لندن – و م ع : عبد الغني عويفية تم عرض فيلم "السفر الكبير لابن بطوطة.. من طنجة إلى مكة" ،اخيرا، خلال حفل بهيج ترأسته سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة الاميرة للا جمالة العلوي. ويندرج هذا الحفل، الذي حضره عدد من سفراء البلدان الشقيقة والصديقة،من بينهم سفير المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن نواف وشخصيات مرموقة من عالم السياسة والفن، في إطار الدورة 12 لمهرجان "ثقافات العالم .. فسيفساء" الذي تجري أطواره ما بين 3 و12 يونيو الجاري بالعاصمة البريطانية بالمشاركة المتميزة للمغرب. وفي بداية هذا الحفل، أشار منتجو الفيلم،ومن بينهم تاران ديفيس ،رئيس مجموعة كوسميك بكتشر، إلى المكانة المتميزة التي يشغلها المغرب,، ليس فقط باعتباره أرضا للقاءات والتعايش، ولكن أيضا كوجهة مفضلة كانت مسرحا لتصوير عدد من الأعمال السينمائية العالمية الضخمة. ويحكي الفيلم الرحلة الملحمية التي قام بها الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة سنة 1325 للديار المقدسة، وهي مغامرة استغرقت 29 سنة ، عبرخلالها الرحالة إفريقيا الغربية وتابع مساره باتجاه إسبانيا ثم الهند فالصين فجزر المالديف، قاطعا مسافة 120 ألف كلم،أي ثلاث مرات اكثر من المسافة التي قطعها ماركو بولو. ويعتبر الفيلم، الذي تم تصوير الجزء الكبير منه بالمغرب و السعودية, وتم إنجازه في نسخ باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية والأمازيغية،عملا توثيقيا ودراميا يحكي القصة الفريدة من نوعها للرحالة المغربي،ويتابع رحلة حجه الأولى ما بين 1325 و1326 ، انطلاقا من طنجة إلى مكةالمكرمة. وبإبراز صورة لا يمكن إلا أن تبقى محفورة في الذاكرة عن الحضارة الإسلامية للقرن 14 ،تنتهي مغامرة إبن بطوطة المحفوفة بالمخاطر عند رحلة حجه الأولى. وفي نهاية هذه الرحلة يكشف الفيلم صورا مفصلة لطقوس الحج التي ينخرط في أدائها سنويا أكثر من ثلاثة ملايين مؤمن يفدون من مختلف أنحاء المعمور إلى مكةالمكرمة حيث تجري طقوس عبادة تعود إلى 1400 سنة. ويعتبر فريق إنجاز "السفر الكبير لابن بطوطة " أول من يحظى بتصوير الحج بواسطة طائرة هيلكوبتر على بعد 60 مترا وأول من يسمح له بدخول ساحة ومسجد الحرم الشريف. ويجسد شخصية إبن بطوطة في هذا الفيلم،الذي أخرجه بريس نيبور وأنتجه تاران ديفيس ودومينيك كونينغهام وجونتان باركر،الممثل المغربي الراحل شمس الدين زينون إلى جانب كل من حسام غانسي ونديم صوالحة ونبيل الوهابي. وبهذه المناسبة،تم تكريم الفنان الراحل شمس الدين زينون، الذي أبان عن موهبة فذة في هذا الفيلم،حيث أشاد المنتجون بموهبته،وأسر دومينيك كونينغهام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن موهبة الراحل كانت تنبئ عن قدرات كانت لا محالة ستؤهله بامتياز لاجتراح موقع متميز في السينما العالمية. وأوضح أن الاختيار وقع على المغرب لتصوير ملحمة ابن بطوطة لما يتوفر عليه هذا البلد من مناظر خلابة أصبح بفضلها وجهة مفضلة للسينما العالمية. واشار إلى ان فريق عمل تصوير الفيلم وجد في المغرب جميع البنيات التحتية الضرورية لإنجاح مهمته، وأن المغاربة استطاعوا أن يطوروا خبرة ومهارة متميزة في المجال السينمائي. وفي ما يخص موضوع الفيلمKسجل كونينغهام أن الفيلم يحمل رسالة حوار بين مختلف الثقافات والحضارات، وهو حوار فرض نفسه كضرورة ملحة منذ أحداث 11 شتنبر 2001. وقال إن الإسلام دين للسلم والتعايشKمذكرا بأن تجربة ابن بطوطة تؤكد على طابع الحوار الذي هو جزء من روح الإسلام ورسالته. وأجمع المنتجون على أن من واجبهم سرد قصة ابن بطوطة، الذي يبقى مجهولا لدى الغرب، وإبراز وتوضيح ما معنى فريضة الحج،وذلك بهدف ربط الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي، وتيسير فهم أفضل لفريضة الحج وتوجهها الأساسي ألا وهو السلم. وأعرب الفنان المغربي لحسن زينون،الذي قدم إلى لندن رفقة افراد من أسرته للمشاركة في هذه التظاهرة،عن تأثره البالغ للتكريم الذي حظي به ابنه الراحل، وبفخره أيضا بالصورة التي ما فتئت تترسخ وتتعزز على الصعيد الدولي عن مغرب متجه بعزم أكيد نحو المستقبل مع بقائه مخلصا لثقافته وحضارته العريقة. وتم تنظيم هذا الحفل من قبل سفارة المغرب بلندن بشراكة مع المؤسسة البريطانية للأفلام "بريتيش فيلم إنستيوت" و"إي كا فيلمس " و"كوسميك بيكتشر" والمكتب الوطني المغربي للسياحة.