يتعرض الأطفال خلال فصل الشتاء لالتهابات على مستوى الأنف والبلعوم بطريقة متكررة، وهو ما يشعر الآباء ببعض القلق نتيجة الاختناقات ونوبات البكاء التي تصيب الأطفال. ويكون الطفل عرضة لعودة المرض في حال تعرضه للعدوى من جديد وذلك بسبب كثرة الفيروسات المسببة لهذه الالتهابات التي يطلق عليها غالبا اسم الزكام. يسهل إصابة الطفل بالزكام لأنه مرض فيروسي ينتج عن اختراق الجسم من طرف بعض الفيروسات المتواجدة في الهواء، والتي تتجاوز المائة نوع. يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالزكام إذا تعرض لهواء جاف، أو تواجد في محيط يكثر فيه المدخنون لأن هذه العوامل تضعف المناعة في الغشاء المخاطي للأنف، مما يصيب الطفل بالزكام، أو يساهم في تأخر عملية الشفاء إذا كان الطفل مريضا، وهذا ما يفسر إصابة بعض الأطفال بحالات الزكام طيلة فصل الشتاء، مما يعرضهم لإمكانية الإصابة بالتهاب حاد على مستوى القصبات الهوائية أو الرئة. إعياء وألم على مستوى العضلات لا تقتصر أعراض الزكام على سيلان الأنف وإنسداده، لأن العلامات الأولى تكون عبارة عن إحساس بالحرقة على مستوى البلعوم، وبعدها يشعر الطفل برغبة في العطس ليتطور الأمر إلى أعراض أخرى أهمها: - السعال - صداع الرأس - ارتفاع خفيف في درجة الحرارة - الشعور بالإعياء والألم على مستوى العضلات - نقص الشهية الوقاية من العدوى أفضل من اللقاح تلقيح الطفل لا يعني أنه في مأمن تام من الإصابة بالزكام، لذلك تعد الوقاية أفضل خطوة لحماية طفلك من الإصابة، أو حماية باقي أشقائه من المرض بسبب اقترابهم من شقيقهم المريض لأن الزكام مرض معدي ينتقل عبر المصافحة، أو الرذاذ المنتشر في الجو عقب عملية العطس أو السعال. ومن أهم الخطوات الوقائية إبعاد الطفل عن الأشخاص المدخنين، أو المصابين بالزكام لأن الفيروس يمكنه أن ينتقل من المريض إلى الطفل على بعد ثلاثة أمتار، خاصة في حالات العطس والسعال. - أطلب من طفلك أن يغطي فمه و أنفه عند تواجده مع شخص مريض، مع غسل يديه بشكل متكرر لأن الفيرس يتواجد في مختلف الأسطح التي تواجد المريض إلى جانبها. - امنع طفلك من استعمال أي أدوات طعام أو أغراض تخص شخصا مريضا بالزكام، خاصة الفوط بعض الأدوية تسبب تسرع القلب يعتقد الكثير من الآباء أن استخدام الأدوية يؤدي إلى شفاء الطفل من الزكام، لكنها في حقيقة الأمر تعمل على تخفيف الأعراض المزعجة كالصداع والاحتقان الأنفي، وفي مقدمتها"الباراسيتامول" أو "الإيبوبروفين" بوصفة طبية. مقابل ذلك ينصح بالابتعاد عن الأسبرين بالنسبة للأطفال دون سن الثانية عشر، وكذا مضادات الاحتقان الأنفية التي تعطى عن طريق الفم لأن فائدتها محدودة، كما أن بعضها يسبب هلوسات أو تسرعا في دقات القلب، وترتفع نسبة الخطر بين صفوف الرضع حيث تسجل حالات وفاة بسبب تلقي الطفل جرعة زائدة من طرف والديه رغبة في التعجيل بشفائه. وينصح الآباء باتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها التخفيف من أعراض الزكام لدى الطفل حد يتمكن من الشفاء خلال مدة قصيرة واعتمادا على جرعات مخففة من الدواء، وفي مقدمة هذه الإجراءات غسل أنف الطفل بمحلول السيروم الفيزيولوجي عدة مرات كل يوم - ترطيب غرفة الطفل بالبخار، وفي حال عدم التوفر على جهاز للبخار من الممكن إضافة الماء إلى المكواة ونشر بخارها في المكان المحيط بسرير الطفل - دهن أنف الطفل من الخارج بالفازلين، أو مرهم خاص بالاحتقان - أخذ الطفل إلى حمام ساخن للتخفيف من آلام العضلات - الإكثار من السوائل - حث الطفل على الراحة وعدم مغادرة السرير ألم الأذن يستوجب زيارة الطبيب عادة ما يتماثل الطفل للشفاء بعد ثلاثة أيام من ظهور الأعراض في حال اتباع الإجراءات اللازمة دون زيارة الطبيب، لكن بعض الحالات تستدعي حذر الوالدين وضرورة أخذ الطفل للطبيب تفاديا لأي مضاعفات قد تؤثر على صحة الطفل، وفي مقدمت هذه الحالات نجد استمرار الصداع مع ارتفاع الحرارة بعد مرور ثلاثة أيام - استمرار الرشح لمدة تفوق الأسبوع رغم غياب الحرارة - ظهور سعال مع صعوبة في التنفس - الشعور بالكثير من التعب وميل الطفل للنوم مدة طويلة - فقدان الشهية خاصة بين صفوف الرضع في حال لاحظت الأم أن رضعات طفلها قد تراجعت - ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة - شعور الطفل بألم على مستوى الصدر، أو أعلى البطن - انتفاخ على مستوى العنق، أو ظهور عقد لمفاوية متضخمة - شعور الطفل بألم على مستوى الأذن، لأن إهمال هذه الأعراض قد يتسبب في التهاب الأذن الوسطى