تقيم الفنانة المغربية عزيزة العلوي، خلال الفترة الممتدة من 15 نونبر الجاري إلى غاية 15 دجنبر المقبل، معرضا تشكيليا يستعرض آخر إبداعاتها في هذا المجال، وذلك بمناسبة الأسبوع العربي بالمكسيك. وتعد اللوحات التشكيلية التي تعرضها عزيزة العلوي، في هذا المعرض المنظم من قبل سفارة المغرب بمكسيكو في إطار الاحتفال بعيد الاستقلال، جزءا من سلسلة من اللوحات الجديدة التي تصور الطبيعة وفقا للظروف المناخية مثل المطر أو الضباب الخفيف، والتي تدعو المشاهد لرؤية الجمال في الأشياء اليومية الرائجة، والتي غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد. وقالت الفنانة التشكيلية عزيزة العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة افتتاح المعرض، إن فكرة إنجاز هذه الأعمال انبثقت من الرغبة النابعة من تحويل الصور الفوتوغرافية لمشاهد يومية ومناظر سريعة الزوال، تم التقطاها وقت تهاطل الأمطار أثناء قيادة السيارة، إلى لوحات تشكيلية تؤرخ للحظة يتوقف فيها الزمن قليلا . إن المشهد الطبيعي ليس سوى وسيلة للتعبير عن لحظة معينة ووصفها، فالمشهد – تقول السيدة العلوي- مكنني من أن أضع نفسي أمام الطبيعة لإدراكها بشكل أعمق. لذلك فإن النظر إلى الطبيعة والإمساك بلحظاتها وضوئها الهاربين، هو في الأصل سعي للإلمام بطبيعة الإنسان. وجاء في ورقة تعريفية بالمعرض أن "تجربة المشاهدة تصبح بعد ذلك تجربة للتأمل تدعو المشاهد لتصوير تفاصيلها الصغيرة اليومية مترجمة في سلسلة من اللوحات التجريدية حيث يتم فقط استيراد الألوان والبقع … وفي هذه اللعبة بين الواقع والتجريد تصبح الأشياء المهملة ذات أهمية، وحيث يضطر المشاهد لرؤية ما لا يرى عادة ". وتضيف الورقة "ففي الوقت الذي تكون فيه المشاهد الطبيعة الملتقطة سريعة الزوال، هنا يتدخل الفنان التشكيلي إلى تخليد تلك اللحظة عبر إبداع لوحة أكثر دواما حتى من الصورة. ودون القيام بذلك سيتم تجاهلها على الفور وتصبح غير موجودة كما يحدث عادة في دوامة الحياة السريعة". إن العمل على رسم مشاهد سريعة الزوال يعتبر في أحسن الأحوال تصرفا يائسا في مواجهة نسيان لا مفر منه، ولكن عبر تحويلها إلى لوحات يتم منحها فترة أطول قليلا لتترسخ بما يكفي في ذاكرة المشاهد. يذكر أن الفنانة العلوي، من مواليد مدينة الدارالبيضاء، تشتغل على الطبيعة كتيمة مركزية، فهي تارة انطباعية وفي الغالب تجريدية، لكنها، في كل الأحوال، تظل "انعكاسا للذات" كما تقول العلوي. وبعد أن رأت النور في أحد أيام سنة 1966 من أب مغربي وأم ألمانية، لم تكن الفنانة التشكيلية عزيزة العلوي تتصور يوما أنها قد تصبح سفيرة للثقافة العربية في الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي، بالرغم من أنها ظلت مرتبطة بشكل كبير بالمغرب إلا أن الترحال ظل السمة المميزة لمسارها. في سن السادسة والعشرين قررت عزيزة العلوي خوض تحدي التعريف بالعالم العربي وثقافته من خلال بوابة الفن التشكيلي، فكان لها ما أرادت من خلال العديد من الأعمال الفنية، مكنتها من تبوأ مكانة مرموقة في الساحة الفنية المكسيكية لتشارك منذ سنة 1997 في أكبر معارض الفن المعاصر حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إن طابع حوار الثقافات المميز لمسارها الشخصي أصبح بحق مصدر إلهام لإبداعها، لتتجاوز بذلك أعمالها المكسيك لتصل إلى دبي، ومدريد وبرلين، بل وحتى إلى المغرب من خلال مشاركتها في معرض "أصداء.. فنانون مغاربة من العالم" الذي نظم سنة 2011، وأخيرا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في الرباط الذي يضم عشرات اللوحات التشكيلية والمنحوتات لأبرز الفنانين المغاربة خلال الفترة الممتدة ما بين 1914 و2014.