اقترح نور الدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي خطاطة عامة تروم تغيير المسألة الفنية من كونها مسألة سينمائية إلى اعتبارها قضية إنسانية . وتناول نورالدين الصايل في عرضه الذي افتتحت به الجامعات الشعبية دروس شعبة السينما صباح السبت الماضي بقاعة الفن السابع بالرباط، ثلاثة مقامات يشير أولها أن السينما تعبير، ويعتبرها المقام الثاني فرجة، وأما المقام الثالث فيؤكد أنها رباط مجتمعي بمعناها المكاني. وأضاف الصايل أن لكل مقام من المقامات الثلاث شروطا وغايات ومقولات ، موضحا أن البعد الفني هو الشرط الذي يسمح في المقام الأول بالتعبير،و الغاية في المقام الثاني هي الوصول إلى حالة الاكتمال في المنتوج السينمائي. أما الرباط الذي نصل به إلى أساس التوجيه العلمي والذي انتقل إلى أن أصبح فرجة تجارية فإن الغاية منه هي استرجاع هذا الجمهور وتحبيب المنتوج السينمائي إليه. وقال بأنه لا ينبغي إصدار الأحكام على المنتوج الفيلمي قبل فهم هذه المقامات لأننا أفرغنا من طاقاتنا الفكرية والمعرفية وأصبحنا مستهلكين لما يقدم لنا، وهذا الاستهلاك نابع من السهولة التي تعلمناها من التلفزيون لأنه حسب الصايل فإن السينما تقاوم والشاشة الصغيرة تخضع. وعقب المخرج نبيل لحلو من وسط الجمهورعلى الصايل في معرض حديثه عن حجم الإنتاج السينمائي بالمغرب، معتبرا ماقاله مدير المركز السينمائي غير صحيح لأن المغرب لا ينتج 15 فيلما وإنما يقدم الدعم لعشرة أو إحدى عشر فيلما، وبذلك فإنه لا ينتج في الحقيقة سوى ثلاثة أفلام سنويا، لأنه لا يتوفر على مهندس واحد للميكساج ولا يتوفر سوى على مصورين اثنين . وأضاف لحلوالذي اعتبر الجامعات الشعبية نخبوية لأنها لم تستطع أن تجلب الجمهور الذي كان يتفرج على الأفلام الهندية، بأن أغلب الذين يستفيدون من الدعم لا يقدمون أعمالا جيدة تتطرق إلى مواضيع الساعة الاجتماعية والسياسية، وهي أفلام مغربية لكنها فرنسية من الناحية التقنية . واعتبر الصايل أن ميلاد الفيلم هو تاريخ إنتاجه وخروجه إلى القاعات السينمائية وبذلك فإنه حسب المخطط الثلاثي الذي رصد فيه 50مليون درهم في 2006 و62 مليون درهم في 2007 و 82 مليون في 2008 سيكون الإيقاع الإنتاجي بالمغرب هو إنتاج 18 فيلما في أفق سنة 2007 و24 فيلما في سنة 2008 بالموازاة مع إنتاج عدد كبير من الأفلام القصيرة . وأكد الصايل أنه بهذه الوتيرة لا يمكن أن يكون للمغرب مهندسون للصوت، لأن الصناعة السينمائية تفرز مديرين للصورة ومهندسين للصوت مقدما بذلك بعض النماذج؛ فتونس يوجد عندها مهندسا صوت اثنين يستعين المغرب بخدماتهما، وفرنسا تنتج 200 فيلم وإسبانيا تنتج 135 فيلما وتنتج إيطاليا 100 فيلم فيما تنتج أمريكا 620فيلما والهند 1100 فيلما. وأضاف بأن المعاهد الأربعة بالمغرب تخرج أطرا متوسطة المستوى بالرغم من الجهود المبذولة مهنيا ورغم التمويل الأجنبي. وأصر مدير المركز السينمائي المغربي بالرغم من مقاطعة نبيل لحلوله على صدارة المغرب إفريقيا في إنتاج الأفلام الطويلة والقصيرة في تنافس مع دولة جنوب إفريقيا مشيرا إلى أن مصر تراجعت على مستوى الإنتاج السينمائي وتقدمت على مستوى الإنتاج التلفزيوني . وعزا الصايل أسباب هذا التراجع إلى ضعف القاعات السينمائية التي افتقدت حيويتها ، بحيث توجد 105 قاعة سينمائية من المؤكد أن يغلق بعضها ، والقاعات الصالحة للعرض لا تقدم أفلاما جيدة ولا توفر الراحة الأساسية للرواد .وجدد الصايل النية في استرجاع المركز ل60قاعة سينمائية بالرغم من تنامي ظاهرة (الدي في دي) والأقراص المقرصنة . وختم الصايل إجاباته بالمطالبة بضرورة تعزيز المستوى الاقتصادي للفيلم وبأن تكون إرادة حقيقة تقدم دعما كبيرا للفنانين الذين يصنعون أفلاما جيدة معتبرا أن هذه الصورة الحقيقية المكتملة لم يفكر فيها لحد الآن ومستخلصا عن قناعة ممارس خبر المجال السينمائي بان لنا سينما معوجة لاننا لم نحسن قضية التعبير والفرجة ومقسما والله ما كاين أحسن من الوضوح في إشارة إلى ما يعرفه هذا الميدان من غموض وإكراهات ونوايا (..).