الجالية المغربية بإسبانيا صوتت للأحزاب اليسارية نتائج الانتخابات الإسبانية، تنهي فترة الإزدواجية الحزبية التي عمرت طويلا، وقادت إسبانيا لمرحلة الانتقال الديموقراطي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، بصعود حزبين جديدين بقوة للبرلمان، قادمين من الشارع ومن نبض الشارع، هما »بوديموس" و "سويدادانوس" اللذان استطاعا في فترة وجيزة الحصول على عدد مهم من المقاعد، ويخلخلان التصورات السياسية بالبلاد ويعقدون مأمورية تشكيل حكومة. المغاربة والمهاجرون بصفة عامة، كانت لهم كلمة قوية في ما حدث من تغير في الخريطة السياسية بالبلد الجار، فقد أكدت مجموعة استطلاعات للرأي وتصريحات لبعض ممثلي الجالية المغربية ومعها جاليات أخرى، أن أصوات هؤلاء توزعت بين مختلف الأحزاب، لكن النصيب الأوفر منها حصل عليه الحزب الإشتراكي العمالي، وحزب "بوديموس". التعاطف الكبير للشارع الإسباني، وخاصة الشبابي منه مع حركة "بوديموس" التي تحولت لحزب بعد أن كانت مجرد حركة احتجاجية سنة 2011، استطاعت أن تجمع شعبية كبيرة رغم قصر عمرها، وكذلك محدودية تجربة مسيريها الذين عمدوا منذ البداية لإشراك مختلف الحساسيات في تدبير الحزب، فكان للمهاجرين المكان الكبير داخل أجهزته، بل أن إحدى الشابات المغربيات، من مدينة طنجة، تعتبر هي اليد اليمنى لزعيم الحزب، وإحدى دعائمه الأساسية. وكشفت مصادر مختلفة من الجارة إسبانيا، أن "بوديموس" اعتمد بشكل كبير في حملته على المهاجرين، وبعض الطبقات الاجتماعية الصغيرة والمثقفين وبعض النخب المثقفة وليس النخب المالية، كما شارك المغاربة بقوة في الحملات الانتخابية لغالبية الأحزاب، لكن كانوا أكثر ظهورا في حملة "بوديموس" والحزب الاشتراكي العمالي الذي كان دائما لجانب المهاجرين خلال بداية الألفية الجديدة، ومكن من تسوية وضعية الآلاف منهم، في وقت كان الحزب الشعبي يدعو لإغلاق أبواب أوربا، مع ارتفاع نسبة الهجرة غير الشرعية، منتهى القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة. من جهة أخرى، فارتباك كبير يعيشه المشهد السياسي بإسبانيا حاليا، في غياب أغلبية مريحة لأي حزب من الحزبين الكبيرين، فرغم حصول الحزب الشعبي على الرتبة الأولى إلا أن ذلك لن يمكنه من تشكيل حكومة، إلا بحليف او حليفين آخرين، وهو ما لن يتسنى، خاصة وأن الحزبين الحاصلين على عدد كبير من مقاعد، ينتميان لتوجهات مختلفة تماما.