يتوجه الناخبون الأندلسيون غدا الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء برلمان الأندلس (جنوب إسبانيا)، في استحقاقات تعتبر بالغة الأهمية، لاسيما وأنها ستسمح باختبار قدرة الحزب الاشتراكي العمالي الأندلسي أمام الحزب الشعبي والحزب اليساري الجديد "بوديموس".وهكذا فإن نحو 6,5 مليون ناخب مدعوون غدا الأحد لتجديد برلمان هذه الجهة الشاسعة، والبالغ تعداد سكانها 8,4 مليون نسمة (18 المائة منهم إسبان)، وحيث معدل البطالة بلغ 14 في المائة. وستشكل هذه الانتخابات، العاشرة من نوعها بهذه الجهة منذ 1982، في الواقع، اختبارا لمعرفة الخارطة السياسية المستقبلية للبلاد، كما ستعطي انطلاقة سنة سياسية بإسبانيا ستتميز بتنظيم انتخابات بلدية وجهوية في مايو المقبل، وبرلمانية متم السنة الجارية. وتقدم استطلاعات الرأي الحزب الاشتراكي الأندلسي، بزعامة الرئيسة الحالية للحكومة سوزانا دياز، على أنه الأوفر حظا في انتخابات يوم غد الأحد، ، لكنه سيضطر لتشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى للاستمرار في تدبير شؤون هذه الجهة، لأنه لن يحصل على الأغلبية اللازمة، 55 مقعدا من بين ال109 المشكلة للبرلمان الأندلسي. وسيتعين على الاشتراكيين، هذه السنة، مواجهة، بالإضافة إلى الحزب الشعبي، حزب بوديموس الجديد، الذي انبثق عن حركة الغاضبين التي ظهرت في ماي 2011، والذي برز في الانتخابات الأوروبية الأخيرة التي جرت في مايو 2014 بإحرازه خمسة مقاعد ببرلمان ستراسبورغ. وبعد نحو سنة من تأسيسه من قبل الأستاذ الجامعي بابلو اغليسياس، سيواجه حزب بوديموس، اليساري الراديكالي، للمرة الأولى الحزبين التقليديين بالبلاد الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، في انتخابات إسبانية. وقد قدمت أحدث استطلاعات الرأي الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني على أنه الأوفر حظا، متبوعا بالحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي، فيما سيحل حزب بوديموس ثالثا ب14,7 بالمائة من الأصوات، يليه الحزب الشاب سيوددانوس، بقيادة الكتالوني ألبرت ريفيرا، ب11 في المائة من الأصوات، ثم أقصى اليسار، حزب اليسارية الموحد، (8,5 بالمائة)، والذي كان حليفا للاشتراكيين في الحكومة التي يقودها الحزب الاشتراكي منذ انتخابات مارس 2012. وبحسب التوقعات، فإن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي لم يهزم بالأندلس منذ عودة الديمقراطية إلى إسبانيا، سيستمر في الاحتفاظ بهذه الجهة التي يتولى أمورها منذ 1982، لكن فضائح الفساد التي هزت الحزب بهذه الجهة وارتفاع معدل البطالة خاصة بين الشباب الأندلسي قد تدفع بالناخبين للتصويت لليمين، الحزب الشعبي، أو لصالح أحزاب أخرى مثل بوديموس وسيوددانوس. وكان الحزب الشعبي قد حصل في الانتخابات الأخيرة لسنة 2012 على أكبر عدد من الأصوات، إلا أن الحزب الاشتراكي تمكن من الاحتفاظ بالسلطة بالتحالف مع اليسار الموحد. وفي هذا السياق، سيتعين على سوزانا دياز، المرشحة الاشتراكية والرئيسة الحالية لهذه الجهة، ابتداء من يوم غد الأحد، البحث عن حلفاء للاستمرار في السلطة، بعد أن قدمت تاريخ هذه الانتخابات بسبب خلافات مع حليفها اليسار الموحد. ولمحت دياز، مرارا، إلى أن حزبها لن يتحالف مع الحزب الشعبي أو حزب بوديموس، حليف حزب اليسار الراديكالي "سيريزا"، الذي تولى السلطة مؤخرا في اليونان، مما يترك الباب مفتوحا أمام تحالف ممكن مع الحزب الشاب "سيوددانوس" الكتالوني الذي تأسس سنة 2006، والذي انطلق مؤخرا في الساحة الوطنية الإسبانية. وفي انتظار ما ستفرز عنه صناديق الاقتراع غدا الأحد، أعلنت الزعيمة الاشتراكية خلال الحملة الانتخابية التي انتهت مساء أمس الجمعة، أنها تأمل في الفوز "بفارق كبير" في انتخابات 22 من الشهر الجاري، مضيفة "سنفوز من أجل الأندلس، وبفارق واضح وكبير"، وأنها واثقة من أن حزبها سيحرز "نصرا كبيرا" في هذه الانتخابات. أما زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي، فشدد على أن حزبه هو "الوحيد" القادر على ضمان التغيير في الأندلس، معتبرا أنه من الضروري أن يكون هناك "تغيير" في هذه الجهة التي يدير شوؤنها الحزب الاشتراكي منذ 32 سنة . وإلى جانب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الشعبي وحزب بوديموس، يخوض غمار هذه الانتخابات الجهوية المبكرة 19 حزبا سياسيا آخرا، إضافة إلى تحالف انتخابي وتجمع للناخبين، لرسم الخريطة السياسية الأندلسية الجديدة. المصدر : و.م.ع