رغم أنه لم يكن هناك عدد كبير من الأفلام الفاشلة في شباك التذاكر هذا الصيف، إلا أن إيرادات أفلام هوليوود تراجعت بنسبة 15 في المائة عن العام الماضي، حيث حققت نحو 4.1 مليار دولار، وهو أدنى الإيرادات منذ 2006 . للمرة الأولى منذ 2001 لم يحقق أي فيلم أكثر من 300 مليون دولار في شباك التذاكر الأمريكي. وتراجعت إيرادات أفلام هوليوود في أمريكا بنسبة 15 في المائة عن العام الماضي، حيث حققت ما يوازي 4.1 مليار دولار، وهو أدنى الإيرادات منذ 2006 حيث كانت حصيلتها 3.62 مليار دولار. كما انخفض عدد التذاكر إلى 500 مليون وهذا أقل الأعداد منذ 1992 حيث زار دور السينما ما يعادل 400 مليون شخص. هذه الأرقام جعلت خبراء هوليوود يحكّون رؤوسهم متسائلين إذا كانت هوليوود قد أرهقت وملّلت جماهيرها بأفلامها الضخمة المتشابه والمعبأة بالمؤثرات البصرية والسمعية بدلا من مضامين مهمة وقيم فنية؟ أم أن هناك أسبابا أخرى خاصة بهذا الصيف؟ الجانب الترفيهي يطغى على المضمون الحقيقة هي أن رواد أفلام هوليوود التجارية قلما يعيرون اهتماما لمضامينها أو لقيمها الفنية وإنما هم يسعون إلى الترفيه والتسلية والهروب من الواقع. فرغم الشجب والاستهتار الذي قوبل به فيلم "ترانسفورمز: عهد الهلاك" من قبل نقاد السينما إلا أن جماهير الأفلام تدفقت لمشاهدته، جاعلين منه أكثر الأفلام إقبالا في شباك التذاكر هذا العام. لا يمكن نكران أن سرد قصص متشابهة قد يخلق نوعا من الملل عند المشاهدين، ولكن ما نلاحظه هو أن الجماهير ترغب بأفلام الإعادة والأجزاء، حيث أنها قلما تفشل في شباك التذاكر. ولهذا معظم الأفلام التي أطلقتها هوليوود هذا العام كانت أجزاء جديدة لأفلام معروفة مثل "ترانسفورمرز: عهد الهلاك"، "بزوغ فجر كوكب القرود"، "سبايدار مان المدهش"، "كيف تدرب التنين 2″ و "رجال اكس: أيام المستقبل الماضي" و"اكسباندابلز 3 ". هذا المنهج أسهم في تفادي هوليوود كوارث الفشل التي طالت أفلامها الأصلية العام الماضي. فقد حققت كل أفلام الأجزاء، ما عدا "اكسباندابلز 3″، الذي كان ضحية القرصنة، إيرادات مرضية، ولكن غير مدهشة، في شباك التذاكر. أما أكثر الأفلام دخلا هذا الصيف فكانت الأصلية منها وهي: "ذي غارديانز أوف ذي غالاكسي" و"تينيج ميوتانت تيرتل". ما يميز هذا الصيف هو ضآلة عدد الأفلام التي عرضت في قاعات السينما، مما ساعد في تجنب التنافس في شباك التذاكر الذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في العام الماضي من جهة ومن جهة أخرى كان عاملا في هبوط نسبة الإيرادات. فلو تم إطلاق فيلم "ذي فاست أند ذي فوريوز " كما كان مقررا، قبل أن لاقى بطل الفيلم حتفه، ولم تختف شركة "الانيميشن بيكسار" عن الساحة هذا العام، لكان الوضع أفضل بكثير مما عليه الآن، لأن أفلام سلسلة "ذي فاست أند ذي فوريوس" و أفلام شركة بيكسار دائما تحقق إيرادات هائلة في شباك التذاكر. كأس العالم خطف الأضواء من هوليود المشكلة الأخرى هي أن رواد أفلام هوليوود كانوا مشغولين هذا الصيف بمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم، التي صارت أهميتها وشعبيتها في الولاياتالمتحدة توازي تلك الشعبية والأهمية في الدول الأخرى. كما أن التطورات السياسية والحروب التي اشتعلت في الشرق الأوسط أشغلت الناس بمشاهدة الأخبار على شاشات التلفزيون أو على صفحات الانترنت. بلا شك أن صور الحرب والعنف التي كانت تبث من غزة أو العراق أو سوريا كانت أكثر إثارة من أفلام هوليوود ومؤثراتها البصرية. المثير للاهتمام أنه رغم التراجع في نسبة إيرادات شباك التذاكر، الا ن هوليوود حققت ارباحا لا تقل عن وربما اكثر من ما حققته في العام الماضي، حين سجلت إيرادات أفلامها رقما قياسيا. وذلك لان هوليوود كانت أكثر حذرا هذا العام في الإنفاق على إنتاج أفلامها، حيث نزلت تكاليف صنع أفلامها بنسبة 24 في المائة، مما أسهم في تفادي الخسارات الفادحة التي عانت منها في شباك التذاكر في العام الماضي. جلي إذا أن تراجع إيرادات شباك التذاكر سيؤثر سلبا على دور السينما التي تعرض الأفلام وليس على هوليوود التي تنتجها.