وجه طفولي بملامح بسيطة وهادئة. جسد نحيل مفعم بالحيوية. هكذا تبدو التلميذة النجيبة «هدى النيبي» ذات 18 ربيعا، التي حصلت على أعلى معدل في الامتحان الوطني للباكالوريا ب 19،54. ابنة حي الأمل بالبرنوصي بالدار البيضاء، ابتدأت أولى خطوات تعليمها الابتدائي بمدرسة المالقي العمومية، ثم تابعت مشوارها الدراسي بجد واجتهاد وتفوق بالمستوى الإعدادي والثانوي بمؤسسة القدس الشريف الخصوصية، حيث نالت شهادة «الباك» شعبة العلوم الفيزيائية في الدورة الأولى بمعدل ممتاز بفضل النتائج المتقدمة جدا في المواد الخمس على صعيد الامتحان الوطني. فقد نالت هذه الطالبة اليتيمة الأب، التي تتحدر من أسرة بسيطة ترعاها أم معلمة تدرس بمدرسة المالطي العمومية، على 19،50 في مادة الإنجليزية، و19،25 في علوم الحياة والأرض و18 في الفلسفة، و19،75 في العلوم الفيزيائية و20 في الرياضيات. هدى الفتاة الهادئة والطيبة، والتلميذة النبيهة والمثابرة، بشهادة زملائها وأساتذتها، ظلت دائما بفضل جدها وذكائها في الصفوف الأولى ضمن قائمة التلاميذ المتفوقين في كافة المواد الدراسية. فمنذ نعومة أظافرها، سواء في مرحلة التعليم الابتدائي بالمدرسة العمومية، أو في المستوى الإعدادي والثانوي بالقطاع الخصوصي، كانت من التلاميذ النجباء والمجتهدين من تلقاء إرادتها القوية وحبها للتحصيل والمعرفة، كما آزرتها في مشوارها الدراسي بالكفاح والإرشاد والتنشئة الحسنة والدتها الأرملة، التي تشتغل في سلك التعليم، لتحصد في الأخير البنت والأم ثمار ما زرعاه على مدار سنين من اجتهاد وسهر الليالي، حيث كانت النتيجة المشرفة، التي تبعث في النفس الفخر والاعتزاز، وتؤكد بالدليل الملموس أن مقولة «من جد وجد ومن زرع حصد» حقيقة يمكن حصولها في الواقع، ومنال في قدرة كل تلميذ مثابر أن يصل إليه.