المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    ولي العهد يستقبل الرئيس الصيني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34        المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلدية دار بوعزة تتخلى عن اسمها في دورة عادية وتستبدله ب«طماريس»
نشر في بيان اليوم يوم 25 - 07 - 2010

خلفيات تغيير الاسم ، بين التخلص من الماضي الدموي ل«بوعزة» وقطع الجذور التاريخية للمنطقة مع أولاد جرار
سيبقى يوم الخميس 08 يوليوز الجاري، يوما موشوما في ذاكرة ساكنة دار بوعزة، لكونه يشكل منعطفا في تاريخ هذه المنطقة، بعد أن قرر المجلس البلدي لدار بوعزة، المنعقد في دورة عادية تغيير اسم دار بوعزة بطماريس. قد يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة للبعض، لكن التنقيب في حمولة هذا الإسم الأول، يبدو وكأن المسؤولين، يريدون أن يتخلصوا من إسم بوعزة.. وكأنه يطاردهم في حياتهم، ويقض مضاجعهم . وعموما فقد صادق المجلس بالأغلبية على تغيير اسم البلدية.
-بوعزة شخص كان يسفك الدماء ويسلب ممتلكات أولاد جرار بالقو
لم يجد رئيس بلدية دار بوعزة، من مبرر حول دواعي تغيير هذا الاسم، عندما وجهت له بيان اليوم سؤالا في الموضوع، سوى القول، بأن تغيير هذا الاسم، يفرض نفسه، لكون شخص بوعزة، لم يكن في الماضي سوى سفاكا للدماء، ويسلب ممتلكات أولاد جرار بالقوة.
لكن هذا التبرير، لايصمد كثيرا أمام الواقع، بالرغم من أن الرئيس الحالي، الذي كان يشغل منصب عون سلطة ثم شيخ قبيلة في جماعة دار بوعزة قبل أن يجد نفس رئيس بلدية ثم برلمانيا اليوم في صفوف البام، لم يكن حاضرا أيام بوعزة ولم يثبث أن أنجز له شهادة الميلاد أو أي وثيقة أخرى... وبالتالي، فكلام الرئيس مردود عليه.
-خلفيات تغيير الاسم بعيون أبناء المنطقة
يقول أحد ابناء المنطقة، لبيان اليوم، إن تغيير الإسم ليس من اجل التغيير فقط، وأن الأمر لم يكن اعتباطيا، بل هو نتيجة تخطيط منذ مدة غير قصيرة، عندما وضع بعض المسؤولين، يدهم على خيرات المنطقة، حيث أصبح أولاد جرار يستيقظون كل صباح على وقع اللوحات الاشهارية تضم الإعلان عن مشاريع ضخمة، إيذانا بأن أصحاب المصالح، يريدون قطع الجذور التاريخية لمنطقة ضلت تحمل اسم ساكنيها لمدة قرون وهم أولاد جرار.
-أولاد جرار وعلاقتهم بالمنطقة
يقول بعض ممن التقتهم بيان اليوم، أن أولاد جرار، استقدمهم احد السلاطين العلويين قبل عقود مضت، ووهبهم أرضا تمتد من عين الكديد إلى عين زهرة قرب الولي الصالح مولاي التهامي، وكانوا رحلا يتخذون من الخيام مسكنا لهم كما كانوا يمتهنون صيد السمك بواسطة نصب الشباك وبناء المشاكر ويشدون الرحال إلى المدينة القديمة بالدار البيضاء إما مشيا على الأقدام أو على ظهر الدواب من اجل تسويق صيدهم إلى اليهود هناك. وهكذا استطاعوا جمع ثروات طائلة، لطالما أسالت لعاب سكان قبيلة أولاد احريز الذين كانوا يغيرون عليهم كلما سنحت لهم الفرصة بذلك . فكانوا يضعون يدهم على كل شيء من خزائن وحلي و دواب و طيور ولم لا النساء الجميلات.ى وفي هذا الإطار، مايزال السيد محمد السعدي المعروف ب»الكحل ولد عمي علي» يروي بعض الحكايات الشيقة والمثيرة في آن واحد التي كان يحكيها له آباؤه وأجداده عن هجومات تعرض لها أولاد جرار في ليلة من الليالي الظلماء الحالكة من طرف أولاد احريز أتت على الضرع والزرع. ولم يخف محمد السعدي أسفه، ولسان حاله يقول، لماذا لم يتم إطلاق اسم أولاد جرار على بلدية دار بوعزة عوض طماريس.
