قرر «معهد الفيلم البريطاني» ترميم أولى أفلام المخرج الكبير الراحل الفريد هتشكوك (1899 1980) وقد توجه المعهد نداء إلى كل من يملك نسخ من تلك الأفلام الصامتة بمعظمها وهي موجودة في مكتبات وطنية عامة في أكثر من بلد، بهدف الحفاظ عليها وإعادتها بعد ترميمها. واثر هذا النداء تم العثور على النسخ الأساسية من معظم هذه الأفلام، وعمليات التنظيف التي تخضع لها هذه الأفلام تم وصفها في وسائل الإعلام على أنها «رولز رويز الترميم في العالم» أي أنها تتمتع بمواصفات لا مثيل لها: غرف خاضعة لدرجات حرارة مدروسة، تقنيون يرتدون السراويل البيضاء المعقمة والقفازات المعقمة أيضا ويتم استبدالها كل ساعة لعدم نقل الجراثيم المتراكمة بفعل السنوات. والمعروف أن هتشكوك وهو من أهم المخرجين السينمائيين في العالم الذي اشتهر بأفلام مثل «عرق بارد» عام 1958 و»بسيكوز عام 1960 و»الطيور1963 وغيرها من الأفلام كانت له بداياته أيضا التي تزامنت مع نهايات الأفلام الصامتة وبدايات الأفلام الناطقة، وحتى الآن تم تجميع تسعة أفلام يعمل على ترميمها ولكن يستمر البحث عن فيلم «جبل النسر» الذي يعتبر حتى اليوم في عداد المفقودات مع الأمل أن يكون أحدهم يضع يده عليه ويتأخر في اللعبة لاستغلال الوضع والحصول على ثروة ربما مقابل تسليمه. ولقد تم تصوير «جبل النسر» في العام 1927 وهو عاشر فيلم صامت لهتشكوك أما تكلفة عملية الترميم هذه فوصلت حتى الآن إلى 1,2 مليون يورو وهي مدعومة من قبل مؤسسة سينمائية تقوم فقط على المساعدات من كل العالم: 200 ألف «بوبين» مصورة تخضع اليوم إلى الترميم، أما موعد انتهاء العمل وصدور الأفلام جميعها على مجموعة «دي في دي» خاصة تطرح في الأسواق، فقد تم التكتم حول الموضوع، غير انه من المتوقع أن يشكل هذا الإصدار حدثاً فنياً ضخماً، ومن المتوقع أيضا أن يصل عدد نسخ هذه المجموعة من «ال «دي.في.دي» إلى الملايين عبر العالم.