كان للمهتمين بالفن السابع، موعد مع السينمائي نور الدين الصايل الذي استحضر تجربة مساره الطويل في المجال من زاوية «السينما المنقذة» بكافة تجلياتها. ففي لقاء نظمته مؤسسة «أونا» بدار الفنون بالرباط، قال المدير العالم للمركز السينمائي المغربي إنه تعلم السينما من خمسة مخرجين هم: سيرجى ميخائيلوفيتش، ايزينشتاين ، وجان رونوار ، وجون فورد، وروبرتو روسيليني ، ولويس بونويل. هذه الأسماء هي التي غذت، حسب الصايل، ميولاته السينمائية «فمن هؤلاء، ومن خلال مشاهدة روائعهم تعلمت ما معنى السينما». إن الأهم في الإبداع السينمائي، يقول الصايل، هو « الترتيب» و»المسافة» ، «الترتيب» بمعنى منح العمل للمتلقي إمكانية «إعادة ترتيب العالم» ومشاركة السينمائي عمليته الإبداعية والرغبة في ترتيب العالم المبعثر. أما معنى «المسافة» فأن تأخذ مسافة من كل شيء ... من الحياة بصفة عامة، فالشاشة، حسب نور الدين الصابل، تعلم المتلقي أن «يحتل المكانة التي يجب أن يحتلها». وتطرق إلى مفهوم « الشكل» الذي يقدم به العمل الإبداعي، ك»موقع الكاميرا» التي بنيت على فلسفة «العين الناظرة قوة»، و»الإنارة» المؤسسة على سؤال : ماذا نبرز وكيف وبأي كثافة وبأي قوة ؟. وخلص الصايل إلى أن السينما «تقرأ وتشاهد» وتمنح للمتلقي «متعة لا تبعده عن الحياة»، كما تمنحه «سلطة أن يكون سيد نفسه وسيد الفيلم في الآن ذاته».