-خلفيات تغيير اسم البلدية
مصادر أخرى، من بلدية دار بوعزة ، تتحدث عن شد الحبل بين المنعشين العقاريين و المستثمرين في العقار، السنة الماضية إبان التقطيع الإداري للانتخابات البلدية والجماعية لسنة 2009، هذا التقطيع (العملية القيصرية) تمخض عنه ولادة جماعة قروية جديدة سميت بالجماعة القروية لأولاد عزوز والتي خرجت من رحم الجماعة القروية لدار بوعزة، التي تحولت إلى بلدية دار بوعزة بالرغم من الطابع القروي الذي يميزها، مما دفع بالسكان الأصليين للإنتقال إلى الجماعة القروية المستحدثة، بعد أن وجدوا ا أنفسهم مجبرين على بيع أر اضيهم التي ورثوها عن أجدادهم، وإلا فسيؤدون ثمن عشرة ملايين سنتيم سنويا كضريبة محلية لكل هكتار يقع في منطقة العمارات أو ستة ملايين إن كان العقار يقع في منطقة الفيلات.
وحسب البعض، فقد كان يجدر بالمسؤولين المحليين، ان يطلقوا اسم أولاد جرار على الجماعة القروية الجديدة (الجماعة القروية لأولاد عزوز)، و ذلك اضعف الإيمان، لرد الاعتبار لمنطقة ظلت تحمل هذا الاسم على مر العصور.
يشار إلى انه إبان عملية التقطيع الانتخابي لسنة 2009 المتعلق بدار بوعزة لم يتم استشارة كل الجمعيات المحلية والفاعلين الجمعويين من اجل إبداء رأيهم. وتم الاقتصار فقط على بعض الجمعيات الموالية لبعض الساهرين على الشأن المحلي وذلك لغرض في نفس يعقوب.
ترى من هو بوعزة الذي سميت
المنطقة باسمه؟
في غياب المراجع وشح المصادر، اضطررنا إلى الإعتماد على الرواية الشفهية، وهكذا قمنا بزيارات ميدانية للمنطقة، مكنتنا من التقاء أناس مسنين جل رواياتهم تكاد تكون متشابهة، وهي أن الرجل كان شخصا دمويا، تمكن في وقت معين من الاستيلاء على ارضي أولاد جرار الخصبة آنذاك، وان اسمه الحقيقي والكامل هو بوعزة المديوني الهراوي (نسبة إلى الهراويين شرق الدار البيضاء) المعروف بالريكط (سمي كذلك لأنه يحمل في وجهه المائل لونه نحو السواد نقطا ركطاء) والذي كان يعمل في نهاية القرن التاسع عشر، كراع للإبل، حيث كان يقود القوافل المحملة بالسلع من قمح وشعير وصوف وزبدة وغيرها من منطقة الهراويين بمديونة إلى المريسى الكائنة حاليا بدار بوعزة من اجل تسويقها للأجانب تحت قيادة احد التجار والمسمى الحاج بوشعيب، هروبا من أداء الضرائب الباهظة بميناء الدار البيضاء، وربما مقايضة السلع بالأسلحة خصوصا من لدن الانكليز الذين كانت ترسو بواخرهم قرب مريسى دار بوعزة حاليا، وعندما هم هذا الأخير بالذهاب إلى الحج وقبل توجهه أوكل لبوعزة الريكط للحلول محله إلى حين عودته، لكن هذه العودة لم يكتب لها النجاح. وهكذا استولى بوعزة الريكط على ممتلكات الحاج بوشعيب والتي من بينها أكثر من أربعين جملا.
