تنشر فنانة مؤثرات خاصة عراقية أعمالا فنية بعيون دامية وجروح مفتوحة مخضبة لم تكن لتلاقي النجاح والانتشار لولا إبداعها في رسمها. وقامت طالبة القانون في مدينة كركوك بشمال العراق سالي البياتي بتطوير قدراتها واهتماماتها في مجال المؤثرات وبدأت العام الماضي في عمل مؤثرات خاصة صناعية للمسرح، وحققت لها الصور المخيفة والغريبة التي أنجزتها متابعة كبيرة على الشبكة العنكبوتية. وقالت الشابة التي تبلغ من العمر 21 عاما "بدأت العمل على هذا الفن بتقنية "إس إف إكس" (المؤثرات الخاصة) تقريبا منذ سنة. في البداية لم أجد الدعم الذي كنت انتظره بسبب غرابة الأعمال التي أنجزها. حتى أهلي كانوا غير مقتنعين بعملي ولم تعجبهم الفكرة في البداية لكن واصلت العمل". وقررت البياتي اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بهذا الفن المميز والغريب عن العراقيين. وفي هذا الخصوص تقول "تدريجيا لاحظت أن الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بدأوا يهتمون بما أقوم به، وأصبح أصدقائي يتابعون الأعمال الفنية التي أنجزها. كان عدد متابعي صفحاتي على مواقع التواصل قليلا. لكن بعد استخدامي لتقنية "إس إف إكس" أصبح الجميع يثني على مجهودي في الأعمال والرسوم التي أنجزها. لاحظت أن الناس يهتمون كثيرا بالأفكار الجديدة والمختلفة". وتقول إن حياة الشعب العراقي تشبه فيلم رعب حيث تجعل التفجيرات التي تقع بشكل شبه يومي من صور الدماء حدثا معتادا في كل يوم. وتمتلئ صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي بصور لأعمال واقعية مخيفة بما في ذلك أياد ذات أصابع ممزقة ووجوه ذات شقوق عميقة وأمخاخ مكشوفة. والدم الوهمي عنصر أساسي في إبداعاتها؛ إذ تمزج العسل الأبيض بصبغة حمراء وبمسحوق الكاكاو لإحداث التأثير. وقالت إنه مع ذلك لم يكن من السهل الحصول على مصادر المواد اللازمة لعملها. وأوضحت أن "أغلب المواد التي تستخدمها في عملها تصنعها في البيت وهي بسيطة بالمقارنة مع المواد التي يستخدمها فنانون يحترفون هذا النوع من الفن". وفي حين أن عمل المؤثرات الخاصة لا يزال مفهوما جديدا نسبيا في العراق تأمل البياتي في إمكانية أن يبرز عملها هذا الفن وأن يجذب في نهاية المطاف اهتمام صناع السينما. وبعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في عام 2003 والذي أطاح بنظام صدام حسين تعرض أرشيف السينما والمعدات في العراق للنهب واستنزف العنف الطائفي في وقت لاحق مواهب البلاد الفنية. لكن البياتي لا تزال تحلم بأن تكون جزءا من فريق المكياج والمؤثرات لفيلم إثارة عراقي يستحق تمثيل بلادها في المهرجانات السينمائية الدولية وفي هوليوود. وقالت "أطمح إلى أن تصبح لدينا أفلام رعب عراقية تصل يوما ما إلى هوليوود. ويكون الفيلم العراقي بجودة عالية ليكسب اهتمام ودعم صناع السينما العالمية. كل الدول تشارك في مهرجانات عالمية على مستوى العالم إلا العراق ينقصه الاهتمام بالسينما التي تستطيع أن توصل صوتنا. لدينا العديد من المواهب ونستطيع أن ننافس بأعمال سينمائية حتى في هوليوود". وقامت دور الإنتاج السينمائي المستقلة في العراق بمحاولات مع تحقيق البعض من النجاح مثل فيلم "ابن بابل" الذي فاز بعدد من الجوائز الدولية.