أقام رئيس البرازيل الجديد "ميشيل تامر" ولأول مرة فى تاريخ البلاد حفل إفطار على شرف مجلس سفراء الدول العربية والإسلامية، والذى يضم 39 سفيرا، وذلك بحضور وزراء الخارجية والتجارة والتعليم، ورئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل الدكتور محمد الزغبي.
وفى كلمة بالمناسبة عبر الرئيس البرازيلي ميشيل تامر عن اعتزازه بجذوره العربية (اللبنانية)، كما أعرب عن تقديره واحترامه للإسلام الذي يعبر عن الإيمان من خلال التسامح والصيام والصلاة. كما أبدى سعادته لكونه أول رئيس دولة برازيلي يقيم إفطارًا لسفراء الدول الإسلامية، وذلك بمقر إقامتة بقصر جابورو بالعاصمة البرازيلية/ برازيليا. وقال رئيس الجمهورية إن انتخابه فى عدة مناصب سياسية عليا في الدولة ما هو إلا دليل على طابع البرازيل المنفتح، والذي يندمج الجميع داخل إطاره التعددي. وأكد تامر خلال اللقاء ثبات الموقف البرازيلى من كافة القضايا الأساسية في الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية. وفى سياق متصل ركز "جوزيه سييرا" وزير الخارجية البرازيلى، عدة نقاط أهمها، أنه لا تغيير، وبشكل مطلق، في مواقف البرازيل من القضايا الأساسية في الشرق الأوسط، وتاكيد أهمية الوجود العربي والإسلامي في البرازيل الذي رافق تأسيس الدولة.
وأشار سييرا خلال كلمته إلى أن الميزان التجاري بين البرازيل والدول العربية تجاوز 20 مليار دولار، وأنه يأمل بزيادته في المستقبل القريب. كما نبه وزير الخارجية إلى أهمية العلاقات التجارية مع القارة الإفريقية التي تشهد نموًا سريعًا. وأكد سييرا فى نهاية كلمته أن هذا الإفطار الذي يُقام للمرة الأولى، وسوف يصبح تقليدًا سنويًا للدلالة على اهتمام البرازيل بتطوير علاقاتها مع الدول الإسلامية. ومن جانبه أشار إبراهيم الزبن سفير فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي العربى بالبرازيل إلى أن البرازيل ترتبط مع الدول الإسلامية بعلاقات صداقة عميقة وتاريخية، تم بناؤها بعناية من قبل الجاليات العربية الاسلامية التى شاركت بفاعلية في بناء هذا البلد وأسهمت فى تقدم وازدهار الأمة البرازيلية. وأضاف الزبن فى كلمته إلى ان هذة العلاقات التاريخية تترجم الدعم العربي والاسلامي لتوجهات البرازيل وطموحاتها لتاخذ دورها الذي يليق بها في المجال الدولى ، كما تعكس من جانب آخر الدعم البرازيلي للقضايا العربية والإسلامية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وفى إطار احترام القانون والشرعية الدولية، وهي القضية الرئيسية التي يدافع عنها العرب والمسلمون والمجتمع الدولي. وفي نهاية كلمته قدم الزبن الشكر باسم سفراء الدول العربية والإسلامية إلى الرئيس البرازيلي وحكومته على هذه اللفتة الطيبة، كما عبر سفير فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي عن تقديره لسفراء الدولة العربية والإسلامية لثقتهم في شخصه، مشيرًا إلى أن اختياره للحديث بالإنابة عنهم يعكس أهمية القضية الفلسطينية لهم ولبلادهم. ومن ناحيته أشار الدكتور محمد الزغبي رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل أن المسلمين كان لهم دور عظيم في نهضة البرازيل. وقال الزغبي إن الإسلام هو دين محبة وسلام، وهو بريء من دعوات الإرهابيين الذين يتحدثون باسمه. كما أوضح رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية أن الحضارة العربية الإسلامية تزخر بالعلم والمعرفة والفنون، والتي طالما ساهمت في تقدم البشرية بشكل عام. وأشار الزغبي إلى أن اتحاد المؤسسات الإسلامية يقيم دورات بوزارة الخارجية لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية التي يحاول المتطرفون تشويهها . الصادق العثماني / البرازيل