-العلاقة بين بوعزة الريكط والولي سيدي محمد مول الشط
سيدي محمد مول الشط هو عبارة عن ضريح يتواجد على مدخل مريسى داربوعزة تحيط به مقبرة. وحسب رواية العديد من سكان دار بوعزة حاليا، فهم يجمعون على أن ما يسمى اليوم بالمريسى كان يلعب دورا هاما في التجارة حيث كانت ترسو البواخر والمراكب التي كانت تخلق حركة دؤوبة ورواجا قل نظيره في مناطق أخرى، بل إن هذا الازدهار لم يكن وليد الصدفة ولكنه تولد عن فكرة الغش و الهروب من ميناء الدار البيضاء للإفلات من أداء الضرائب. والكل يعلم بان الغش يلازم الضريبة كما يلازم الظل الإنسان.
وهكذا وجد بوعزة الريكط ضالته في محيط المريسى حيث يتواجد ضريح سيدي محمد مول الشط الذي يقول عنه احد العارفين وهو أستاذ الموسقى (م.م) بأنه كان «بنك» بوعزة الريكط، ولازال سكان دار بوعزة يتحدثون عن وجود كنوز مدفونة في مقبرة هذا الضريح، بل كثيرا ما يدور الحديث عن خزائن هي عبارة عن سبعة صناديق من الذهب واللويز لازالت مطمورة في الأرض.
ولما اشتد عود بوعزة الريكط، تجرأ وقام بتشييد قصر بداخله دار فوق بقعة، تمتد على مسافة هكتار، توجد فوق هضبة لازالت شامخة إلى يومنا هذا، كانت تحت الحماية الاسبانية آنذاك. هذه البقعة كانت تابعة للأملاك المخزنية وقتئذ بمباركة صهره القائد عبد الله المديوني الذي كان يشغل عامل مديونة رغم وجود قانون يمنع البناء على الشواطئ. ودائما حسب كتاب «عبير الزهور» لكاتبه الأستاذ هاشم المعروفي، فان السلطان العلوي مولاي الحسن الأول قام بمراسلة عامل الدار البيضاء آنذاك الطالب محمد بركاش آمرا إياه بهدم ما بني وطالبا منه إخبار عامل مديونة لثني صهره بوعزة الريكط عن عملية البناء الذي يقع على مسافة ربع ساعة من المريسى وثلاث ساعات من الدار البيضاء. ولكن البناء لم يهدم لان بوعزة كان داهية وبلغ درجة كبيرة من الثراء في حقبة كان فيها المغرب محط أطماع القوات الأجنبية، حيث عمد إلى الاحتماء بها للمحافظة على مصالحه.
وهكذا وفي أيامنا هذه أصبحت هذه الدار (القصر) تحمل» قصبة بوعزة الريكط «بل تم تصنيفها تراثا وطنيا للدولة المغربية. ويشاع بأنها تحتوي على عدة كنوز مطمورة في باطن الأرض وبقايا أسلحة قديمة ذات قيمة تاريخية.
وحسب الصحافية أحلام نزيه التي نشرت مقالا صيف 2006 في جريدة الايكونوميست الصادرة بالدار البيضاء، فان بوعزة الريكط اختار موقعا مدروسا لبناء قصبته يسهل عليه رصد البواخر والإيقاع بالسفن التي تحمل علما خارجيا ليتمكن من قرصنتها وبالتالي نهبها.
وفي آخر أيامه، أصيب بوعزة بمرض عضال ألزمه الفراش إلى أن وافته المنية، فقام أبناؤه ببيع جميع حقوقهم المشاعة المنجرة لهم إرثا إلى السلطان العلوي مولاي عبد العزيز الذي كان يتردد عليها من اجل الصيد لان غالبية المنطقة كانت مكسوة بالغابات على شاكلة غابة سندباد بعين الذياب بالدار البيضاء.
ولا يختلف اثنان في أن بوعزة الريكط كان مصابا بهوس العقار والتوسع ولو على حساب الغير. كما عرف بمعاملته السيئة لجيرانه إلى حد البغض.
