أفادت إحصائيات جديدة صادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، أن المغرب يتوفر في مدنه الكبرى على مسجد لكل 5 آلاف نسمة، وأن المعدل المتوسط لكافة أقاليم البلاد يشير إلى أن هناك 7 مساجد لكل 5000 نسمة، حيث بلغ عدد المساجد في عموم البلاد 12 ألفا و959 مسجدا، يعمل بها نحو 74 ألف مؤذن وإمام وخطيبا لصلاة الجمعة، اضافة الى مرشدين دينيين، يقومون بعدة أنشطة في مجال محو الأمية ، وإعطاء دروس في الوعظ والإرشاد والتوعية الدينية. "" وتشكل المساجد في المغرب صروحا دينية وحضارية، غنية بالتراث المعماري باعتبارها ثمرة التأثير المتبادل والتفاعل بين الثقافات والحضارات على مر التاريخ. ولا يخفى على المشاهد للطراز المغربي في بناء المساجد وهندستها، ان يلحظ التأثير الواضح للحضارة الأندلسية ذات الطراز الفريد والمتميز. وتميز العهد الإسلامي الاول في المغرب (حكم دولة الأدارسة)، ببناء مسجد القرويين في مدينة فاس، من لدن فاطمة الفهرية، في عام 245 هجرية. ويعد هذا المسجد عنوانا للفن المعماري المغربي الذي احتفظ بمظهره ومكانته من عهد الى عهد ومن دولة الى دولة اخرى. بيد أن أول مسجد بني في المغرب كان في بلدة أغمات قرب مراكش، وهو يشتمل على 17 جناحا و11 قبة مزينة بالنقوش، وبلغ ارتفاع مئذنته المربعة الشكل، التي بلغ ارتفاعها 80 مترا، وصنع منبره من خشب الصندل، وهو مزين بصفائح من الذهب والفضة وخشب الأرز. وهناك العديد من المساجد المغربية الأخرى، عرفت عبر التاريخ بمكانتها ورمزيتها، ويشهد على ذلك مسجد «تنميل»، و«الكتبية» بمراكش، ومسجدا «حسان» و«السنة» في العاصمة المغربية الرباط. وشكلت هذه المعالم، وما اشتملت عليه من انماط زخرفية، أسلوبا تقليديا أصبح سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية حتى يومنا هذا. وليست المساجد وحدها من بين المآثر الدينية، التى أضحت لها رمزية عمرانية إسلامية في المغرب، بل ايضا البنايات الاثرية، مثل المدارس المرينية في فاس وسلا. ويمثل مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي يعتبر اليوم من اكبر مساجد المغرب وافريقيا، دليلا قاطعا، على المعمار المتميز للمساجد في المغرب، الذي يروم الحفاظ على التراث الاندلسي. فهو يستمد مظهره العام من جامع القرويين بفاس، ويزدان بالكثير من رونق صومعة مسجد حسان بالرباط، وصومعة الكتبية بمراكش، واللتين شيدهما السلطان المغربي، يعقوب المنصور، إبان حكم دولة الموحدين، فجمع مسجد الحسن الثاني بين الهندسة المعمارية التقليدية المغربية، والتكنولوجيا العصرية، والتي جند لها أزيد من 3 آلاف صانع تقليدي.