الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش سيجعل المغرب ضمن البلدان التي تتوفر على أطول الشبكات فائقة السرعة (الخليع)    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المشاركين في معرض الفلاحة    القرض الفلاحي للمغرب يعقد شراكة استراتيجية مع شركة "تربة" لدعم الزراعة التجديدية    بودريقة يقضي أول ليلة في سجن عكاشة بعد ترحيله من ألمانيا    مونديال 2030 يدفع بالشراكة المغربية الفرنسية نحو آفاق اقتصادية جديدة    "اللبؤات" يبلغن نصف نهائي "الكان"    إسرائيل تدين قرار حكومة إسبانيا    الحكومة تعتزم رفع الحد الأدنى للأجور الى 4500 درهم    بعثة المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة تصل إلى القاهرة للمشاركة في كأس إفريقيا    إحباط محاولة لتهرييب المفرقعات والشهب النارية ميناء طنجة المتوسط    جلالة الملك يعطي انطلاقة خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش    مهرجان "السينما والمدرسة" يعود إلى طنجة في دورته الثانية لتعزيز الإبداع والنقد لدى الشباب    محمد رضوان رئيسا لقضاة إفريقيا    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    97.6 % من الأسر المغربية تصرح إن أسعار المواد الغذائية عرفت ارتفاعا!    هل يُطْوى ملفّ النزاع حول الصحراء في‮ ‬ذكراه الخمسين؟    أعمال تخريب بمركب محمد الخامس    وزير الزراعة الفلسطيني يشيد بالدعم المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف للمزارعين المقدسيين    السجن لشرطيين اتهما ب"تعذيب وقتل" شاب في مخفر الأمن    امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    دورة "سمية العمراني" بمهرجان "معًا" بطنجة.. تكريم لروح العطاء ودعوة لدمج شامل لذوي الإعاقة    الهند تُعَلِّقْ العمل بمعاهدة تقاسم المياه مع باكستان    بايتاس: الاعتمادات الجديدة في الميزانية ممولة من الضرائب لسد الالتزامات ودعم القدرة الشرائية    رفع قيمة تعويض الأخطار المهنية للممرضين والإداريين والتقنيين.. وإقراره لأول مرة للأساتذة الباحثين بالصحة    الوداد ينفصل عن موكوينا ويفسح المجال لبنهاشم حتى نهاية الموسم    الوكيل العام باستئنافية مراكش يأمر بفتح تحقيق في قضية تصوير محام مكبل اليدين داخل سيارة شرطة    واتساب تطلق ميزة الخصوصية المتقدمة للدردشة    بنكيران يدعو إلى جمع المساهمات من أجل تغطية مصاريف مؤتمر "البيجيدي"    قادة وملوك في وداع البابا فرنسيس    جماعة بوزنيقة تؤجل جلسة كريمين    نبيل باها: الأطر المغربية تثبت الكفاءة    رئيس الحكومة يقف على تقدم تنزيل خارطة طريق التشغيل    منظمة دولية تندد ب"تصعيد القمع" في الجزائر    أخنوش يترأس جلسة عمل للوقوف على تقدم تنزيل خارطة طريق التشغيل    الملتقى الدولي لفنانين القصبة بخريبكة يؤكد ضرورة الفن لخدمة قضايا المجتمع    الكتاب في يومه العالمي بين عطر الورق وسرعة البكسل.. بقلم // عبده حقي    المجلس الاقتصادي والاجتماعي يدعو إلى احترام حق الجمعيات في التبليغ عن جرائم الفساد    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية: منصة للإبداع المجتمعي تحت شعار "مواطنة مستدامة لعالم يتنامى"    روبي تحيي أولى حفلاتها في المغرب ضمن مهرجان موازين 2025    سلسلة هزات ارتدادية تضرب إسطنبول بعد زلزال بحر مرمرة وإصابة 236 شخصاً    الصين تنفي التفاوض مع إدارة ترامب    وعي بالقضية يتجدد.. إقبال على الكتاب الفلسطيني بمعرض الرباط الدولي    المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة: المغرب نموذج بارز للابتكار    الجيش المغربي يجري مناورات "فلوطيكس 2025" في المتوسط لتعزيز جاهزية البحرية    الصين تعلن عن التجارب الجديدة لعلوم الحياة في محطة الفضاء    خالد بوطيب يجبر فيفا على معاقبة الزمالك    برادة يحوّل التكريم إلى "ورقة ترافعية" لصالح المغاربة و"اتحاد الكتاب"    السبتي: العنف الهستيري ضد غزة يذكّر بإبادة الهنود الحمر و"الأبارتايد"    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشكل مزعج يكثر في فصل الشتاء ويتطلب حسن التصرف
نشر في بيان اليوم يوم 25 - 01 - 2012

آلام الحلق.. طرق العلاج تختلف باختلاف الأعراض والأسباب
في صبيحة أحد الأيام، يستيقظ أحدهم من نومه ليُفاجأ بأن ثمة إحساساً بالخدوش والتهيج في حلقه. وما أن يُحاول بلع ريقه، حتى يشعر بالألم في مجرى الحلق. ويستغرق منه بلع الماء، أو قطع الطعام، وقتاً طويلاً مؤلماً، بدلاً من الوقت القصير المُعتاد.