وهكذا بدأ يتوسع على حساب المناطق المجاورة لإقامته وهي الأراضي الفلاحية التي كانت ملكيتها تعود لأولاد جرار مثل «مشيمش والكمارة وغيرها. كان يستولي على الأراضي بشتى الوسائل، يساعده في ذلك عدة عدول من بينهم احد العدول المحليين من دوار الحلالفة الشرقية والذين كانوا يقومون بعملية توثيق العقود في غياب إدارة حديثة كما هو عليه الحال الآن . والويل كل الويل لكل من سولت له نفسه من المالكين العقاريين الجراريين عدم الامتثال والرضوخ لرغباته الجامحة والمهووسة خاصة بالعقار.
اسم بوعزة الريكط كان ولا يزال يقض مضجع أولاد جرار الذين كانوا ولا يزالون يسمونه بالطاغية والإقطاعي والدموي الذي سلب أجدادهم ممتلكاتهم.
وحسب دامية زوجة ولد الداودي شهيب وهي امرأة مسنة لازالت تصارع عوامل الزمن التي رسمت أخاديدها على وجهها والتي زرناها بمنزلها ببلاد العابد قرب منزل بوعزة الريكط، قالت لنا بان هذا الأخير كان فعلا طاغية وكان بناء ماهرا، وكان يسكن في هذه الدار التي ساهم في بنائها بنفسه والتي شيدت فوق ربوة عالية في موقع استراتيجي. وكانت مليئة بالعبيد والنواطير والحراس. وقد خلف ثلاثة أبناء وهم: الجيلالي وعبد الرحمان والزوهرة. كما أن السكان المحليين آنذاك وهو بوشعيب أب مسعود جد الراجي كان يمتهن الحلاقة، وكان محل ثقة بوعزة الريكط الذي كان يناديه بواسطة الرقاص كلما هم بحلاقة شعر رأسه، لأنه كان يخاف من أي حلاق آخر أن يقوم بحلاقة شعره مخافة تعرضه للذبح بواسطة شفرة الحلاقة.
كما كان له عدد هائل من العبيد والحراس والنواطير، و يشاع بأنه كان يأمر بعض عبيده بحفر المطامير لدفن خزائنه ويقوم بقتلهم بمجرد الانتهاء من عملية التطمير بل يطمرهم وهم أحياء وسط حيطان التابية، كما كان يفعل قائد العامر بقبيلة عبدة بمعارضيه من قبيلة أولاد زيد وخاصة أسرى واقعة الرفسة.
ومع مرور الزمن قام السلطان مولاي عبد العزيز بتسليم كل ممتلكات بوعزة الريكط للصيدلي كابرييل فيير (Gabriel Veyre) الذي قضى قرابة خمس سنوات في خدمة القصر السلطاني من سنة 1902 إلى سنة 1907 ولا نعرف كيف تمكن هذا الفرنسي الذي استطاع امتلاك مئات الهكتارات التي قام بتسجيلها وتحفيظها باسمه في الرسم العقاري عدد 1679س والذي يسمى الآن ببلاد جاكي والذي قامت الدولة باسترجاعه طبقا لمقتضيات ظهير 2مارس 1973 بالرغم من تواجد جزء هام من العقار المذكور في المدار الحضري للمركز المحدد لداربوعزة المحدث بموجب المرسوم الوزاري المؤرخ في 21 يناير 1960. فالكثير من سكان دار بوعزة لا يعرفون بان مقر بلدية دار بوعزة لازال جاثما فوق ارض تم استرجاعها خطأ من طرف دائرة الأملاك المخزنية بالدار البيضاء في إطار الظهير المتعلق بالأراضي المسترجعة المشار إليه.
