أصدرت محكمة الاستئناف بآسفي مؤخرا حكمها على شخص يقطن بمدينة اليوسفية، الذي حاول اغتصاب فتاة قاصر كانت رفقة زميلها، ليفر هاربا إلى مدينة مراكش وهناك مكث بضعة أيام، حيث تم اعتقاله مباشرة بعد عودته إلى منزلهم بعدما أخبر عنه والده لكونه كان موضوع مذكرة بحث، ليحكم عليه بسنتين حبسا نافذا.وقائع هذه القضية التي اهتزت لها ساكنة مدينة اليوسفية خلال أواخر شهر دجنبر من السنة الماضية، جاءت عندما اتفق الجاني «عبدالمنعم» مع زميله «المهدي» على القيام بأفعال إجرامية، ابتدأت بالاتفاق الذي حصل بينهما والمتعلق بعملية سلب الأشخاص والمارة ما بحوزتهم من ممتلكات. هذا الاتفاق على القيام بأفعال إجرامية، تطلب من الشابين المنحرفين في أول وهلة توفرهما على سلاح أبيض يرهبان به الضحايا، فاستقر رأيهما على إحضار كل واحد منهما لمدية. ضرب الاثنان موعدا في أحد الأمكنة، ثم اتجها صوب الغابة المتواجدة بالقرب من حي المنار، وهناك اختارا مكانا منعزلا بعيدا عن الأنظار، وجلسا ينتظران أول فريسة قصد الاعتداء عليها وسلب ما بحوزتها من ممتلكات . شاءت الأقدار أن يمر تلك الأثناء شاب وشابة زميلان في الدراسة، وبينما كانا منهمكين في تبادل الحديث دون أن يفطنا إلى الوحشين الآدميين، اللذين كانا يترصدانهما منتظرين الفرصة لتحقيق مبتغاهما. فجأة وجد التلميذان نفسيهما أمام شخصين ملثمين اعترضا سبيلهما وهما يحملان مديتين ومهددانهما بضرورة تسليمهما ما بحوزتهما. فكان أن مدهما الشاب الضحية بهاتفه النقال . لم يقتنع المعتديان بالهاتف النقال، بل وصل الطمع بأحدهما إلى رغبته في ممارسة الجنس على مرافقة التلميذ، وهو ما أثار حفيظته، مما جعله يحاول جاهدا نزع القناع الذي كان على وجه أحد المعتدين، لكنه تعرض للضرب والجرح على يده. وجدت الفتاة القاصر نفسها أمام مأزق حقيقي عندما حاولت هي الأخرى جاهدة الهروب من قبضة هذين المجرمين من خلال صراخها واستنجادها واستعطافها لهما، لكن ذلك لم ينفعها في شيء، بينما ظل مرافقها يتتبع خطواتهما من بعيد دون أن يتمكن من تخليص صديقته من قبضة المنحرفان، الذين كانا مرة يهددانه بواسطة المدية ومرة يرشقانه بالحجارة. توجه المجرمان بالشابة التي ظت تصرخ وتستنجد إلى حدود غابة حي الجبورات التي تعرف قلة في الحركة، هناك احتجزاها وحاولا اغتصابها، بينما مرافقها فقد ارتأى التوجه صوب مقر الشرطة، وبعد مدة قصيرة رافقه مجموعة من عناصر الشرطة إلى مكان احتجاز الضحية، لكن الجانيين لاذا بالفرار تاركين فريستهما وسط الغابة. وأمام هذا التورط الخطير في جريمة الاختطاف والاحتجاز ومحاولة اغتصاب فتاة قاصر، لم يجد الجاني «عبدالمنعم» وسيلة للتستر عن جريمته الشنعاء سوى هروبه إلى مدينة مراكش قصد ااختباء بها خوفا من اعتقاله، لكن عند عودته بعد بضعة أيام إلى منزلهم بمدينة اليوسفية، لم يتردد والده في إخبار الشرطة على الفور بتواجد ابنه الفار بالمنزل، ليتم اعتقاله من داخله، حيث أحيل على أنظار هيئة محكمة الاستئناف بآسفي، التي قررت الحكم عليه بسنتين حبسا نافذا. وروى المتهم «عبدالمنعم» في تصريحاته أمام الضابطة القضائية أطوار الأحداث بالقول :”خلال أواخر شهر دجنبر من السنة الفارطة التقيت بالمسمى «المهدي»، الذي يعد من أبناء الحي، واتفقت معه على اعتراض سبيل المارة بهدف سلبهم ما بحوزتهم، ولهذه الغاية جلب كل واحد منا مدية واتجهنا صوب الغابة المتواجدة قرب حي المنار. هناك اختبئنا بمكان منعزل عن الأنظار إلى أن أثار انتباهنا الضحيتين وهما يمران بالقرب منا، فعقدنا العزم على أن يكونا أول ضحايانا، حيث وضعت على وجهي منديلا كي لا ينكشف أمري وباغثناهما وأوقفناهما بعد أن أشهرنا في وجههما المديتين، ثم أمرناهما بتسليمنا ما بحوزتهما، فسلمني الشاب جهاز هاتفه النقال، بعدها أعلن مرافقي «المهدي» عن رغبته في ممارسة الجنس على الشابة، فحبذت الفكرة، حيث أمرنا مرافقها بالابتعاد، لكنه رفض، وفي الوقت كان يرغب في إزالة المنديل من وجهي، حيث عرضته للضرب والجرح على مستوى يده، حينها بدأت الفتاة تصرخ وتتوسل إلينا بإطلاق سراحها، لكن مرافقي أحكم قبضته عليها وقام بجرها من عين المكان. ولكون مرافقها المسمى «عثمان» واصل تعقبه لنا، فقد كنت تارة أهدده بالمدية وتارة أقوم برشقه بالحجارة لثنيه عن ملاحقتنا. وفي الوقت الذي كنا نجر فيه المعنية بالأمر كنا نخاطبها بعبارات تهديدية شديدة اللهجة، حيث لم تجد بدا في الانصياع لنا، ثم بعد ذلك توجهنا بها إلى غابة حي الجبورات لعلمنا أنها مكان لا يرتاده كثير من الناس، وبالتالي يمكن لنا احتجازها واغتصابها بشكل جماعي دون أن يتمكن أحد من تخليصها من قبضتنا. وبعد مدة أثار انتابهنا ظهور مرافقها مرفوقا بمجموعة من رجال الشرطة، فلدنا بالفرار وتركنا المعنية بالأمر، ثم بعد ذلك توجهت إلى مدينة مراكش ومكثت هناك بضعة أيام.” أما الضحية «عثمان»، تلميذ مزداد سنة 1992 بمدينة اليوسفية، ويسكن بحي الداخلة، فجاءت روايته على الشكل التالي :”إن المسمى «عبدالمنعم» هو الشخص نفسه الذي اعترض سبيلي بمعية المسمى «المهدي» أثناء تواجدي رفقة زميلتي في الدراسة بالقرب من الحديقة المتواجدة بالحي المحمدي بهذه المدينة، وأنه هو من عرضني للضرب والجرح على مستوى يدي اليسرى بواسطة مدية كان يتحوزها. كما أنه هو من سلب مني هاتفي النقال، وأن المنديل المزكرش الذي عرض علي هو المنديل نفسه الذي كان يضعه المتهم على وجهه ساعة النازلة.” عبدالرحيم اكريطي