صدمة قوية تلك التي تلقتها عائلات المعتقلين الثلاثة في ملف تفجير مقهى أركانة بساحة جامع لفنا بمراكش يوم 28 من الشهر الماضي والتي عجزت بسببها عائلات المتهمين عن تقديم تصريحات في الموضوع لعدم درايتها بهذه الواقعة التي هزت العالم بأسره والتي أدت إلى وفاة 17 شخصا من جنسيات مختلفة وإصابة أزيد من ثلاثين شخصا. إنها صعوبة كبيرة تلك التي صادفها ممثلو وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والبصرية في أخذ التصريحات من عائلات المتهمين الثلاثة ارتباطا بخطورة الحادث ذي البعد الإرهابي الذي كانت تأثيراته جد سلبية ليس فقط على مستوى ساكنة مدينة آسفي أو على مستوى المغرب بل على المستوى العالمي ما جعل ممثلو الصحافة يركزون في أخذ التصريحات على بعض معارف وأصدقاء وجيران المتهمين الثلاثة. فالمتهم الرئيسي في هذا الملف عادل العثماني البالغ من العمر 26 سنة والذي سبق وأن طلق زوجته الأولى وقام بعقد القران مع زوجة ثانية تتواجد في الوقت الراهن في مرحلة الحمل،وحسب تصريحات بعض من معارفه الذين يقطنون بالقرب من منزلهم الكائن بالشارع الرئيسي بدار بوعودة بزاوية سيدي واصل بآسفي فإنهم يؤكدون على أن المعني بالأمر كان إنسانا انطوائيا وأن مستواه الدراسي لا يتعدى الإعدادي،بل الأكثر من هذا أن استعماله للحاسوب ولشبكة الأنترنيت لم يتم إلا مؤخرا،مضيفين أن محله في الأيام الأخيرة أصبح شبه فارغ كونه يبيع الأحذية الرياضية والعادية المستعملة دون أن يقتني سلعا أخرى،وأغلب زبناءه من الشباب الذين تعجبهم أنواع السلع التي يبيعها،ويضيف أحد معارفه أن المتهم في نفس القضية عبدالحكيم الداح كان الصديق الحميم لعادل،لكن والد المتهم الرئيسي يكره عبدالحكيم،ما جعل هذا الأخير يستغل فرصة غياب والد عادل الذي يسافر إلى الديار الفرنسية ويقوم بزيارته والالتقاء به،إضافة إلى حبه لأشرطة الصراع بالمسايفة. ملكية والد المتهم الرئيسي لمنزلين اثنين،الأول ذلك المتواجد بدار بوعودة والذي يستغل المتهم الرئيسي جزءا منه كمحل لبيع الأحذية والثاني بحي مفتاح الخير قبالة غابة العرعار جعل عادل يستغل هذا الأخير الذي يلتقي فيه ببعض أصدقاءه،حيث أكد أحد الجيران في تصريحه للجريدة على أنه فوجئ بالواقعة التي لم يعلم بها إلا بعد معاينته لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي حضرت مساء يوم الجمعة الماضي حوالي الساعة الخامسة مساء وهناك أدخلت المتهم تحت حراسة أمنية مشددة إلى هذا المنزل الذي كان يظن نفس المصرح على أنه كان مهجورا،مؤكدا على أن المعني بالأمر لا يزور المنزل بشكل مستمر،بل إن حضوره إليه يتم في غالب الأحيان يومي السبت والأحد،ويقوم في بعض الأحيان بدخول المنزل ليخرج منه مرتديا ملابس رياضية متجها صوب الغابة وهناك يجري بعض التمارين الرياضية. وحسب المعلومات التي استقاها الموقع فإن المتهم عادل العثماني الذي تم اعتقاله من محله يوم الأربعاء الماضي سبق وأن زار بعض الدول بجواز سفر من بين المعلومات المدونة فيه أن صاحبه يمتهن مهنة مسير فندق،ما يطرح العديد من الأسئلة تتعلق بكيفية حصوله على شهادة العمل التي تثبت ممارسته لهذه المهنة مع العلم أن مستواه الدراسي متوسط ولا يتوفر على شهادة أو دبلوم في الفندقة،وسبق وأن حاول التسلل إلى دولة البرتغال عبر