أشاد الرئيس البرازيلي، لويز إناسيو لولا دا سيلفا، أمس الخميس بساو باولو، بدور الجالية العربية المقيمة بالبرازيل في تطوير البلاد وتنميتها وتعزيز علاقاتها مع دول العالم العربي في العديد من المجالات. وأبرز الرئيس البرازيلي، في كلمة القاها خلال حفل عشاء نظم على شرفه من قبل غرفة التجارة العربية البرازيلية بمناسبة اليوم الوطني للجالية العربية الذي تخلده البرازيل في ال25 من شهر مارس من كل سنة، أن الجالية العربية ساهمت في تطور البلاد، لاسيما على المستوى الاقتصادي والثقافي والفني والطبي، وساعدت بشكل كبير على بلوغها ما تشهده اليوم من تقدم ونمو. واعتبر، خلال هذه المناسبة التي تميزت بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية البرازيلية البارزة، وعدد من السفراء العرب بالبرازيل، من بينهم سفير المملكة، السيد محمد الوفا، أن أفراد الجالية العربية بالبرازيل يقدمون نموذجا للاندماج والتعايش بين الشعوب العربية والشعب البرازيلي، مبرزا أن "البرازيل تشكل درسا للعالم في كيفية معاملة المهاجرين". وأضاف الرئيس البرازيلي، الذي كان مرفوقا بعقيلته، السيدة ماريسا ليتيسيا لولا دا سيلفا، وبرئيسة مكتب الرئاسة، ديلما روسيف، أن بلاده عززت علاقاتها التجارية والاقتصادية بشكل ملحوظ مع بلدان العالم العربي بعد أن اختارت سياسة تنويع الشركاء والانفتاح على أسواق مختلفة، وفي مقدمتها الأسواق العربية. ومن جانب آخر، أكد الرئيس لولا دا سيلفا على أهمية اعتماد الحوار كسبيل أمثل لحل النزاع في الشرق الأوسط وضمان الأمن والتعايش بين شعوب المنطقة، داعيا إلى إزالة الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل والذي اعتبر أنه " أمرا غير مشرف في القرن ال21". من جهته، أبرز رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية، السيد سليم توفيق شاهين، في كلمة له بالمناسبة، أن اعتماد ال25 من مارس من كل سنة، منذ 2008، كيوم وطني للجالية العربية بالبرازيل، لم يأت بمحض الصدفة، موضحا أن التاريخ هو إسم لأحد الشوارع الأكثر شهرة بالبرازيل، "شارع 25 مارس" بساو باولو، حيث تتركز أعداد مهمة من التجار العرب أو البرازيليين المنحدرين من أصول عربية ممن ساهموا في تنمية اقتصاد البلاد وتعزيز فرص الشراكة بينها وبين العالم العربي. وأكد السيد توفيق شاهين استعداد الغرفة لبذل المزيد من الجهد من أجل التقريب بين الشعوب العربية ونظيرها البرازيلي باعتماد سبيل الاندماج الثقافي بين الطرفين، مشيرا في هذا الصدد إلى سعي الغرفة إلى تأسيس "دار الثقافة العربية بالبرازيل" بهدف "إطلاع الشعب البرازيلي على الإسهامات الكبرى التي قدمتها الشعوب العربية للإنسانية". كما أشاد رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية بجهود الرئيس لولا دا سيلفا بخصوص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية العربية البرازيلية، مبرزا أنه أسس منذ السنة الأولى لولايته الرئاسية الأولى (2002-2006) لمرحلة جديدة من العلاقات بين البرازيل والعالم العربي من خلال تبني سياسة جديدة للتجارة الخارجية تقوم على تنويع الشركاء الاقتصاديين للبلاد. وذكر، في هذا الصدد، بالمشروع الذي قدمته غرفة التجارة العربية البرازيلية للرئيس لولا دا سيلفا، عام 2003، حول فرص التجارة بين البرازيل والعالم العربي"، والذي توقع نمو صادرات البرازيل إلى العالم العربي بنسبة 270 في المائة بين سنتي 2002 و2006، مشيرا إلى أن سياسة التجارة الخارجية للبرازيل مكنت ليس فقط من تحقيق هذه التوقعات، بل أيضا من رفع حجم الصادرات البرازيلية إلى السوق العربية إلى حوالي 9،8 مليار دولار أمريكي سنة 2008. وأبرز أن الغرفة أنشأت لجانا خاصة تنكب حاليا على إيجاد اقتراحات وبلوروة مشاريع لتطوير الشراكة بين البرازيل والعالم العربي في مجالات السياحة والاستثمار، وعلى إعداد مشروع لخلق "اتحاد الغرف العربية الأمريكية الجنوبية" قبل انعقاد القمة المقبلة لدول أمريكا الجنوبية والدول العربية في العاصمة البيروفية ليما، في شهر ماي من السنة القادمة. كما سجل ارتفاع الصادرات البرازيلية إلى العالم العربي بنسبة 6ر4 في المائة في أوج الأزمة المالية العالمية خلال سنة 2009، في حين تراجع حجم الصادرات البرازيلية إلى الأسواق العالمية ككل بنسبة 22 بالمائة، مؤكدا أن الغرفة تعمل بشراكة مع مقاولات وسلطات البلدان العربية على رفع حجم الصادرات العربية إلى البرازيل خلال السنوات القادمة وتنويعها كي تشمل منتوجات أخرى غير النفط والأسمدة. من جهته، قال عميد السلك الدبلوماسي العربي بالبرازيل، السيد يوسف العصيمي، في كلمة له بالمناسبة، إن " العالم العربي يقدر عاليا دعم الرئيس البرازيلي للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطينالمحتلة". وأبرز السيد العصيمي أن الجالية العربية بذلت جهودا كبيرة وساهمت في تقدم البرازيل ومد جسور التواصل بينها وبين البلدان العربية في مجالات عدة، مشيرا إلى أن ذلك جاء بفضل انفتاح البرازيل واحتضانها لحوالي 12 مليون عربي أو منحدر من أصول عربية. يذكر أن تخليد اليوم الوطني للجالية العربية البرازيل يتزامن مع ذكرى مرور حوالي 130 سنة على وصول أولى الطلائع العربية المهاجرة إلى البلاد.