فاز الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بالانتخابات الجهوية المبكرة، التي جرت اليوم الأحد بالأندلس (جنوب إسبانيا)، دون الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان الجهوي، فيما سجل الحزب الشعبي تراجعا ملحوظا مقارنة بانتخابات 2012، بحسب النتائج التي أعلن عنها مساء اليوم مانويل خيمينيز باريوس، نائب رئيسة حكومة هذه الجهة. وحصل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بزعامة سوزانا دياز على 35,54 من الأصوات المعبر عنها، وبالتالي على 47 مقعدا من أصل 109 مقاعد المكونة لبرلمان هذه الجهة، وهو نفس العدد الذي حصل عليه في الانتخابات الجهوية لسنة 2012، بعد فرز 94 في المائة من أوراق الاقتراع. وحصل الحزب الشعبي، بزعامة ماريانو راخوي، على 26,62 بالمائة من الأصوات، وفاز ب33 مقعدا مقابل ال50 التي كان قد حصل عليها في انتخابات مارس 2012، وهي أسوأ نتيجة يسجلها الحزب الحاكم بإسبانيا خلال 25 سنة، فيما أحرز الحزب الجديد بوديموس، الذي تأسس سنة 2014، وتتزعمه في الأندلس النائبة الأوروبية تيريزا رودريغيز، على 15 مقعدا (14,86 بالمائة من الأصوات)، ليصبح بذلك ثالث قوة سياسية في هذه الجهة التي يحكمها الاشتراكيون منذ أزيد من 32 سنة. وسجل الحزب الشباب سيوددانوس، الذي تأسس سنة 2006، نتيجة مهمة في هذا الانتخابات بإحرازه 9 مقاعد (9,25 بالمائة من الأصوات)، فيما أحرز اليسار الموحد على خمسة مقاعد فقط (6,91 بالمائة) مقابل 12 مقعدا سنة 2012، مسجلا بذلك تراجعا كبيرا لليسار في الأندلس، الذي كان في الحكومة مع الحزب الاشتراكي منذ مارس 2012. وبتحقيقهما لهذه النتيجة سيدخل حزبا بوديموس وسيوددانوس، لأول مرة إلى البرلمان الأندلسي. وسيتعين على الزعيمة الاشتراكية سوزانا دياز البحث عن تحالف مع حزب آخر لتشكيل الحكومة، لعدم حصولها على 55 مقعدا اللازمة للأغلبية المطلقة في البرلمان الأندلسي. وقد تتحالف مع حزب سيوددانوس الذي أحرز 9 مقاعد في البرلمان الأندلسي الذي سيتشكل يوم 16 أبريل المقبل. وتوجه نحو 6,5 مليون ناخب، 245 ألف و202 شخص صوتوا لأول مرة، إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات المبكرة، التي ينظر إليها كأول اختبار بالنسبة للحزبين الرئيسيين في البلاد، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الشعبي، أمام الحزب اليساري الجديد بوديموس، بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات الأوروبية لمايو 2014. وبلغ معدل المشاركة في هذه الانتخابات المبكرة بالأندلس، بعد تلك التي نظمت في ثالث مارس 1996، إلى غاية السادسة مساء بالتوقيت المحلي51,41 بالمائة، أي بزائد 4,2 نقطة مقارنة بالانتخابات الجهوية التي جرت سنة 2012. وإلى جانب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الشعبي وحزب بوديموس، يخوض غمار هذه الانتخابات الجهوية المبكرة 19 حزبا سياسيا آخرا، إضافة إلى تحالف انتخابي وتجمع للناخبين، لرسم الخريطة السياسية الأندلسية الجديدة.