جنازة مهيبة أقامها سكان الحي المحمدي لمحبوبهم الراحل محمد السوسدي، مشهد مؤثر حقا. حشود بشرية التفت حول المدخل المؤدي إلى عمارة 6 بحي الكاسطور، ينتظرون حضور سيارة الإسعاف وهي تقل الراحل من مستشفى محمد الخامس، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. بسبب هذه الأمواج البشرية، لم تتمكن عائلته من إدخال جثمانه إلى منزله، ولم يتسن لأفراد عائلته ولا لزوجته إلقاء النظرة الأخيرة عليه « الله شديت رجل با» تقول إحدى بناته، بعد أن كافحت لإدخال يدها من باب سيارة الإسعاف أثناء وقوفها أمام المسجد. أبناء الراحل محمدالسوسدي كانوا مستائين وعبروا عن غضبهم من تجاهل الجميع لوالدهم بمن فيها مجموعة لمشاهب. «الوالد في صحتو كان بخير، ولكن المورال لي كان فيه معذب، عطى كلشي، وفي الأخير ما حصل على والو. كانت عندو مشاكل مع لمشاهب خاصة مع كسرى وبختي، هادو أش عطاو للمجموعة ما تيكتبو ما تيلحنوا ما والوا وفي الأخير كسرى ياخذ 1000أورو ويلوح الوالد ديالي ألف درهم، ماشي حشومة هادي، وكنا تنتشغلوا على ألبوم مع الوالد وجوج ديال خوتي المهدي وحمزة، وسوف نصدره وفاء لروح والدنا» يقول ابنه عبدو المقيم خارج المغرب. كان الراحل محمد السوسدي يستعد وكله فرح وسرور لتنظيم جولة مع المشاهب بالمغرب الشرقي، لكن القدر قال كلمته، إذ تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ ليلة الثلاثاء على الساعة التاسعة ليلا كما أخبرنا ابنه عبدو، نقلوه فورا إلى المستشفى. «الموت داخلاني هادي ما تعطوينش الفنيد ما عندو ما يدير ليا بغيت كأس الماء، شربوا قال بعدها الموت هادي الموت، ومول الأمانة خذا أمانتو» كانت هذه لحظاته الأخيرة وفق ما رواه لنا ابنه عبدو. بمجرد ظهور صلاح الدين كسرى مدير المجموعة مع قرب وصول سيارة الإسعاف إلى منزل عائلة السوسدي ثار في وجهه ابناه المهدي وعبدو «الواحدة هادي يالله بنتو باش تبانوا وتصوروا، وقفتي معاه عرفتوه جيرانو لي وقفوا معاه، ماعرفتو لا الدولة ولا الحكومة ولا المجموعة و خاص كلشي يعرف هاد الحقيقة..». التقينا صديقه في الفرقة حمادة ، وكان متأثرا أشد التأثر لفراق أخ عزيز عليه، «لا يخفى محمد السوسدي على أحد بعطاءاته الفنية والغنائية سواء كمغن وككاتب وملحن وممثل مسرحي إذ يعتبر خريج مدرسة الطيب الصديقي. كان إنسانا طيبا وخجولا وصاحب نكتة. إنسان يحب المجموعة ويموت فيها عشقا. أربعين عاما قضيناها في الفرقة بحلوها ومرها بصيفها وشتائها يرياحها العاتية والهادئة، ما خلينا حتى قنت سواء في المغرب والخارج كان إنسانا إستثنائيا رحمه الله، إن لله وإنا إليه راجعون...».