جمعة الرحيل... «مالها تاني»؟. لقد وصلت إلى مطارات المغرب... الوجهة لا تتعلق بفضاءات خارجية، بل بمنتوج داخلي صرف طرفاه المدير العام للمطارات، وشغيلة المطارات والتصعيد سببه توتر متواصل منذ مدة وصل يوم الجمعة الماضي إلى قمته. بعد رحيل المدير العام السابق للمكتب الوطني للمطارات تحت وقع نتائج تقرير المجلس الأعلى للحسابات، وانتقاله للدفاع عن نفسه في ردهات المحاكم، يواجه المدير العام الحالي مطالبة بالرحيل، تحملها شعارات رفعها مستخدمو المطارات بالمغرب، بشكل متقطع خلال الأسبوع، وتحولت إلى بيان رسمي سينفذ في يوم الجمعة المقبل. شغيلة المطارات عادت لتصعد من احتجاجاتها في ظل استمرار التوتر والاحتقان داخل مختلف المطارات، وستكون الجمعة المقبلة محطة عاصفة بين الشغيلة وإدارة المكتب الوطني للمطارات، فالسقف الذي وصل إليه الاحتجاج سيطال رأس الإدارة العامة، بالرغم من حلقات حوار فتحتها الإدارة مع فاعلين آخرين يطعن المحتجون في تمثيليتهم. ففي بيانها اعتبرت شغيلة المكتب الوطني للمطارات المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل أن الإدارة الحالية ما زالت مستمرة في نهج سياسة الهروب إلى الأمام والتماطل في تحقيق مطالب الشغيلة العادلة على غرار باقي القطاعات المماثلة، كالزيادة في الأجور وحذف السلالم بالنسبة للطبقات الدنيا وصرف التعويض عن الساعات الإضافية لمستحقيها وتسوية وضعية المؤقتين وتفعيل برنامج التكوين والتكوين المستمر وتسوية باقي الوضعيات العالقة. شغيلة المطارات اعتبرت أن الإدارة الحالية ما زالت تسير على نفس منهج الإدارة السابقة من خلال صرف أموال باهضة في كراء سيارات فخمة لصالح مدراء ورؤساء قطاعات، مع العلم أن هؤلاء المسؤولين يستفيدون من التعويض عن النقل بقيمة لا تقل عن 4100.00 درهم شهريا، واعتبرت هذه المصاريف الزائدة ذات تأثير سلبي على المنح المخصصة لمستخدمي المطارات ، وخصوصا منحة الأداء. ولأن الإدارة الحالية حسب شغيلة المطارات، لم تصحح الاختلالات التي أشارت إليها تقارير المجلس الأعلى للحسابات، ومنها ميزانيات مهمة تصادق عليها وزارة المالية كالساعات الإضافية، والتي لا تصرف لمستحقيها، واعتبروا ذلك محاولات ومناورات مستمرة من طرف ما تسمى بلجنة الحوار في اقصاء للنقابات ذات التمثيلية، بل ومحاربتها في العديد من المديريات دون أن تتدخل الإدارة العامة لحماية حرية العمل النقابي. إدارة المكتب الوطني للمطارات التي كانت قد فتحت حوارا مع مجموعة من الجمعيات، اعتبرها النقابيون محاولة لشق صفوف العمال، على اعتبار أن مجموعة من الجمعيات لا علاقة لها بالملف المطلبي للعاملين، واللجوء للانفتاح عليها وإقصاء النقابيين هو محاولة لتمييع مطالبهم. يذكر أن المحتجين كانوا قد طالبوا برحيل من أسموهم ب «أصدقاء» المدير السابق عبد الحنين بنعلو، كما طالبوا بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وإدخال تغييرات على التسيير الإداري للمطار، إضافة إلى المطالبة بتسوية الوضعية الإدارية للمؤقتين سابقا، والأداء عن الساعات الإضافية للمستخدمين لجميع الوحدات، وإدماج جميع الفئات العاملة بالمكتب الوطني للمطارات في الاستفادة من البرنامج التأهيلي والتحفيزي للتكوين والتكوين المستمر، مع ضرورة الزيادة في الأجور التي أقرتها الحكومة بأثر رجعي، كما طالب المحتجون بحذف السلاليم الدنيا المعمول بها في المكتب الوطني للمطارات والتي تعادل بالترتيب من السلم 1 إلى السلم 4 بقطاع الوظيفة العمومية مع الرفع من منحة التعويض عن الأخطار. والانتقال من مطالبة أصدقاء المدير العام السابق بالرحيل، ومطالبة المدير العام الحالي بالرحيل، تكون مطارات المغرب منسجمة مع حركية الفضاء الذي تشتغل به، لكن موازين الصراع هي التي ستحدد موعد الرحلة أو إلغائها بتوافق.