يعاني الأطفال كثيرا من نزلات البرد في الشتاء والتي تؤرق الكبار والصغار في هذه الفترة، وخصوصاً الأمهات اللواتي يخشين على أطفالهن نظراً لضعف جهاز المناعة لديهم في تلك المرحلة العمرية، وتتساءل الكثير من الأمهات عن طرق وسبل حماية أطفالهن من نزلات البرد في الشتاء. و يساعد الجو البارد في الشتاء على انتشار الفيروسات المسببة للإنفلونزا ونزلات البرد ويكون الأطفال أكثر تعرضاً للإصابة بها، ويرجع ذلك لعدم اكتمال نمو الجهاز المناعى وعدم قدرة الجسم على مواجهة الفيروسات، فبمجرد إصابة أحد أفراد العائلة بالبرد يكون من الصعب منع الفيروس من الانتقال لباقي أفراد الأسرة. وبالنسبة للمعدل الطبيعى للإصابة بنزلات البرد فإن الأطفال تحت سن السادسة يصابون بحوالى 7 نزلات برد سنوياً، بينما الأطفال الأكبر سناً يصابون بنحو 4 - 5 نزلات برد خلال العام، والأطفال الرضع الأصغر من ستة أشهر أقل تعرضاً للإصابة بنزلات البرد وذلك لأن تغذيتهم تعتمد على لبن الأم (الرضاعة الطبيعية) حيث إنه يقوى مناعة الطفل فهو يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة. فبرودة الشتاء إذن هي السبب الرئيسى لهذه النزلات لأنها تساعد على جفاف المخاط الموجود بالأنف والمسئول عن محاربة الجراثيم والبكتيريا. ومن الأعراض الأساسية والطبيعية لنزلات البرد السعال والعطاس والتهاب الحلق بجانب آلام وأوجاع عامة بباقى الجسم. وقد يتسبب البرد أيضاً في انسداد الأنف مما يجعل الطفل يشعر أحياناً بضيق في التنفس وخصوصاً الأطفال الرضع حيث تصعب عليه الرضاعة أثناء انسداد الأنف. وفى حالة الإصابة بالحمى يجب الذهاب للطبيب المختص فوراً. و فى حالة إصابة الأطفال بالتهاب الحلق واللوزتين يجب علاجهم بالمضاد الحيوي المناسب بناء على استشارة الطبيب، واستمرار العلاج لفترة كافية بعد الشفاء حتى لا يعود الفيروس مرة أخرى، وحسب المدة الزمنية التى يحددها الطبيب، مع إعطائهم الكثير من السوائل واستعمال غرغرة مطهرة. أما بالنسبة لحساسية الصدر فنادراً ما تحدث أزمات الربو للأطفال أقل من أربع سنوات وغالباً ما تزول عند البلوغ ولكن يجب علاجها فوراً حتى لا تؤدى إلى مضاعفات، مع تجنب تعرض الطفل للأتربة والروائح النفاذة والأبخرة والمبيدات الحشرية وتجنب المأكولات التي تسبب له الحساسية، ومع الراحة التامة عند الإصابة بنزلة برد أو زكام وذلك لتهيئة الجهاز المناعي لمهاجمة الفيروس المسبب للزكام والقضاء عليه. ويؤكد المختصون على أن تقوية مناعة الطفل تقي من الإصابة بنزلات البرد وأمراض الشتاء وذلك من خلال أخذ قسط كاف من النوم حيث إن قلة النوم تسبب ضعف الجهاز المناعي للطفل، مع الاهتمام بالرضاعة الطبيعية للطفل، وينصح الخبراء بأن تستمر الأم في إرضاع طفلها من 6 - 24 شهراً على الأقل. ويشار إلى أن الأطفال في فترة الطفولة قد يقومون بلمس أو محاولة وضع أية أشياء أمامهم في أفواههم الصغيرة لذلك يجب على الأم أن تحرص على نظافة الطفل الشخصية وتنظيف الأسطح والألعاب وتعقيمها جيداً وكذلك تعقيم الأدوات التي يستخدمها الطفل بشكل مباشر. وكذلك الحرص على تدفئة واستعمال الملابس ذات النوعية الجيدة التي تقيه من البرد مع الاهتمام الجيد بتدفئة قدم الطفل، وعدم إهمال تطعيم الطفل باللقاحات الأساسية التي توفر حماية لجسمه من الأمراض كالحصبة والجدري والتيتانوس والسعال الديكي وغيرها. كما يعتبر الأطفال أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض الشتوية بسبب تواجدهم بالأماكن المزدحمة مثل الحضانات والمدارس، وتعد الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا من الأسباب الرئيسية في غياب الطفل عن المدرسة باعتبارها من الأمراض المعدية. والوقاية تكون عن طريق الاهتمام بإعطاء المريض أو الطفل جرعات من فيتامين (2) مع إعطائه تطعيما وقائياً من الإنفلونزا . وينصح بتقديم العسل الأبيض والأسود للطفل فهو يقي من نزلات البرد. كما يجب على المدرسين في المدرسة عزل الطفل المصاب بالرشح أو السعال ووضعه في مقعد منفرد وعدم اختلاط الأطفال الآخرين به منعاً لانتشار العدوى. ويذكر أن الزكام هو التهاب يصيب الجهاز التنفسي العلوي وبالتحديد يصيب الأنف والحلق وهو من أهم أمراض الأنف وأكثرها شيوعاً. وعادة يكون الزكام غير حاد ومصحوبا بأعراض مثل سيلان الأنف بإفرازات مائية وعطاس ووخز والشعور بحكة بالحلق ودموع بالعين وارتفاع في درجة الحرارة وضيق بالتنفس من الأنف، ويمكن أن يصاحبه كحة بسيطة وصداع وتعب عام. وبالنسبة للعلاج لا يوجد دواء شاف تماماً ولكن بالنسبة للأدوية التي تعطى للزكام فهي لتخفيف الأعراض ولكنها لا تعالج السبب . ويحذر من إعطاء الطفل دواء الأسبرين نظراً لاحتمال أن يسبب بعض المضاعفات لهم. وينصح بعدم استخدام مضادات السعال وطارد للبلغم أو مضادات الهيستامين ومزيل الاحتقان بشكل عشوائي وأساسي فهي قد تساعد في تخفيف الأعراض فقط، لكن في ذات الوقت لديها بعض الآثار الجانبية مثل الدوخة والخفقان وهبوط بالضغط والإصابة بالأرق والقلق. -وأخيراً .. يمكن استنشاق بخار الماء لكي يزيل أعراض الاحتقان المصاحب للزكام.