خلفت الندوة التي نظمها نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، مع انطلاق مهرجان طنجة للسينما، ردود فعل متباينة، الأولى شاجبة لمستوى النقاش وبُعْده عن واقع السينما المغربية والسمعي البصري الوطني، وأخرى متفهمة أو قابلة لتفهم كل شيء صادر عن «مسؤول» عن السينما، وثالثة استغلت الفرصة للترويج بشكل مضخم لأفكار الصايل ونشر قذفه لمنتقدي أسلوبه في التعاطي مع الشأن السينمائي المغربي، دون أدنى التزام أخلاقي أو مهني. في هذه الندوة، تحدث الصايل عن الأعمال التلفزيونية التي صورت في المغرب، وأشار إلى خمسة أفلام تلفزيونية، هي «بوركا بور أمور»- الجزء الأول (إسبانيا)، و«فواياج» (فرنسا)، و«فواياج ذو غيف» (ألمانيا)، و«ليشابي بيل بريم 5» ( فرنسا)، و«ويدينغ ويد أوبستاكل» (ألمانيا). وأضاف الصايل أن عدد المسلسلات التلفزية التي صورت في مختلف مناطق المغرب بلغ ثمانية. كما تحدث عن الأعمال التلفزيونية المصورة بكثير من الفخر، ولم يتحدث عن عدم استفادة الممثل المغربي من هذه الإنتاجات، ولم يتطرق إلى مشاكل الممثل المغربي الذي يجد نفسه أمام شركات إنتاج أجنبية تعامله بمنطق «الكومبارس» وتهضم كثيرا من حقوقه المادية والمعنوية.. تحدث الصايل، ولم يوقفه عن غيه من كتب أنه سب منتقديه، بسوء نية أو بقلة معطيات أو قلة فهم حقيقي لما يحدث في سينما الصايل، ويذكره بالأفلام التي تصور في المغرب، ولا يعرف أي منا من يستفيد من عائداتها المالية. في الندوة، دافع الصايل عن آلية الدعم، ولم يتحدث عن المعايير الانطباعية التي غالبا ما تميز عمل اللجنة، ولم يمنح الحاضرين أسماء المخرجين الذين تعاقبوا أو «تناوبوا» على الاستفادة من «كعكة» منح المغاربة، دون قيم فنية مضافة، ولم يتحدث الصايل عن الأساليب السينمائية غربية الأطوار التي يعتمدها بعض ممن يحسبون على المخرجين في إخراج أفلام من أموال دافعي الضرائب باسم التجريب أو التجريد أو السينما الواقعية أو السينما المتعالية علوا يعجز معه عديدون عن فهم الطلاسم التي دافع عنها الصايل دون تحفظ أو حشمة. تحدث الصايل وانتقد وهاجم وسب منتقديه، وأبى البعض إلا أن يلعب دور الوساطة «الملتبسة» التي يختلط فيها ليل طنجة بنهارها، وينقل الرسائل التي ترفع البعض (العارفون في السينما حقا) -لمهنيتهم وشفافيتهم- عن الخوض في كلام نور الصايل.. نقل البعض سفسطائية الصايل، ولم ينقلوا أو يجرؤوا على كتابة أي حرف عن التدبير السيئ لمدير المركز السينمائي الذي كشف المجلس الأعلى للحسابات، في تقرير السنة الماضية، حصول خروقات همت تسييره المالي والتدبيري. هذه الحالة تعيد إلى الأذهان الحالة التي تعمد فيها الصحافيون أنفسهم، نشر حوار استقبل جاهزا ومنقحا، دون الإشارة إلى المحاور بطبيعة الحال، مع معد برنامج فني ليتحدث عن هجمة ممنهجة اتجاه برنامجه، دون أدنى عناء في البحث في احتجاجات فنانين شعبيين على دور الوساطة التي يجري الحديث حول قيام المعد سالف الذكر وقائد الفرقة الموسيقية به. هذه الحالة تعني بدرجة أخرى أن هناك من هو مستعد ليلعب أي دور بشكل تطوعي، متملقا أو متحكما فيه عن بعد، بعيدا عن مناقشة الفعل التلفزيوني أو السينمائي الحقيقي الذي يفترض البحث عن الخبر بدرجة أولى وفرض الذات ثانيا والتنافس بدرجة ثالثة، والابتعاد عن لعب دور المسوغ لغايات مكشوفة الحسابات والنتائج!..