شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غارات جديدة ضد مواقع المتمردين في اليمن الخميس فيما تسجل مواجهات مستمرة في جنوب البلاد ما يضعف احتمالات التهدئة بعد يومين على اعلان انتهاء عملية "عاصفة الحزم". وفي نيويورك، ابلغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي انه يعتزم تعيين الدبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد مبعوثا جديدا الى اليمن خلفا لجمال بنعمر الذي قدم استقالته الاسبوع الماضي. وقال بان كي مون في رسالة ان الشيخ احمد "سينطلق من الانجازات" التي حققها بنعمر الذي استقال بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها. وسيصبح تعيينه ساريا اعتبارا من الاثنين اذا لم تبد اي دولة في المجلس معارضتها على ذلك. ويتولى ولد شيخ احمد (55 عاما) حاليا بعثة الاممالمتحدة لمكافحة مرض ايبولا بعدما شغل عدة مناصب في الاممالمتحدة على مدى 28 عاما لا سيما منصب المنسق الانساني في سوريا (2008-2012) واليمن (2012-2014) ثم رئيس بعثة الاممالمتحدة في ليبيا. وفي جنيف اعلنت منظمة الصحة العالمية ان اعمال العنف في اليمن ادت الى مقتل 1080 شخصا واصابة 4352 بحسب حصيلة من 20 ابريل نشرتها الخميس في جنيف. وفي حصيلة سابقة كانت المنظمة اعلنت مقتل 944 شخصا واصابة 3487 منذ بدء اعمال العنف في 19 اذار/مارس وحتى 17 ابريل. من جهة اخرى، أفاد مسؤول اميركي الخميس ان قافلة السفن الايرانية التي تشتبه الولاياتالمتحدة في انها تنقل اسلحة الى المتمردين الحوثيين في اليمن غيرت مسارها. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان السفن الايرانية "لم تعد تسلك نفس الطريق"، مشيرا الى ان القافلة موجودة حاليا على مقربة من جنوب صلالة في سلطنة عمان. لكنه لفت الى ان هذه السفن "يمكن في اي لحظة" ان تغير وجهتها مجددا نحو اليمن، مؤكدا ان الاميركيين "يراقبون من كثب" هذه القافلة. وأضاف "نأمل ان تساهم ايران بوضوح في خفض حدة التوتر" في اليمن عبر ابعاد هذه السفن. على الصعيد الميداني، شنت غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة مناطق من اليمن واعنفها كانت في الضالع بجنوب اليمن، بحسبما افاد سكان لوكالة فرانس برس. وقتل 23 متمردا على الاقل في الغارات التي استهدفت الضالع، وفق ما نقل مسؤول حكومي. ولم يتسن تأكيد هذه الحصيلة من مصادر مستقلة، كما من النادر جدا ان يعلن الحوثيون عن قتلاهم. ومن جهته قال المتحدث باسم "المقاومة الشعبية" المناهضة للحوثيين ناصر الشعيبي ان "غارات عنيفة استهدفت الحوثيين في الضالع وادت الى تسوية مبنى الشؤون الاجتماعية وثانوية هائل ومدرس الوبح وموقع القشاع العسكري وموقع المظلوم". واكد الشعيبي ان مواجهات اندلعت بين مقاتلي مجموعته والحوثيين في الضالع في اعقاب الغارات. وفي مدينة تعز، قال مسؤول في الصليب الاحمر ان فريقه نقل جثث عشرة جنود موالين للحكومة يعتقد انهم قتلوا حين سيطر الحوثيون على قاعدة عسكرية في المدينة يوم الاربعاء. واضاف المسؤول لفرانس برس ان هناك جثث اكثر الا ان الحوثيين منعوا طاقم الصليب الاحمر من الوصول الى المكان. وطالت الغارات العنيفة ايضا الخميس مواقع للحوثيين وقوات صالح في يريم بمحافظة اب في وسط البلاد لاسيما مقر المتمردين في مبنى كلية المجتمع ومقر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري. كما استهدفت غارات اخرى فجر الخميس مواقع للقوات الموالية لصالح في شمال شرق صنعاء اضافة الى غارات ليلية استهدفت موقع اللواء 35 مدرع الذي يحتله الحوثيون في مدينة تعز جنوبصنعاء. واستهدفت غارات اخرى قاعدة طارق الجوية في تعز، ومواقع الحوثيين في عدن، كبرى مدن الجنوب، لاسيما في حي دار سعد ومحيط المطار وعند المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة. كما طالت الغارات مواقع الحوثيين بالقرب من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية. وياتي استمرار الغارات والمواجهات بالرغم من اعلان التحالف العربي ليل الثلاثاء انتهاء عملية "عاصفة الحزم" والانتقال الى مرحلة ذات طابع سياسي تحت عنوان "اعادة الامل".