باخرة كانت تركن بميناء آسفي عندما كان يشتغل فيه كخياط لشباك الصيد لكن محاولته باءت بالفشل،إضافة إلى إتقانه للغوص وسط أعماق البحر من أجل التنقيب عن الطحالب البحرية. أما المتهم الثاني بطار عبدالصمد البالغ من العمر 28 سنة والقاطن بدرب مولاي الحسن بآسفي والذي لا يتعدى مستواه الدراسي الرابعة إعدادي بالثانوية الإعدادية سيدي عبدالكريم والذي غادر الدراسة بمحض إرادته فإنه اختار بيع الأحذية الرياضية والعادية في محل يتواجد بحي بياضة بآسفي،ولم تكن تشوب حوله أية شبهات لكون علاقته مع أصدقائه ومعارفه كانت علاقة طيبة من خلال تصريحات أصدقاءه ومعارفه الذين فوجؤوا بخبر اعتقاله الذي تم يوم الخميس الماضي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا عندما كان يهم بفتح محله ليفاجئ بشخص نزل من سيارة من نوع"داسيا"تابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي كان على متنها أشخاصا آخرين الذين نقلوه إلى وجهة غير معلومة،ومن بين المعلومات التي استقتها الجريدة أن المعني بالأمر سبق وأن حاول السفر إلى دولة إيطاليا للعمل هناك لكن تم توقيفه في التراب الليبي،كما سبق وأن امتهن حرفة خياطة شباك الصيد بميناء سفي ليلج عالم التجارة من خلال امتهانه لحرفة بيع وشراء الأحذية الرياضية والعادية داخل محل بسوق بياضة. دموع لم تفارق عينيها وهي حاملة للرضيع البالغ من العمر 13 يوما ابن ابنها عبدالصمد الذي اختفى عن الأنظار يوم الخميس الماضي على الساعة الحادية عشرة صباحا،تحكي لنا عائشة والدة عبدالصمد وهي في حالة انهيار عصبي جراء توصلها بخبر اختفاء ابنها عن الأنظار دون أن تعرف عائلته إلى وقتنا هذا مصيره ولا مكان تواجده،مبرزة على أنها فوجئت وباقي أفراد العائلة بكون ابنها ضمن المعتقلين في ملف تفجير مقهى أركانة بساحة لفنا بمراكش،مشددة على أن ابنها بريء ولا يمكن أن تصدر منه هذه الأفعال،مدينة العمل الإجرامي الذي اهتزت له مقهى أركانة،مضيفة أن جميع أفراد العائلة صدموا بالخبر كون ابنها يتميز بسلوك حسن،وأن ما يثبت ابنها في كونه بريء هو أنه يوم وقوع الفعل الإجرامي كان متواجدا بمدينة آسفي رفقة زوجته بمستشفى محمد الخامس بآسفي للقيام بالإجراءات الإدارية المتعلقة بعملية الوضع التي خضعت لها زوجته قبل يوم وقوع الجريمة بيوم واحد،وبدورها صرحت هند زوجة عبدالصمد بطار للموقع الذي زار منزل المتهم بطار المتواجد بدرب مولاي الحسن بآسفي على أنها بدورها فوجئت لخبر اختفاء زوجها التي تجهل لحد الآن مصيره،مؤكدة على أن زوجها بريء لكونه رافقها قبل يوم وقوع الحادث إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي بقسم الولادة بيوم واحد وهو اليوم الذي وضعت فيه مولودا من جنس ذكر أختير له من الأسماء زياد،وكان رفقتها أيضا في اليوم الموالي أي يوم وقوع الحادث،بحيث إنه هو من قام بالإجراءات الإدارية المتعلقة بوثائق السماح بخروجها من المستشفى بعدما سلمت إليها شهادة الخروج التي تحمل رقم 7204 والتي تثبت إنجابها لمولود ذكر يوم 27 أبريل ومغادرتها المستشفى يوم 28 أبريل. أشقاء المتهم عبدالحق ويوسف وعبدالإلاه ووالد زوجته بدورهم لم يصدقوا خبر اعتقال شقيقهم عبدالصمد في ملف تفجير مقهى أركانة،مبرزين على أن شقيقهم كانت تربطهم به علاقة أخوية صادقة وكان يتميز بسلوك حسن،وكان يحب وطنه وملكه،مستغربين لهذه المصيبة التي ألمت بهم والتي جراءها أصبحوا يعيشون حياة غير عادية من خلال نظرة المواطنين إليهم،مدينين ومستنكرين هذا العمل الإجرامي الذي هز مدينة مراكش ،مستبعدين أن يقحم شقيقهم نفسه في مثل هذه الأفعال الإجرامية الجبانة.