بالتزامن مع البرمجة الرمضانية المتعلقة بالإنتاجات الدرامية والكوميدية،خصصت القناة الأمازيغية حيزا مهما للبرامج الدينية الداخلية والخارجية، وراهنت القناة الثانية على البرنامج الوثائقي"معالم خالدة" الذي نفذت إنتاجه شركة"أغلال للإنتاج" كنموذج للتعريف بالإرث التاريخي والديني للعديد من المعالم العتيقة والموسومة بتاريخ روحي. وأوضحت الشركة المنتجة أنه تم التنسيق في عملية التصوير مع مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، للحرص على سلامة الخطاب وانسجامه مع الخطاب الرسمي الوطني، واحتراما من الشركة المنتجة للالتزامات مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومع لجنة الانتقاء، كما أكدت الجهة المنتجة أن كل الإمكانيات التقنية وضعت لإخراج المنتوج وفق المعايير المتفق عليها مع دار البريهي وقناة تامازيغت. ويستند البرنامج، حسب الجهة المنتجة، على البعد التوثيقي و الوثائقي والتثقيفي، ويقوم على فكرة جوهرية هي التعريف بالمآثر التاريخية الإسلامي في المغرب وإبراز خصوصية الهندسة المعمارية لهذه المآثر،ولتحقيق هذه الفكرة، تنتقل كاميرا البرنامج لثلاثين موقعا مختلفا يمثل مختلف المحطات والمراحل التاريخية التي عرفها المغرب منذ ظهور الإسلام. وينطلق الوثائقي من التعريف بالمنطقة التي زارها الطاقم الفني والتقني للبرنامج، قبل أن يتم التركيز على تحديد المعطيات التاريخية التي واكبت لحظة التأسيس والتطور، إما بالاستناد على المراجع والوثائق التي تؤرخ لهذه المعلمة، وإما من خلال شهادات مؤرخين أو باحثين في المجال التاريخي. وبعد هذه الفترة التي يتم فيها التركيز على البعد التاريخي، ينتقل البرنامج لإبراز القيمة الروحية والدينية لهذه المعلمة باعتماد المنهجين السابقين(مراجع، شهادات)، قبل أن يخصص البرنامج فقرة تبرز الخصوصية على مستوى الهندسة والمعمار لهذه المعلمة، مما يعطي فكرة عن التطور الذي عرفه المعمار المغربي على امتداد العصور. ويهدف البرنامج، حسب الجهة المنتجة، إلى التعريف بالتاريخ الإسلامي في المغرب،تقريب التراث المغربي الإسلامي من المتلقي، وتقديم إضاءات تاريخية عن المغرب الإسلام،وتسليط الضوء على مآثر الدول الإسلامية التي تعاقبت على المغرب، مع محاولة النبش في تاريخ مدن مغربية متباعدة، فضلا عن إبراز التنوع المعماري في المغرب الإسلامي والانتصار لقيم التسامح والاعتدال. وخصص البرنامج العديد من المعالم التاريخية، من بينها صومعة حسان من المعالم التاريخية في المغرب بنيت في العهد الموحدي بمدينة الرباط،وجامع القرويين، بنت مريم الفهرية بمدينة فاس ووسعه الزناتي،وقصر الباهية في مراكش،مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى جانب معالم في سوس ومكناس وغيرها من المناطق..