هدأت على مايبدو الضجة التي أثارها الهجوم على نور الدين الصايل, وأن الأوان للحديث بهدوء وسط الجهل الكبير الذي تحدث في هذه القضيةو عن ملابساتها الفعلية, أولا لتوضيح الرهانات الحقيقية للحرب التي يتم خوضها ضد الصايل, ثانيا لمنع بعض الجاهلين من الحديث في هذا الموضوع وعنه دون أن تكون لديهم إمكانيات معرفية ولغوية وسينمائية لذلك, وثالثا إحقاقا للحق الذي تعرض لعملية اغتيال بشعة في هذا الموضوع, وتم تقديمه قربانا على مذبح "هادا معا هادا ولاخر مع لاخر وشي وحدين والله ماعرفناهم معا من". بريمو, الصايل "كاليبر" كبير جدا من الناحية السينمائية والفكرية, وبعض من تحدثوا عنه لايملكون شرعية مناقشته هكذا وبكل ديكتاتورية مقبولة. ذلك أنه ليس معقولا أن يأتي شخص من العدم, ولايعرف له أحد أصلا من فصل. بمستوى تعليمي جد متوسط وبإكراهات حياتية فرضت عليه مهنة دون غيرها لكي يدلي بدلوه أو بسطله والأمر سيان في هذه الحالة بخصوص فيلسوف وسينمائي من حجم الصايل. ممنوع منعا كليا, ولو كنا في بلد غير البلد لحرمت المسألة وعوقب مقترفها, لكننا في المغرب, وفي هذا البلد الأمي والجميل رغم كل شيء يمكن لمن استفاق باكرا أن يسب من يشاء دون أن يخشى في الأمر لومة لائم, بكل بساطة لأن "المسائل تخلطات بكراع مش" وأصحاب هذه الحسنة, أي حسنة "التخلاط" حد فقدان المعنى أناس نجحوا في مسعاهم الذي اشتغلوا عليه لسنوات لئلا يكون لدينا رموز نحترمهم في هذا البلد, ولكي يصبح بإمكان أول وافد جاهل أن يقول مايشاء بلاحشمة بلا حيا. سوكوندو مسألة التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى للحسابات حسمت منذ أن توصل المركز السينمائي المغربي بملاحظات مجلس الميداوي ورد عليها نقطة نقطة, وطوي الملف خصوصا وأن الأمر يتعلق بملاحظة بعض الاختلالات في التسيير وليس الاختلاسات مثلما أشار إلى ذلك أصحاب النيات الحسنة من "أصدقاء" الصايل الألداء. لذلك لايمكن اليوم القول إن العريضة التي راجت تضامنا مع الصايل هي عريضة أرادت تحويل الأنظار عن تقرير المجلس الأعلى للحسابات مثلما كتبت ذلك جريدتان فقط في المغرب هما "المساء" و" التجديد" دون غيرهما بالإضافة إلى الموقع المخابراتي المشبوه على الأنترنيت "هسبريس". العريضة أتت ردا على حملة استهداف واضحة من طرف "الخوانجية" والشعبويين وأعداء الصايل الشخصيين الذين يتمنون اليوم قبل الغد أن يتم تعيين مسؤول على رأس المركز السينمائي يقرر أن السينما حرام, وأن السينما الحلال الوحيدة المقبولة هي السينما الإيرانية, وتلك نكتة جاهلة يرددها بعض "علماء الفن السابع الجدد" دون أن يفهموا معناها ودون أن تتجاوز مشاهداتهم السينمائية لسينما بلاد فارس الفيلمين أو الثلاثة, ودون أن يضعوا في اعتبراهم أن كبير السينما الإيرانية عباس كياروستامي قال في مهرجان مراكش الأخير "حقا ماأسعد المغرب بملكه الذي يحب السينما وبالأمير الذي يرعى هذا الحب". تيرسيو آلدراري, والبعض "طلع دري بالصح" في هذه القضية, لمن يريد أن يتخلص من الصايل هناك وصفة أسهل من وصفة الهجوم الجاهل هاته, فالرجل سبق له وأن ترك مناصب كبرى في مؤسسات إعلامية ضخمة جدا, البعض لايتقن نطق حروفها صحيحة, مثل كنال بلوس أو غيرها, والرجل, وهذه سمعناها من كبار عالميين, يحتفظ بسمعة طيبة للغاية خارج أرض الوطن, وقد سبق للعملاق يوسف شاهين أن قالها لكاتب هذه الأسطر شخصيا "عندكم ولد معجزة إسمو نور الدين الصايل", وهذه شهادة للتاريخ لازلت أحتفظ بها في شريط الحوار التاريخي الذي أجريته رفقة زميلي أحمد الدافري في مراكش مع العملاق السينمائي العالمي المسمى يوسف شاهين , ومن الممكن أن أمنح الشريط هدية لمن يريد الاحتفاظ به هو الآخر, لكنني أقول مع نفسي إن من تطاولوا على الصايل سيتطاولون بسهولة على شاهين لأنهم مامربيينش وماقاريينش بكل بساطة. ولكي نعود لوصفة التخلص السهلة من الصايل يكفي أن نقول "لمحبيه" إن الرجل سيتخلى عن كل هذا حين سيحس بأن المشروع الديمقراطي الحداثي الذي دخل من أجله إلى المغرب مع تولي جلالة محمد السادس للحكم قد فشل لصالح المشروع الشعبوي الظلامي الذي يقوده أصحاب الهجمة الشرسة الجديدة. وبيناتنا ولأنني أعرف الرجل جيدا, هو لن يكفر بهذا المشروع أبدا, وهو من طينة من يقولون "ياهلا بالمعارك" من أجل الوطن. لذلك هذه النصيحة الصغيرة لمن يريدون رأسه, وأنا أعرف بعضا من المخططين بغض النظر عن المنفذين البسطاء, ابحثوا لكم عن خطة أخرى, فهذه فشلت أو لكي نتحدث بالدارجة تاعرابت: تورقتو بكري فهادي, شوفو شي حاجة أخرى, ولحديث الشجون الجميلة هذا إحقاقا للحق صلة قادمة بكل تأكيد.