هل تتكرر مأساة «روزامور» بالمنطقة الصناعية بليساسفة بمدينة الدارالبيضاء؟.. سؤال يجد مبرره عند أول زيارة للمنطقة، والوقوف على الأشكال الهندسية لمباني المنشآت الصناعية التي شيدت بالمنطقة خلال فترة سابقة، لكنها تنذر بغياب شروط السلامة والوقاية من الكوارث والحوادث التي تتهدد حياة العاملين بها. قبل سنوات قليلة، خلت، شهدت هذه المنطقة الصناعية كارثة حقيقية، أودت بحياة أزيد من 50 عاملا، ذكورا وإناثا، لقوا حتفهم بمعمل لصنع الأثاث والأفرشة المنزلية، بعد أن اشتعلت النيران بالطابق السفلي للمعمل، وتصاعدت إلى الطوابق العليا، لتحاصر ألسنتها عشرات العمال ممن لم يستطيعوا إلى الإفلات سبيلا، فتفحمت جثث بعضهم، وقضى آخرون اختناقا، بعد أن لم يتمكنوا من الفرار لغياب شروط السلامة والوقاية. مناسبة هذا الحديث/التذكر أخبار كثيرة عن معمل يعد أحد أكبر المنشآت الصناعية بالمنطقة، متخصص في النسيج والألبسة، تسترعي بنايته والبنايات المجاورة له، المعدة لإيواء العمال، الانتباه، حيث تشبه في تصميمها منشأة سجنية، في ارتفاع العلو وضيق النوافذ التي وضع على بعضها سياجات، تحول دون النفاذ إلى داخلها. أوضاع دفعت لجنة تقنية من عمالة مقاطعة الحي الحسني إلى القيام بزيارة يوم الخميس تاسع يونيو الجاري لمبنى المنشأة الصناعية للوقوف على الأوضاع بها، وهي اللجنة المكونة من تقني في التعمير، وممثل للوقاية المدنية، ومصلحة الرخص. وحسب مصادر مطلعة فإن هذه المنشأة الصناعية تعرف مجموعة من التجازوات والخروقات كما تفتقد لبعض التراخيص الأساسية، حيث عرفت توسيعا لمساحتها ومبانيها على عهد جماعة ليساسفة، قبل أن تلحق هذه الأخيرة بجماعة الحي الحسني لتشكل إلى جانبها مقاطعة حضرية، بعد أن كانا يخضعان لعمالة واحدة هي «عين الشق الحي الحسني» انقسمت بدورها لتغدو ثلاث عمالات. ومن المنتظر أن يتم فتح تحقيق يقف على حجم الخروقات المعلن عنها، بناء على تقارير اللجنة، ومدى الأضرار التي تشكلها على سلامة المقيمين بداخلها من العمال. واستصدار التراخيص الضرورية لتشييد مساكن العمال.