-أولاد جرار استوطنوا المنطقة حوالي سنة 1740م
وعن أولاد جرار، تقول لنا ابنة المنطقة السيدة فريحة جيودي بنت الميلودي الجرارية عن أبيها وجدها، إنهم سبعة إخوة أتى بهم احد السلاطين من اجل اعمار منطقة حملت فيما بعد اسمهم إلى يومنا هذا. وهم كالتالي:
- سي بوشعيب
- سي مسعود
- سي التعامي
- سي الطيبي
- سي امحمد بلفقيه
- سي المكي
- سي الحسن
وكانوا من خيرة الرماة، وقد استوطنوا المنطقة حوالي سنة 1740م وكانوا يجعلون من النوايل المصنوعة من البرومي أي حطب الحصائد والخيام المصنوعة من الليف أي الدوم مساكنا لهم. وكانوا مولعين بحفر المطامير التي كانوا يستغلونها في خزن كل ما هم في حاجة إليه من مؤن وأمتعة و نقود مسبوكة من الذهب والتي كانوا يتحصلون عليها مقابل بيع الأسماك إلى اليهود في المدينة القديمة بحاضرة الشاوية الدار البيضاء. وقد فاق عدد المطامير المحفورة المائة مطمورة.
لكن هذا الاسم لم يصمد في وجه عوامل التعرية الزمنية التي بدأت تفتته كما يفتت قصر البحر بحاضرة اسفي بل انه بدا يتعرض في أيامنا هذه لنكبات الدهر
-بلدية طماريس ودلالة الاسم
بحثنا عن مدلول كلمة طماريس في معجم روبير الصغير فوجدنا أن أصلها في اللغة اللاتينية سنة 1213 كانت تسمى تماريسكوس وهي من أصل عربي «تمر» وتعني الشجر الصغير الملتف. و ربما تم جلب هذه النبتة من الشرق.
وحسب معجم المنهل فان طماريس تعني نوع من الشجر واصلها عربي، مأخوذ من التمر الذي يشبه المن وهو ما تفرزه طرفة المن في صحراء سيناء.
وكل ما يجب أخذه هو أن طماريس أو تماريس هو نوع من الشجر تنمو بمناطق البحر الأبيض المتوسط وأنها معروفة بمقاومة الرياح وتحمل البرودة.
وهناك من الامازيغ الذين التقيناهم في الطريق فجلهم ينطقون كلمة «تماريست»
وبغض النظر عن معنى لفظة طماريس أو مدلول اسمها، فبلدية دار بوعزة تغير اسمها من شيء يدل على البشر إلى شيء يدل على الشجر.
فالمجلس البلدي لدار بوعزة وبعد سبات عميق استفاق ونفخ له في أذنه بعضهم بان بوعزة الريكط (كما جاء في مذكرة التقديم) كان شخصا دمويا مرتزقا سفاكا للدماء، فبعد أن عتا في الأرض فسادا، عمد إلى استعمال القوة بالمنطقة من اجل سلب كل أراضي وممتلكات قبيلة أولاد جرار.
وبناء على هذه المعطيات وحيث إن قبيلة أولاد جرار كانت ضحية بوعزة الريكط لماذا لم يتم إطلاق اسم «بلدية أولاد جرار» عوض بلدية طماريس . ثم بما أن بوعزة الريكط كان يتصف بهذه الأوصاف غير الحميدة وانه لا يساوي شيئا لماذا تم تصنيف قصبته ضمن التراث الوطني للدولة المغربية.
وفي لقائنا مع احد الظرفاء قرب المريسى وعندما أطلعناه على ما أقدم عليه المجلس البلدي لدار بوعزة عاب هذا الأخير على المجلس المذكور إطلاق اسم طماريس معاتبا ومقترحا عليه في نفس الوقت اسم «بلدية مول الشط»
وحسب احد العارفين من أبناء المنطقة فان تغيير الأسماء ما هو إلا وسيلة لذر الرماد في العيون في محاولة للتغطية على المشاكل المتفاقمة التي تعرفها المنطقة من غياب الإنارة العمومية إلى مشاكل التشغيل مرورا بجحافل الكلاب الضالة وصولا إلى إشكالية السكن الغير اللائق والبناء العشوائي وتداعياته ومضاعفاته في كل المجلات ذات صلة كالتعليم وما تعرفه الأقسام الدراسية من اكتظاظ وما إلى ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.