ابتدأ الأمر بخبر تداوله الموقع التواصلي الشهير “الفيسبوك”، وانتهى بعبارات طنانة وكبيرة جدا تفيد أن “الهولدينغ الملكي سحب بيع المشروبات الكحولية من مرجان”، قبل أن يتضح أن الأمر كله إشاعة لا أساس لها من الصحة أطلقتها جهات مجهولة حاولت اللعب على توقف السوق الممتازة مثل غيرها من محلات بيع الخمور، عن بيع المشروبات الكحولية في الأيام الثلاثة الأولى التي تعقب المناسبات الدينية. مستهلكو الخمر في المغرب وغيرهم من متتبعي النقاشات العامة اهتموا بالخبر ورأوا فيه علامات على أشياء كثيرة، بل شطح الخيال بالعديدين حد إقحام الحكومة الملتحية في الموضوع، والتنبؤ بأنها تقف وراء القرار، وبأن الأمر مجرد بداية لقرارات أخرى تشبهه لن تتأخر بكل تأكيد. خيبة أمل من بنوا أوهاما كثيرة على هذا الخبر أصبحت كبيرة، بعد أن أعلن مصدر مطلع من داخل إدارة السوق الممتازة أن كل هذا الكلام لا أساسا له من الصحة، وأن كل ما في الأمر هو أن منع بيع الخمور في بعض مراكز البيع التابعة لمجموعة الأسواق الممتازة «مرجان»، يعود إلى مشاكل أمنية تسبب فيها بعض المتسوقين لأجنحة بيع المواد الكحولية بكل من سلا وبني ملال وعين السبع بالدارالبيضاء. وأوضح المصدر نفسه، أن إدارة سلسلة الأسواق الممتازة مرجان، تشرف على 23 مركز بيع، من بينها أسواق مرجان في كل من موروكومول ودرب السلطان في الدارالبيضاء، وخريبكة، وفي مراكش المسيرة، التي لم يسبق لها تقديم خدمة بيع المشروبات الكحولية في متاجرها. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر متطابقة، أن إدارة مرجان آسفي، ستتوقف عن بيع المواد الكحولية، مباشرة بعد نفاد المخزون. سبب التوقف الأمني يأتي استجابة لشكاوى عدد من سكان الأحياء المجاورة للسوق الممتازة، خصوصا في المناطق الشعبية، حيث يلاحظ أن مجموعة من مرتادي هاته السوق أو غيرها من الأسواق التي تبيع المواد الكحولية يعمدون إلى شربها قرب هاته المحلات ويتسببون في إحداث ضوضاء للجيران وفي اندلاع شجارات بينهم في بعض الأحيان، مافرض اللجوء إلى هذا الحل تجنبا لتكرار الضرر الواقع على السكان المجاورين للسوق، وتفاديا لوقوع ما لاتحمد عقباه بين بعض مستهلكي الخمر ممن لايتحملون آثاره ويفقدون وعيهم بعد استهلاكه. أمس الأربعاء كان مرجان المنظر العام بالدارالبيضاء، يبيع بشكل عادي لزبنائه المشروبات الكحولية، واكتفت عاملة في الصندوق بالتعليق على سؤال «هانتوما باقيين كتبيعو الشراب» بالإجابة «ماحد كاينين الكليان ديالو غادي يبقا يتباع سوا كانو كليان مسلمين ولا غير مسلمين».