قد يكون المحيط العائلي الفقير الذي كان يعيشه المتهم الثالث عبدالحكيم الداح البالغ من العمر 41 سنة العازب الذي يعتبر المثقف الوحيد وسط المعتقلين الثلاثة لتوفره على شهادة الإجازة في الشريعة الإسلامية سببا في تورطه في هذا الحادث الإجرامي الجبان لكونه ابن مجهول الأب ووالدته التي توفيت قرابة السنة والنصف التي كانت تمنهن مهنة الفن"شيخة"وسببا في نظرته الضيقة للمجتمع،بحيث يحكي لنا أحد أصدقاءه على أنه كان يكن حقدا دفينا للمغرب ومن بين الساخطين عن الوضعية،حيث بضيف بعض معارفه أنه في بعض الأحيان لا يحصل حتى على قوته اليومي،كما أن استنجاده بشقيقه من أجل المكوث معه في منزله المتواجد بالرقم 7 درب الفران بحي الكورس بآسفي زاد من تأزم وضعيته الاجتماعية لكون شقيقه لا يمتهن سوى مهنة جمع الأزبال تابعا لإحدى الشركات الخاصة،ويضيف بعض معارفه على أنه كان يمارس الرياضة في الرمال البحرية ويمارس أيضا رياضة " اليوكا" والمسايفة،وكان قاسيا في التعامل مع الأشخاص المحيطين به.سيارتان كبيرتان تابعتان للفرقة الوطنية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إحداهما كانت تقل مساء يوم الجمعة المتهم الرئيسي عادل العثماني والمتهم الثاني عبدالحكيم الداح في حين لم يكن رفقتهما المتهم الثالث عبدالصمد بطار والأخرى كانت مخصصة لوضع المحجوزات بها وسيارة خاصة كانت تقل مجموعة من عناصر الفرقة الوطنية،إضافة إلى سيارات خاصة بالشرطة وأخرى عادية كانت تقل شرطة عناصر الشرطة القضائية بآسفي،وظل الموكب ذلك المساء يجوب المدينة تحت حراسة أمنية مشددة،حيث اتجه إلى جميع الأمكنة التي قصدها المنفذ الرئيسي للعملية الإرهابية،فكانت وجهته منزل المتهم الرئيسي الذي يتواجد قبالة غابة العرعار،وهناك تجمعت الساكنة لمعاينة عناصر الفرقة وهي تبحث وتدقق مع المتهمين من خلال مرافقتها للمتهم الرئيسي إلى داخل المنزل وإلى محل يتواجد أسفله،ليتم حجز بعض الكتب والأشرطة التي كان المعني بالأمر يطلع عليها بالمنزل،كما حل الموكب بمتجر"أسيما"وهناك تم تجميع معلومات من المتهم حول أسباب زيارته لهذا المتجر،كما زارت الفرقة منزل المتهم عبدالحكيم بحي الكورس ،ليتجه الجميع صوب مستودع خاص ببيع المتلاشيات يتواجد بشارع بوجدور بحي لبيار بآسفي البعيد بأمتار قليلة عن منزلي المتهمين عبدالحكيم وعادل،حيث علمت الجريدة أن المتهم الرئيسي زار هذا المستودع واقتنى منه بعض الأدوات التي استعملها في العبوتين الناسفتين منها بعض المسامير،ما ارتأى بعناصر الفرقة الوطنية إلى أخذ عينات من هذا المسامير،وعاين الموقع من خلال متابعته لمختلف أطوار عمليات نقل المتهمين إلى هذه المنازل والأمكنة أن الدخول إلى هذه الأخيرة ينحصر فقط على عناصر الفرقة الوطنية رفقة المتهمين دون أن يسمح ولو لعنصر واحد من أمن آسفي الدخول معها باستثناء رئيس الأمن الإقليمي المعين حديثا. عبدالرحيم اكريطي الصورة لوالدة عبدالصمد بطار وبين يديها حفيدها زياد ابن عبدالصمد