«علاش يحرمونا ما صوتوش على الاستفتاء?..». هذه العبارة أصبحت تتكرر بمرارة على لسان قاطني «كاريان سنطرال» السابقين، الذين استفادوا في الشهور الأخيرة من عملية ترحيلهم إلى مشروع الهراويين. فبعد تهديم براريكهم في كل من كاريان القبلة والخليفة وبوعزة والكريمات والرحبة وغيرها من الأحياء الصفيحية، لم يعد لهم في سجلات الإدارة الترابية لعمالة عين السبع الحي المحمدي أي عنوان يربطهم بالمنطقة، مما دفع السلطات المحلية إلى التشطيب عليهم من اللوائح الإنتخابية، مما سيحرم حسب تقديرات جمعوية ما يفوق عشرة آلاف ناخب من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء القادم. كانوا العشرات من النساء والرجال المسنين ومن فئات عمرية مختلفة، مما صاروا يترددون بشكل يومي على مدار الأسبوع الجاري على مقر المقاطعة الحضرية 48 بدار لمان بعين السبع، الكثير منهم يمر على مكاتب المقدمين والشيوخ للسؤال عن بطاقته الانتخابية، التي لا يجد لها أثر. والبعض الآخر يرابط لساعات أمام مكتب «القايد» طمعا في مقابلة المسؤول الأول عن ملف قاطني كاريان سنطرال من أجل الاستفسار أو التكشي أو الاحتجاج. فالأجوبة المتشابهة في معانيها ومقاصدها، التي يتلقونها من هذا الموظف أو ذاك عون السلطة هي بصيغة واحدة «راه تم التشطيب عليكم من اللوائح الإنتخابية، حيث ما بيقتوش ساكنين هنا وما بقا عندكم حتى عنوان في هاذ الدائرة..». هؤلاء «المشطب عليهم» بسبب ترحيلهم من كاريان سنطرال بعد هدم دورهم الصفيحية، لم يستوعبوا حسب فهمهم للأمور كيف سيحرمون من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد. فهم كما يشبهون أنفسهم أصبحوا مثل «لمرا لمعالقة ما هي مزوجة وما هي مطلقة»، لأنهم بكل بساطة وعلى حد قولهم «ولاو بلا عنوان» في منطقة الهراويين، التي مازال مشروع بناء مساكنهم إما في طور الإنجاز أو مجرد حلم على بقعة أرضية فارغة، مما لا يخول لهم الحصول على شهادة السكنى من طرف السلطات المحلية هناك، وهذا يحرمهم أيضا من التسجيل في اللوائح الإنتخابية الجديدة التابعة لدائرة الهراويين. ولتفسير هذا الإشكال، تم استفسار أحد المسؤولين بكتابة الضبط بالمقاطعة الحضرية 48 بدار لمان، الذي أكد أن عملية التشطيب على عدد كبير من القاطنين السابقين بكاريان سنطرال تمت بالفعل بشكل تلقائي وحسب إجراءات إدارية وقانونية، لأن المعنيين بهذا التشطيب لم يعد لهم مقر للسكنى بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي بعد إزالة براريكهم من الوجود، مضيفا أن هناك عدد آخر من هؤلاء المرحلين تقدمت بنفسها لدى الإدارة المعنية، وطلبت التشطيب عليها من أجل إعادة التسجيل في اللوائح الانتخابية بمقرات سكناهم الجديدة سواء في شققهم المبنية بمشروع الهراويين أو في محلاتهم المكتراة. فعملية التشطيب التي همت الآلاف من مجموع حوالي 70 بالمائة من المرحلين من كاريان سنطرال، الذين يقدرون حسب الاحصائيات المسجلة ب30 ألف نسمة، مما يعني أن الرقم الذي قدمته إحدى الجمعيات المهتمة بملف قاطني أحياء الصفيح بالحي المحمدي وعين السبع، قد يفوق 10 آلاف تشطيب المعلن عنها لحد الآن.