زاوية تقترفها: سليمة العلوي بنكيران في البرلمان، يوم الثلاثاء ابتداء من العاشرة ليلا. نحن نعيش شهر صيام، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وفي شهر الصيام هناك منتوج مغربي محلي مغرق في الانتماء إلينا يسمى "الحريرة". هذا المشروب يشترك في احتسائه الفقير والغني، المزلوط و الدومالي، الوزير والشاوش الغلبان، لذلك لايسلم من أثره "الباتع" أحد، ولذلك يتحمل المغاربة مشاهدة دوزيم والأولى بعد الإفطار مباشرة لأن الحريرة، وحسب دراسات علمية رصينة وجدية تعطل الحواس لمدة أربع ساعات بعد استهلاكها، وتعطي صاحبها القدرة على قول أي شيء دون تبرير، وأيضا تعطيه القدرة على تحمل كل شيء دون تفسير. لابد من هاته التوطئة قبل التذكير مجددا بأن بنكيران سيشرب الحريرة، وسيصلي التراويح ثم سيأتي إلى البرلمان. عادة وفي أيام "الفطار" يأتي بنكيران إلى البرلمان، ويخلف وراءه ضحايا عديدين. مرة يقذف الكل، ومرة يهاجم الكل، أحيانا عديدة يؤدي الرجل الطيب بيد الله ثمن عصبية بنكيران في الجلسات، وأحايين أخرى يؤدي واحد من النواب الثمن، والكل يصبر، والكل يقول في الختام "آش غادي نديرو؟ السي عبد الإله ديالنا وضريف كيفما كان الحال". هذه المرة، لابد من دق ناقوس الخطر. الرجل سيأتي إلى البرلمان مباشرة بعد ازدراد الحريرة. وبالنظر إلى المفعول العلمي والطبي الأكيد لهذا المشروب الوطني العجيب، لا أحد يمكنه من الآن أن يتحمل مسؤولية ماسيقوله أو ماسيفعله بنكيران في قصارته البرلمانية الليلية . الشيء المؤكد والأهم هو أن نسبة المشاهدة في التلفزيون ستفوق سيتكومات القناتين، وأن الناس ستجلس في منازلها أو المقاهي لمعرفة ماسيبدعه الرجل من أقوال خاصة به في الشهر الفضيل. من الآن نقولها: أبعدوا الصغار عن التلفزيون، وتوقعوا كل شيء، فالحريرة وبنكيران والبرلمان والبث التلفزيوني، وليل رمضان، كل هذا مولوتوف سياسي تلفزي سينفجر في الأوجه بكل تأكيد. إربطوا الأحزمة، واستعدوا للإقلاع، فبنكيران ليلة الثلاثاء سيخاطبكم. هانتوما معلومين. أمان أمان مثلما يقول أتراك "حريم السلطان"، بنكيران، والبرلمان، ورمضان، الله يدير شي تاويل ديال الخير وصافي.