اهتز الحي الصناعي بسيدي معروف زوال يوم الاثنين الماضي لفاجعة الحريق الذي نشب في مصنع لطبع الرسومات والشعارات على كل أنواع الملابس ذات الاستعمال الرياضي والمهني. وحسب مصادرنا، فقد شب الحريق حوالي الساعة الثالثة والنصف، مخلفا مقتل سيدة في عقدها الثالث نتيجة الاختناق داخل مرحاض ضيق بالمعمل المذكور، بالإضافة إلى 10 عمال أغمي عليهم، أربعة منهم نقلوا إلى مستشفى الحي الحسني، وخمسة إلى مستشفى ابن رشد فيما واحد نقل إلى مستشفى بوافي، وقد غادروا جميعها هذه المستشفيات بعد التأكد من وضعيتهم الصحية. وتضيف نفس المصادر، أن مستخدمي ورشة الطباعة «miss-pub» التي تتواجد بتجزئة النور على يمين المجمع السكني المستقبل، كانوا بصدد العمل داخل المصنع قبل أن يفاجئوا بالنيران تحيط بهم من كل جانب، ما اضطرهم إلى التدافع نحو الباب للخروج ومغادرة المحل خوفا من الاختناق أو لاحتراق، إلا أن باب المصنع لم يسعهم لكثرة عددهم الذي يقدر ب 26 بينهم إناث ، ولم يسعفهم سوى التدخل الأولي للجيران قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية التي استعانت بجرافة لإحداث فتحتين في الجدار الخلفي للمعمل، لكي تتسرب الأدخنة إلى خراج المعمل وتمكن بذلك العمال من الهرب من موت محقق كان يتهددهم في تلك اللحظة. وقامت المصالح الأمنية بوضع صاحب المحل رهن الحراسة النظرية، بعدما تبين أنه لا يتوفر على أي ترخيص لمزاولة هذا النشاط الصناعي الذي يمارسه بقبو وطابق أرضي لمنزل يتكون من طابقين واحد منهما مخصص للسكن، بحي آهل بالسكان، مستغلا هذا المحل في القيام بأشغال الطباعة، في غياب شروط السلامة والمواصفات القانونية المطلوبة. وكان من الممكن أن تكون النتائج كارثية لهذا الحريق لولا تدخل المواطنين قبل أن تتولى المهمة عناصر الوقاية المدنية بعد ذلك بقليل هذا الحريق الذي بعث مأساة «روزامور» من الرماد، هذه المأساة التي كانت قد عرفتها منطقة ليساسفة المجاورة لمنطقة سيدي معروف، والتي ذهبت بأرواح 55 من المستخدمين كانوا بصدد العمل داخل مؤسسة لصناعة الإسفنج. وتتوفر الوقاية المدنية على مركزين مجاورين واحد بسيدي معروف والثاني بليساسفة، إضافة إلى سيارات الإسعاف التي نقلت الضحايا لتلقي العلاجات الضرورية. ويعود حريق ورشة «miss-pub» ليكشف عن الأوضاع المزرية التي يعاني منها الكثير من عمال المصانع في المغرب، حيث أثبتت تحقيقات وزارة التشغيل أن 14% فقط من المقاولات والمصانع تحترم مقتضيات السلامة التي ينص عليها قانون الشغل. كما أظهرت الدراسات أن نحو سبعين ألف حادثة شغل تسجل في المملكة سنويا، 20% منها خطيرة و80% منها تحدث بسبب تجاهل معايير السلامة والوقاية. يقع هذا في ظل غياب للمصالح المختصة بعمالة مقاطعة عين الشق (المصلحة الاقتصادية) وغياب دور مفتشي الشغل، ناهيك عن غياب السلطات المحلية، لتبقى صور الحرائق حاضرة بقوة في الأذهان. فالحادث، يكشف أن شبح «روزامور» مازال إلى حد الساعة يتهدد العمال في المصانع والأوراش غير المستوفية للشروط القانونية. الأمر الذي يفرض على المسؤولين تطبيق القانون بصرامة.