كان تلميذ في الإعدادي يتضايق كثيرا من معايرة أهل القرية له بأمه وسلوكها الفاضح ونزواتها مع الرجال على مدى ثلاثة عشر عاما، التي تعتبر فترة غياب الأب وانقطاع أخباره. فلم يتحمل هذا العار عندما شاهد على هاتفها المحمول صورها الفاضحة مع عشيقها، الذي تقيم معه في المدينة. ثارت ثائرته عندما قررت الأم التي تزوجت 9 مرات عرفيا أن تجذب شقيقته إلى طريقها الفاسد، بحجة تزويجها من ابن عشيقها حيث وضع هذا القاصر نهاية لحياة أمه ثم سارع بتسليم نفسه إلى الشرطة. أول فصل من هذه المأساة، ابتدأت بمغادرة الأب للقرية، حيث سافر خارج البلاد إلى ليبيا بعد أن تراكمت عليه الديون بسبب مطالب زوجته المتزايدة، وصدور أحكام ضده بالسجن في قضايا شيكات بدون رصيد، مما أصبح عقبة أمام عودته إلى أرض الوطن، وبالتالي انقطعت الأخبار والاتصالات بينه وبين أسرته. استغلت الزوجة هذا الغياب الطويل وانشغلت بملذاتها ونزواتها ونسيت أنها أم لفتاة في السادسة عشر من العمر و4 ذكور، أصغرهم تلميذ في الإعدادي، سيتحول بسبب مجونها إلى قاتل أحد أصوله. ارتبطت الزوجة بعلاقات آثمة، حتى ضاق أهل القرية بتصرفاتها، فانتقلت إلى مدينة المنيا منذ 8 سنوات لتكون تصرفاتها بعيدة عن عيون أهل بلدتها، بل دفعها استهتارها إلى بيع 10 أفدنة زراعية، كان قد تنازل لها عنها زوجها قبل سفره للإنفاق من ريعها وإيجارها. أمام هذا التفكك الأسري هاجر الأبناء الكبار القرية بسبب سوء سلوك الأم، واختاروا البحث عن فرص عيش أخرى في المحافظات النائية، ولم يبق في منزل الأسرة بالقرية سوي الابن الأصغر وشقيقته الوحيدة، الذين أصلحا يقيمان مع جدتهما لوالدتهما. في المدة الأخيرة بدأ الابن في البحث عن والدته إلى أن عثر على عنوانها. كانت تحدوه رغبة في رؤيتها بدافع الاشتياق، لكن هذه الزيارة ستكون نذير شؤم عليه. فأثناء عبثه بهاتفها المحمول صعق الطفل اليافع عندما رأى مشاهد فاضحة لوالدته مع عشيقها، الذي تقيم في شقته بدون أي رابط شرعي بحكم أنها لم تحصل على الطلاق من زوجها الغائب. قرر الابن المطعون العودة إلى القرية وهو يجر أذيال الخيبة وفي نفسه غل كثير على تصرفات من أنجبته. بعد أيام من هذه الواقعة، فوجئ الابن بوالدته تحضر إلى القرية، وهي مصرة علىاصطحاب ابنتها الوحيدة للإقامة معها في المدينة. جال في ذهنه المصير المنحط الذي ينتظر شقيقته. فطلب من الأم الانتظار إلى غاية الصباح، وفي الليل استغل فرصة نومها وأطلق عليها رصاصة من مسدس «محلي الصنع » استقرت في رأس الأم، ثم أحضر سكينا وطعنها في بطنها حتى يتأكد من موتها، وبعد لحظات من ارتكابه جريمة قتل والدته اتصل بأشقائه الهاربين من العار، وقال لهم في المحمول «دي الوقت تقدروا ترجعوا البلد، أنا قتلت أمكم وغسلت العار». ثم ذهب إلى مركز شرطة «سمالوط»، وقام بتسليم نفسه والمسدس والسكين.