انطلقت مساء الثلاثاء بفاس، السهرات الكوميدية الكبرى التي تنظم في إطار الدورة الرابعة لمهرجان فاس الوطني للفكاهة، بتقديم عرض فني نشطه مجموعة من الفكاهيين الشباب. وتميز هذا العرض الفني بتقديم لوحات ساخرة تمتح من قضايا ومواضيع المعيش اليومي في قالب فكاهي تمكن خلاله المبدعون الذين تعاقبوا على الخشبة من أسر الجمهور وإمتاعه بعروض فنية كشفت عن مواهب وإمكانيات إبداعية واعدة. كما تم خلال نفس السهرة تقديم عرض فكاهي "فلاش باك" للثنائي أمين المربطي ومحمد العلمي نال إعجاب الجمهور. وستتواصل هذه السهرات الكوميدية التي يحتضنها المركب الثقافي الحرية ودار الثقافة (القدس)، الأربعاء بتنظيم حفل فني يشارك فيه الفنانون الفكاهيون أمين الغرباوي ورئيد رفيق وسيف ستيف. وكانت الدورة الرابعة لمهرجان فاس الوطني للفكاهة، الذي تنظمه جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بفاس بشراكة وتعاون مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لفاس، قد انطلقت الاثنين بتنظيم ندوة فكرية حول موضوع "الفكاهة بين الماضي والحاضر" أطرها باحثون في فنون أشكال الفرجة والتنشيط، وتناولت مختلف القضايا التي تهم هذا التعبير الفني، إلى جانب انطلاق الورشات التكوينية لفائدة الفكاهيين الشباب التي يؤطرها مختصون وباحثون في مجال المسرح والتمثيل والتي تتمحور حول الكتابة الكوميدية والارتجال وإعداد الممثل. ويشارك في هذا الحدث الثقافي والفني، الذي اكتسب مع توالي الدورات إشعاعا وطنيا ودوليا باعتباره يحتفي بالفرجة الهادفة والترويح عن النفس، العديد من الفكاهيين المغاربة الذين برعوا في إعادة إنتاج أشكال فرجوية ترتكز على الفكاهة والتنشيط كأحد الفنون التعبيرية الراقية بالإضافة إلى فنانين فكاهيين من فرنسا. ويهدف هذا المهرجان، الذي ينظم خلال هذه الدورة تحت شعار "ابتسم .. شارك ..عبر" إلى تطوير الإبداعات الشبابية في مجال الفكاهة والتنشيط وتثمين الأعمال الإبداعية والفنية لهؤلاء الفنانين عبر دعمهم وتقوية قدراتهم وربطهم بمحيطهم وجعلهم فاعلين فيه. كما تسعى هذه التظاهرة، التي ستعرف تقديم مجموعة من العروض الفنية والأعمال الإبداعية في مجال الفكاهة والتنشيط بمختلف الفضاءات الثقافية، إلى تعزيز ثقافة المبادرة والمواطنة وغرس قيم التسامح والإخاء مع العمل على إثراء الموروث الثقافي والحضاري المغربي إلى جانب نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والحوار. ويتضمن برنامج المهرجان في دورته الرابعة، التي ستحتفي بالفنان الفكاهي المغربي عبد الرحمان أوعابد (إيكو) الذي استطاع أن يفرض ذاته من خلال أعمال إبداعية متنوعة، تقديم مجموعة من العروض والفقرات الكوميدية الرئيسية التي ستشكل مناسبة لتجديد الفرجة مع أشكال تعبيرية مختلفة بقالب فكاهي جاد. ومن بين الفنانين الفكاهيين الذين سيشاركون في تنشيط فقرات هذه الدورة محمد العلمي وأمين المربطي وفتاح الغرباوي ونسرين المنجي وعبد الحق الخداوي من فاس وميميح (طنجة) وسيف ستيف (لوكسمبورغ) وعزيز الجعدوني (فرنسا) إلى جانب فنانين من زاكورة والدار البيضاء ومكناس وآسفي والرباط وسلا.