بدأت في الأيام الأخيرة، تتقاطر على القاطنين المتبقين ب«كاريان سنطرال»، إنذارات من طرف اللجنة المحلية للمواكبة الاجتماعية لإعادة الإيواء، تحذر عددا من الأسر المعنية من مغبة عدم تنفيذ قرارات هدم براريكهم في أجل لا يتعدى 10 أيام من تاريخ التوصل بالإنذار، الذي يختلف من حالة إلى أخرى، حيث جاء في ديباجة الموضوع «نظرا لرفضكم الانخراط في عملية إعادة إيواء قاطني كاريان سنطرال، التي انطلقت منذ شهر ماي 2010، فإن اللجنة المحلية تنذركم لآخر مرة للإسراع بتسوية وضعيتكم وإقدامكم على عملية الهدم، تحت طائلة إحالة ملفكم على أنظار اللجنة الجهوية من أجل تغيير نمط استفادتكم من بقع أرضية إلى شقق سكنية». ولمزيد من التحذير الشديد، مما اعتبره المعنيون بالأمر «صيغة جديدة من تهديدات السلطة»، فقد ختم الإنذار فقراته بالإشارة إلى «أن المسطرة القضائية المتعلقة بالإفراغ ما زالت سارية المفعول، وفي حالة صدور أحكام قضائية نهائية في حقكم، فإن الاستفادة من عملية إعادة الإيواء تعتبر لاغية». هذه الإنذارات الأخيرة، التي تهم حوالي 500 براكة مما تبقى من المساكن ب«كاريان سنطرال»، اعتبرها متتبعون لملف إعادة الإسكان بالمنطقة «محاولة من السلطات المحلية دق آخر مسمار في نعش إزالة أقدم حي صفيحي بالحي المحمدي بالدار البيضاء». وفي اتصال هاتفي بسعيد عتيق رئيس جمعية الشهاب التي تهتم وتتابع ملف إعادة الإسكان ب«كاريان سنطرال»، اعتبر هذه الإنذارات نوعا من «سياسة الترهيب»، التي تمارسها السلطات في حق أبناء هذا الحي الصفيحي العريق، الذي جاءت بادرة ترحيل سكانه من دور الصفيح إلى منازل لائقة بأمر من جلالة الملك محمد السادس، لكن المشرفين على هذا الملف السكني والاجتماعي، ارتكبوا أخطاء أثناء إعداد لوائح الإحصاء، حيث أسقط مكتب الدراسات التابع لشركة العمران سهوا أو عمدا، عددا كبيرا من الأيتام والمطلقات والأرامل وأفراد العائلات المركبة في الاستفادة من بقع أرضية، مما اضطر العشرات من الأسر إلى رفض هدم براريكها قبل إعادة النظر في الفئة المقصية من أفرادها». وختم الفاعل الجمعوي تعليقه ب«التأكيد على أنه لا يمكن تحميل السكان وزر أخطاء المسؤولين عن تدبير ملف إعادة الإسكان». كما طلب المتحدث من الجهات المعنية في شخص وكيل الملك وعامل عين السبع الحي المحمدي، ب«إعادة النظر في معالجة هذه الحالات العالقة»، وملتمسا من برلماني المنطقة ورئيس مقاطعة عين السبع وعمدة المدينة «التدخل من منطلق إنساني لإنقاذ عدد كبير من الأسر المهددة بالإفراغ من دورها الصفيحية، من التشرد والضياع». سعيد لقلش