رفع يوم الاثنين بتطوان، الستار عن فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني، التي تخصص للاحتفال بالمخرج ألفريد جوزيف هتشكوك، رائد أفلام الإثارة والتشويق، بعرض أربعة من الأفلام الصامتة، التي أنجزها هذا المبدع في عشرينيات القرن الماضي. وسيتم في إطار هذه الدورة، التي ستختتم يوم الخميس المقبل، عرض فيلم واحد من روائع المخرج السينمائي البريطاني هتشكوك مصحوبا بموسيقى خاصة من إنجاز ملحن الأفلام الصامتة ستيفن هورن. وبالموازاة مع كل عرض سينمائي سيحتضن فضاء كلية الآداب والعلوم الانسان التابعة لجامعة عبد الملك السعدي حلقات نقاش مؤطرة من طرف نقاد سينمائيين بارزين حول أعمال هيتشكوك الصامتة بأبعادها الرمزية ومضامينها وطرق انتاجها، وحول أسلوب المخرج في صناعة الافلام التي تعد في حد ذاتها مدرسة سينمائية تركت بصمات واضحة على ما تلتها من ابداعات سينمائية، وساهمت في تشكيل السينما الحديثة. وقد خضعت الأفلام المعروضة لأعمال ترميم قام بها المعهد البريطاني للأفلام بوسائل تكنولوجية حديثة للحفاظ عليها وابراز تقنياتها، وكذا لتمكين عشاق السينما من الاطلاع عليها بشكل عصري وإجراء مقارنة كل المشاهد السينمائية لأفلام المخرج البريطاني، واعتبرت عملية ترميم سلسلة "هتشكوك 9 " إحدى أكبر المشاريع الفنية التي قام بها المعهد البريطاني للأفلام. وأكد المنظمون بالمناسبة أن التظاهرة، التي تنظم بتعاون مع المركز السينمائي المغربي وجامعة عبد المالك السعيدي بتطوان، تشكل فرصة للتبادل الثقافي بين المغرب وبريطانيا وتمكين الجمهور الواسع من عشاق الفن السابع من الاطلاع على الافلام البريطانية، التي أسست لمدرسة فريدة من نوعها من خلال المفاهيم السينمائية للمخرج العالمي ألفريد هتشكوك، الذي امتدت حياته المهنية الى أكثر من نصف قرن من الزمن، بأسلوبه في ابداع وصناعة الأفلام، التي تتميز بتركيبة درامية وفكاهية تغلب عليها درجة كبيرة من الدراما، وبحبكاتها المثيرة في أغلب الاحيان لمشاعر المشاهدين عبر القلق والرعب والتشويق والخوف، ونهاياتها المثيرة للجدل. ومن بين اهم الافلام الصامتة الخالدة لهتشكوك المتوفى سنة 1980، والتي سيعرض بعض منها في فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني بتطوان (حديقة المسرات -1925) و(النزيل-1927) و(الرجل الذي عرف اكثر من اللازم) و(الدرجات ال39) و(الدناءة -1920) و(فيدوزا 1921 ) و(دو لودغير) و (بلاك مايل). وحسب المجلس الثقافي البريطاني، فإن عملية الترميم مكنت أيضا من اكتشاف معاني جديدة للأفلام ومعطيات سينمائية إضافية عكست عبقرية المخرج البريطاني على مستوى الشكل والمضمون. ويتضمن برنامج التظاهرة ورشات عمل حول حياة هيتشكوك، الذي انتقل إلى هوليود سنة 1939، وأعماله السينمائية، بتأطير من الصحافي والمحافظ السينمائي أيان هايدن سميث.