فقدت مجموعة "لمشاهب"، والأغنية الغيوانية، ومعها الساحة الفنية المغربية، أول أمس الاثنين، الفنان محمد السوسدي، بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به. وقال محمد البختي، أحد مؤسسي مجموعة "لمشاهب"، إن السوسدي لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى محمد الخامس بالدارالبيضاء، بعد تعرضه لأزمة صحية نتجت عن ضيق في التنفس، مشيرا، في تصريح ل"المغربية" إلى أن جنازة الراحل ستشيع فور وصول أبنائه من فرنسا. وأجمع كل أعضاء مجموعة "لمشاهب" على أن الراحل كان من أعمدة المجموعة ومن أجمل الأصوات الغنائية في المغرب، مؤكدين أن الأغنية الغيوانية فقدت برحيل السوسدي، أبرز روادها. وقال البختي، الذي كان وراء التحاق السوسدي بمجموعة "لمشاهب" سنة 1974، إن الراحل كان من أبرز أفراد مجموعة لمشاهب، فبالإضافة إلى توفره على صوت غنائي متميز، كان كاتبا وملحنا من الطراز الأول، مشيرا إلى أنه خلد اسمه بمجموعة من الأغاني، التي أوصلت مجموعة لمشاهب إلى القمة، مثل "ألغادي بعيد"، و"الليل"، و"داويني"، ورائعة "بغيت بلادي"، التي قال إنها كانت الأقرب إلى قلب جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، و"فلسطين" التي كان الراحل ياسر عرفات يحتفظ بنسخة منها. من جهتها، أكدت الفنانة سعيدة بيروك، أرملة الراحل محمد باطما، أن السوسدي كان يملك حسا مرهفا، وصوتا جميلا، وأخلاقا عالية، مشيرة إلى أنه شكل إلى جانب الراحل محمد باطما النواة الصلبة للمجموعة، صوتا وكلمة ولحنا. في السياق ذاته، قال مبارك الشاذلي، الذي كان وراء دخول الراحل إلى عالم الأغنية الغيوانية، إنه تعرف على السوسدي في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وأسس معه مجموعة "أهل الجودة"، ثم مجموعة "الدقة"، قبل أن يلتحقا بمجموعة "لمشاهب" سنة 1974، مشيرا إلى أن السوسدي شكل، إلى جانب الراحل باطما، العمود الفقري للمجموعة، إضافة إلى مولاي الشريف لمراني، ومحمد حمادي. من جانبه، قال الشعر الغنائي محمد الكزار إن الراحل ولد سنة 1952 في حي كاسطور بالحي المحمدي، في الدارالبيضاء، معقل الظاهرة الغيوانية، ومارس منذ طفولته التمثيل مع مسرح "الخلود" بالحي المحمدي، وفي سنة 1969، حصل على جائزة أحسن صوت، بعدما أدى أغنية" دوستي" بالهندية، في برنامج المسابقات التلفزيوني "الوقت الثالث". وبعد التحاقه ب"لمشاهب"، أتحف السوسدي الجمهور المغربي بعشرات الأغاني الجيدة، التي تطرقت لمواضيع اجتماعية ووطنية وعربية نذكر منها، أغنية "فلسطين"، التي استغرق العمل عليها أكثر من سنة، وأدتها المجموعة في موسكو سنة 1978، خلال مؤتمر الأممية الاشتراكية، و"الغادي بعيد"، و"الليل"، و"طبايع الناس"، ورائعة "بغيت بلادي".