا، حيث أصبح الفايسبوك، سلاحا سياسيا فاعلا له وقع وتأثير لا يستهان به، في استمالة الناخبين. وسبق لمركز "سمارت أوول"، الرائد في مجال الانترنت، قام بدراسة قبل انطلاق الحملة الانتخابية للجماعات والجهات 2015، حول التواصل السياسي بالمغرب، أبانت، على أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل فرصا مهمة جدا أمام الأحزاب الراغبة في ضم الأصوات واستقطاب متعاطفين جدد، وأن الأحزاب السياسية لا تعطي نفس القدر من الاهتمام لهذه الوسيلة العنكبوتية الفعالة، حيث أن 17 حزبا فقط من أصل 34 يتوفر على موقع إلكتروني. وأوضحت الدراسة ذاتها، أن أحزاب الأغلبية السابقة، حزب العدالة والتنمية، حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب التقدم والاشتراكية تمثل 71 بالمائة من حجم التواصل السياسي على موقع الفيسبوك، مقابل 24 بالمائة للمعارضة، حيث حازت الصفحة الرسمية للبيجيدي على الفايسبوك، بأزيد من مليون و137 ألف معجب، متقدمة على جميع الصفحات الرسمية لباقي الأحزاب السياسية على الفايسبوك.