تحولت إقامة «بسمة» بإحدى التجمعات السكنية التابعة لمجموعة الضحى بعين السبع بالدار البيضاء إلى «مندبة» سالت فيها الكثير من الدموع الحارقة على وفاة طفل صغير وشاب في مقتبل العمر سحقا تحت أنقاض كثلة إسمنتية ضخمة وإصابة شخص ثالث بكسور خطيرة0 هذا الحادث المميت لم يكن جراء بناء قديم آيل للسقوط، أو بفعل هزة أرضية لزلزال عنيف0 فعبارة «عا تطاح السقف على عباد الله» المتداولة على لسان السكان وشهود عيان، تصف الواقعة بسقوط مفاجئ لواجهة من الإسمنت المسلح، تعتلي أبواب بعض المحلات التجارية أسفل العمارة رقم 24، التي بنيت حديثا في الأربع سنوات الأخيرة0 السقوط الخطير لكثلة إسمنتية بطول حوالي 18 مترا، ووزن يصل إلى مئات الكليوغرامات من «الضالة»، وقع على حين غرة في حدود الثامنة والنصف من مساء الإثنين 3 ماي الجاري0 ففي اللحظة التي خرج فيها «طارق الشاهدي» من مواليد 1981 أمام محله التجاري برفقة شريكه «يونس صابر» من أجل مناولة الطفل «هيثم خزران» ذو السبع سنوات قطعة من المثلجات «بولو»، انهار فوق رؤوسهم ما يشبه جدارا مستطيلا وثقيلا0 بأس طمر ثلاثة أجساد آدمية تحت أنقاض من الحجارة والقضبان الحديدية، كان نتيجته الموت الفوري لصاحب المتجر، واحتضار الطفل بعد انسحاق جمجمته وتناثر أشلاء من مخه لفترة، قبل لفظه لأنفاسه في طريقه إلى المستعجلات، بينما أدخل الضحية الثالثة في حالة حرجة إلى غرفة العناية المركزة بإحدى المصحات الخاصة0 لم يفتر عويل البكاء منذ ليلة الإثنين إلى غاية صبيحة أمس الثلاثاء بشقة أسرة الطفل «هيثم»، المقيمة بالطابق الأول للعمارة رقم 24 بإقامة «بسمة 2» قرب مقاطعة عين السبع، حيث تجمهر العشرات من السكان أمام موقع الحادث، ينظرون بحنق وعضب إلى أنقاض الكثلة الإسمنتية المنبطحة على الأرض، وهم يشيرون بأصابع الإتهام إلى شركة «الضحى» على اعتبار أنها المسؤولة الأولى على ما أسموه «الغش في لبني»0 غير بعيد عن هذا المكان، كانت أسرة «طارق الشاهدي» بحي دار لمان، تستقبل العزاء في ابنها، وهي تنتظر بألم وحرقة وصول جثمانه من مستودع الأموات بالمستشفى ابن رشد0 وصف شقيقة "زهير" وبعض أصدقائه الظروف الصادمة، التي توفي فيها الضحية بأنها «كارثة وجريمة» في حق من رمتهم الأقدار إلى اقتناء محلات في مجموعة سكنية رديئة البناء ومليئة بالشقوق والتصدعات0 وفي اتصال هاتفي لجريدة الأحداث المغربية بمجموعة الضحى حول أسباب هذا الحادث المميت بإحدى إقاماتهم السكنية، كان ردهم بأن هناك «تعديلات عشوائية قام بها أحد أصحاب المحلات التجارية هي السبب في سقوط تلك الكثلة الإسمنتية»0 ويبقى الفصل النهائي بين هذا الرأي للشركة العقارية العملاقة "الضحى"، وبين اتهامات سكان إقامة «بسمة» وأسر الضحايا منتظرا إلى تنجز الجهات المختصة خبرتها على بناية موقع الحادث0