اندلع فجر يوم الاثنين 28 أبريل 2008 بمحل لخياطة الأفرشة بالشطر 3 الرقم 4 العمارة 13 بمقاطعة سيدي مومن خلف وفاة ثلاثة أشخاص ، نقلت جثثهم مفحمة إلى مستودع الأموات بمقبرة الرحمة بدار بوعزة. ويأتي هذا الحريق عقب حريق روزامور الذي خلف أكثر من خمسين ضحية، في وقت أكد ناجون أن عدد ضحايا الفاجعة يصل إلى 80 فردا وأنهم يتوفرون على لائحة بأسمائهم. وقد نظم أزيد من 50 عاملا وعاملة من الناجين من محرقة روزامور للأفرشة بالحي الصناعي ليساسفة، صباح أمس الاثنين أمام مسرح المأساة وقفة احتجاجية للمطالبة بالكشف عن العدد الحقيقي للضحايا، وفتح قنوات رسمية للحوار بشأن أوضاع عمال المصنع بعد هذا الحادث. وستؤسس عائلات الضحايا جمعية خاصة بها بتنسيق مع هيئات حقوقية من أجل المطالبة بحقوقهم القانونية، والضغط من أجل أن يأخذ الملف مجراه الطبيعي، حسب ما أكد أحد الناجين لـ التجديد. من جهة أخرى، ما يزال البحث جاريا بمكان الحادث عن ضحايا محتملين، حيث استقدم رجال الوقاية المدنية جرافات من أجل الاستعانة بها بعدما هوى سقف الطابق الثاني للمعمل. وفي وقت جرى تشييع جثامين أكثر من 20 ضحية إلى مثواها الأخير تجهل بعض العائلات لحد الآن مصير ذويها، ولم يكشف بعد عن نتائج تحليل الحمض النووي. وأكد سعيد جلولي، أنه لحدود صباح أمس، ما يزال يجهل مصير أخته حنان التي تعمل بالمصنع المذكور. وفي السياق ذاته، أكد مصدر مطلع لـ التجديد أن معمل روزامور حط رحاله بالحي الصناعي ليساسفة بعد حريق سابق، كان قد تعرض له في مقره السابق بمنطقة الألفة بالحي الحسني سنة ,2006 لكن من دون أن يخلف خسائر في الأرواح، مضيفا أن هذه المحرقة الكبيرة تعتبر ثاني حريق يعرفه المعمل، والذي لم يمض على إنشائه بـ ليساسفة سوى سنتين ونصف السنة. من جانب آخر، كشف مصدر عن الخروقات التقنية التي يعرفها معمل موزامور، منها أن كل طابق يحتوي على مستودع من مساحة 5 متر مربع يتضمن مواد خام للتصنيع (جلد ، دوليو ، لصاق، وكولة ، ومواد أخرى مستوردة من الصين)، قابلة للاشتعال السريع، وهي التي تبدو في الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام قد تناترت واجهات جدرانها وتهدمت. وأضاف أن المعمل يفتقر لكل شروط السلامة، من قنينات الإطفاء السريع وصنابير الماء للاطفاء ونوافد مسيجة، إضافة إلى أبواب الاغاثة، إلا من باب السطح وهو المنفذ الوحيد، فضلا عن أن البناية غير مبنية على نمط الشركات التي من المفروض أن تكون مقتصرة على طابق وحيد، على اعتبار أن المصانع التي تعمل في مجال الأفرشة أو القابلة للاشتعال، يجب أن تكون على شاكلة طابق واحد، وليس في طوابق عدة. فيما صرح العمال الناجين لـ التجديد أن سيارات الإسعاف التي كانت تنقل ضحايا الحريق كانت غير مجهزة بكمامات الأوكسجين والإسعافات الأولية، مما تسبب في وفاة بعض ممن خرجوا أحياء. وكان يمكن إسعافهم.