“الانتخابات مشات وجات والحالة هي هي .. عييتونا بالشاعارات والساكنة الضحية” و”شوفو الرئيس العبقري شحال مطور وقاري كيعالج الأمات بالتبوريدة والمهرجانات”، شعارات رفعها المحتجون بدار بوعزة، ليأتي بعدها قرار «تنسيقية دار بوعزة المهدد بمقاطعة الانتخابات، إذا لم تحل المشاكل المطروحة» و«الدخول في اعتصام مفتوح»، وهو الخبر الذي تم تناقله طيلة نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري على نطاق واسع ببلدية دار بوعزة. «الأجيال المتعاقبة أربعة، والمشاكل المتراكمة بزاف»، «سكان حي بام يطالبون بحل عاجل لوضعيتهم السكنية غير اللائقة».. مطلب واحد لا يبغون عنه فكاكا. حددوه في كل تحركاتهم واحتجاجاتهم بتسليم مساكن قطنها الآباء، وعاش بعدهم فيها الآباء، وخاضوا من أجلها العشرات من الوقفات، والمسيرات الاحتجاجية، دون أن يجد مشكلهم الحل. تجاوزوا تهديدات باشا دار بوعزة، غير مبالين بسبابه للمشاركين في الوقفة والداعين لها، لينفذوا ما سعوا إليه عبر الشكل الاحتجاجي الذي خططوا له. فكان آخر احتجاج لسكان «حي بام» الخاضع لنفوذ بلدية دار بوعزة باقليم النواصر، قد تجسد في اعتصام إنذاري ومسيرة انطلقت يوم السبت الماضي من أمام اعدادية دار بوعزة على الساعة الحادية عشرة صباحا، استجابة لنداء تنسيقية دار بوعزة التي دعت لتنظيم المسيرة الاحتجاجية التي جابت الطرقات والشوارع القريبة من مقر البلدية. عشرات من الشعارات الاحتجاجية التي رددها المشاركون في الوقفة والاحتجاج، لإبلاغ مطلبهم إلى الجهات المختصة. مطلب قالوا إنه في الأول والأخير يتحدد في «إعادة هيكلة حي بام» و«إعادة النظر في الفواتير المرتفعة للكهرباء». فئات مختلفة، ضمت الشباب والكهول، كما جمعت تلاميذ المؤسسات التعليمية، الذين لبوا نداء الوقفة، بعد أن بثته التنسيقية على صفحتها بالموقع الاجتماعي «فايسبوك»، لتعلن رفضها «الاستخفاف بمشكل حي بام»، الذي قالوا إنه «في كل انتخابات حاضر»، دون أن يجد الطريق إلى الحلس، ولتعلن التنسيقية قرارها بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالب السكان، بإعادة هيكلة الحي، الذي ظل مشكله مطروحا لقرابة أربعة عقود. الكلمة الختامية للوقفة الاحتجاجية حملت للمشاركين فيها بشرى وعد بها عامل اقليم النواصر، وتلاها على الأسماع أحد أعضاء التنسيقية عندما قال إن «العامل وعد سكان بلوك حي بام أنه سيتم تسليم البقع لأهلها، وأن المشكل أشرف على الانتهاء، والتزم بتاريخ 11نونبر 2011 كحد أقصى سيسلم فيه السكان رسميا التسليم النهائي لبقعهم». قرار استبشر لها المشاركون، وتلقها السكان بنوع من الاطمئنان المشوب بالحذر حسب بعضهم ودليلهم الوعود المختلفة التي ظلوا يتلقونها من مسؤولين مختلفين، مروا على المنطقة، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ. انفضت المسيرة وافترق المشاركون فيها صباح أول يوم من نهاية الأسبوع، لكن التهديد بمقاطعة الانتخابات المقبلة التي يخوض رئيس البلدية ظل يرن في الآذان. لأن التنسيقية تضع حل مشكل حي بام شرطا أساسيا للمشاركة في هذه الاستحقاقات. فهل يتحقق هذا «الحلم»؟..