يستطيع بعض المصابين بالسكري الصوم، شرط زيارة الطبيب قبل بدء شهر رمضان لوضع خطّة علاجية تحول دون ارتفاع أو هبوط السكر في الدم وما يتبعه من مخاطر صحيّة. تختلف إمكانية الصوم، حسب الوضع الصحي لكلّ مريض، ونشير هنا إلى تصنيفين لمرضى السكري: المصابون بالنوع الأول من السكري الذين يرتكز علاجهم على "الانسولين" فقط، سواء اقتصر على حقنة أو أكثر خلال النهار. المصابون بالنوع الثاني من السكري الذين لا يرتكز علاجهم على "الانسولين"، وهؤلاء يُمكن تصنيفهم إلى 3 فئات، وفقاً لمستوى المرض: - المرضى المعتمد علاجهم على الحمية الغذائية فقط، وهؤلاء تنطبق عليهم مقولة "صوموا تصحّوا". - المرضى الذين يتناولون قرصاً واحداً من الحبوب المخفِّضة للسكر، وهولاء بإمكانهم الصيام، بشرط أن يوزّعوا كميّة الطعام ما بين الفطور والسحور بالتساوي، وأن يتناولوا الدواء قبل الإفطار مباشرة. - المرضى الذين يتناولون أكثر من حبّة دواء خلال النهار، وهؤلاء بإمكانهم الصيام أيضاً، بشرط أن يتناولوا حبّة دواء قبل الإفطار وأخرى قبل السحور. يجوز الصيام للمرضى الذين يأخذون حقنة واحدة من "الانسولين"، شرط أن يتم تعديل موعدها من الصباح إلى ما قبل الإفطار. ويتوجّب على هؤلاء زيارة الطبيب المتخصّص قبل الصوم، وخلال الأيام الأولى من رمضان، لتحديد كميّة "الانسولين" المثالية التي تتلاءم مع كميّة الطعام المتناولة والجهد والحالة. ويُشترط على كلّ مريض أن يقوم بقياس نسبة السكر في الدم بانتظام خلال النهار، لتجنّب حدوث هبوط مفاجئ في مستوى السكّر. أمّا المرضى الذين يأخذون جرعات أو حقن عدّة يومياً من "الانسولين"، فإنّ صومهم يهدّد صحتهم! أمّا مرضى النوع الثاني من السكري الذين يُعالجون بجرعة واحدة من "الانسولين" خلال اليوم، فبإمكانهم الصوم، بعد استشارة الطبيب لوضع خطة علاجيّة لهم. ونشدّد على جميع مرضى السكري الذين يحق لهم الصوم، أن يقوموا بالفحوص اللازمة للتأكّد من عدم وجود خطر المضاعفات القلبية والشرايين وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم والاعتلالات العصبيّة المختلفة.