مما لا شك فيه ان السكري هو من الأمراض التي تغير حياة المصاب به وتجبره على تغير أسلوب حياته سواء لناحية المأكل أو المشرب أو لناحية المقدرة الصحية وتحديدا الجنسية. سنتناول في هذا المقال مدى تأثير السكري على أداء الفرد الجنسي وقدرته على مواصلة حياته الخاصة. السكري ومضاعفاته يعرف مرض السكري في حال وجود ارتفاع دائم في نسبة السكر في الدم. وهو مرض شائع يصيب ما يقارب 9٪ من الأشخاص. ويشخص عبر إجراء فحص للدم. وللسكري مضاعفات كثيرة على المدى الطويل. إذ أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤدي إلى تقلص وتصلب الشرايين الصغيرة والكبيرة. مما يؤدي إلى أمراض في القلب، وفي القدمين إذ أن الدم لا يصل ألى الأصابع بالكمية الكافية مما يؤدي إلى التهابات مزمنة. كما يؤثر السكري على الأعصاب والعيون والكليتين. ويتساءل الكثيرون عن تأثير السكري على الحياة الجنسية للرجل والمرأة. العجز الجنسي وأسبابه بالنسبة للرجل، فقد أثبتت الدراسات أن الرجال المصابون بداء السكري هم معرضون لاضطرابات في الانتصاب أو ما يسمى بالعجز الجنسي ثلاثة أضعاف أكثر من باقي الرجال. وتظهر الدراسات أن مايعادل نصف الرجال المصابون بالسكري يعانون من اضطراب في الإنتصاب. وتبدأ الاضطرابات في الإنتصاب في عمر مبكر بالمقارنة مع باقي الرجال، بما يقارب 10 أو 15 سنة. ويحدث الاضطراب في الانتصاب بسبب تقلص شرايين القضيب، كما أنه يؤثر على أعصاب القضيب فيخفف الشعور بالاثارة لدى ملامسة القضيب. كما وأن الرجل الذي يعاني من السكري يتعرض رضة أكثر لمرض الضغط وللشعور بالاحباط. والمعروف أن بعض أدوية الضغط وأدوية الإحباط لديها عوارض جانبية سلبية على الإنتصاب. مما يزيد من نسبة حدوث العجز الجنسي ومن حدته. كما أنه من المعروف أن بعض مرضى السكري يعانون أيضا من الوزن الزائد، وهو ما يخفف من نسبة الهرمونات الذكرية عند الرجل، إذ أنها تتحول لهرمونات انثوية في خلايا الدهن الزائدة. وهذا النقص في الهرمونات الذكرية يؤثر حتما على الإنتصاب. استعادة النشاط الجنسي بالعلاج ولتفادي العلاج الجنسي لا بد من علاج مستوى السكر في الدم والتأكد بأن الأدوية تساعد على تأمين معدل سكر منخفض دائما. كما أن الدراسات أثبتت أن ممارسة الرياضة بصورة مستمرة، والتخفيف من الوزن عبر اتباع حمية صحية لهما تأثير إيجابي على الإنتصاب عند الرجل المصاب بالسكري. كما أنه بالإمكان اللجوء إلى أدوية الإنتصاب في حال كانت هذه الإجراءات غير كافية لمعالجة الضعف في الانتصاب. والأدوية ممكن أن تكون عبارة عن حبوب أو أبر في القضيب. كما بإمكان الطبيب وصف الهرمونات الذكرية في حال تشخيص انخافضها عند الرجل. النساء يصبن بالاضطراب الجنسي أيضا أما النساء المصابات بالسكري، فقد أظهرت الدراسات أنهن معرضن أكثر من غيرهن للإضطرابات الجنسية، كانخفاض في الرغبة الجنسية، وعدم الترطيب، والشعور بالوجع خلال العلاقة الجنسية. والسبب أيضا تأثير السكري على الشرايين والأعصاب. بالإضافة إلى احتمال وجود التهابات نسائية متكررة يسببها ارتفاع نسبة السكري في الدم. كما أن النساء المصابات بالسكري هن عرضة أيضا للشعور بالاحباط، مما يؤثر على الرغبة الجنسية. وفي حال معالجة الإحباط، فإن الأدوية المستعملة أيضا لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية والنشوة لدى المرأة. أما العلاج، فهو أيضا عبر معالجة تخفيض مستوى السكري في الدم بصورة دائمة. كذلك عبر اتباع حمية صحية وتمارين رياضية بصورة مستمرة. وفي النهاية، نختم بالقول بأن لمرض السكري تأثير سلبي على الحياة الجنسية، خاصة عند الرجل، إذ أنه غالبا ما يؤدي إلى ضعف في الإنتصاب في سن مبكر. ولتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، يجب اتباع حمية غذائية صحية و تمارين رياضية، إضافة الى أخذ العلاج اللازم لإبقاء معدل السكر منخفض في الدم. أما في حال حصول ضعف في الإنتصاب، فهنالك أدوية متوفرة حاليا غالبا ما تكون فعالة.