ألم الحلق من الأمور الشائعة بين الناس خاصة خلال الفصل البارد كماهو الحال في هذه الأيام. وتعد الشكوى من ألم الحلق أحد أكثر دواعي زيارة الأطباء في مثل هذه الفترات. والأسباب وراء تلك الشكوى متشعبة.
والسؤال: ما هو المطلوب من هذا الإنسان حينما يُصاب بألم في الحلق؟
ببساطة في العبارة، المطلوب الأساسي، هو الهدوء في التفكير والصواب في التصرف. ولكن دعونا نراجع ما تتحدث المصادر الطبية عنه في جانب ماهية أسباب حصول حالات ألم الحلق، وكيف يُمكن التعامل مع هذه الحالة، حتى زوالها؟ ومتى على المُصاب مراجعة الطبيب؟ وما العلاجات المتوفرة له؟
أسباب ألم الحلق
حينما يستيقظ المرء من نومه على ألم في حلقه، أو تبدأ المعاناة منه في أي وقت من اليوم، فإن أول ما على الإنسان تذكره أن هناك أسباباً منطقية لحصول مثل هذه الشكوى، بمعنى أنه لا غموض في السبب. وأن هناك وسائل عدة للتغلب على المشكلة، لكن من غير المفيد الخلط بين تلك الوسائل.
وتشريحياً يُقصد بالحلق، المنطقة المشتملة على كل من البلعوم (pharynx) والحنجرة (larynx)، أي منطقة التجويف الواقعة في الخلف من الأنف والفم، وصولاً إلى بدء فتحتي المريء والقصبة الهوائية. والحلق تجويف واسع، له جدران، وتحيط بهذه الجدران طبقات من العضلات والأوعية الدموية والأعصاب التي في الرقبة. وفي منطقة الحلق تُوجد اللوزتان، ولحمية الأنف، واللهاة، ولسان المزمار. والالتهاب، المُؤدي إلى الشعور بألم في الحلق أثناء البلع أو طوال الوقت، قد يكون في أي من تلك المناطق.
ويُمكن إجمال أسباب الإصابة بحالة ألم الحلق في ثلاثة عناصر رئيسية شائعة، وعدد من الأسباب النادرة الأخرى. وهي الفيروسات والبكتيريا وبعض العوامل المهيجة.
الفيروسات
أغلب حالات ألم الحلق ناشئة عن العدوى بالفيروسات. وأكثر الفيروسات تسبباً في ألم الحلق هي الأنواع المتسببة عادة بنزلات البرد المعتادة أو تلك المتسببة في الأنفلونزا. وكما هو معلوم، ثمة أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يُمكنها التسبب في نزلة البرد للإنسان، كما أن هناك ثلاث فصائل رئيسية لفيروسات الأنفلونزا.
ومن المحتمل أن يحصل ألم الحلق بمصاحبة الإصابة بفيروسات الحصبة، أو فيروسات الجُديري المائي، أو الفيروسات المتسببة في حالات مرض «الخناق»، أو «الكريب»، أو الفيروسات المتسببة في مرض »عدوى تكثّر وحيدات النواة في الدم».
وهذه الأنواع من الفيروسات، المتسببة في ألم الحلق، تتميز بأنها شديدة العدوى وسهلة الانتقال فيما بين الشخص المُصاب والشخص السليم.
وعادة ما تدخل الفيروسات هذه إلى الجسم عبر الأنف أو الفم، عند استنشاق جزيئات من الماء المتطايرة في الهواء والمحتوية على أي نوع من تلك الفيروسات. ورذاذ الماء هذا هو الذي ينثره في الهواء الشخص المُصاب بالتهابات أي من تلك الفيروسات في جهازه التنفسي العلوي، عند إهمال تغطية الفم والأنف حال العطس أو السعال أو القهقهة بالضحك أو الكلام بصوت مرتفع.
كما يُمكن أن تنتقل تلك الفيروسات، عندما تلتصق بالأشياء التي استخدمها شخص مُصاب. ثم حينما يلمسها شخص سليم لا يحرص على غسل يديه من آن لآخر قبل ملامسة أنفه أو فمه أو عينيه، فإنها تنتقل إليه، مثل سمّاعة الهاتف أو لوح مفاتيح الكومبيوتر أو مقابض الأبواب أو المناشف أو الأقلام أو غيرها.
وفُرص انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس أو أماكن اللعب، أسهل بكثير من تلك الفُرص التي تحصل للبالغين. ولذا ما أن يُصاب طفل في الفصل المدرسي، حتى تنتشر العدوى بين غالبية الأطفال الآخرين المشاركين له في الفصل أو اللعب في ساحة المدرسة.
وفي كثير من الأحيان، يُصاحب حصول حالة ألم الحلق مظاهر مرضية أخرى لتلك الالتهابات الفيروسية في الجسم، مثل العطس أو السعال أو ارتفاع حرارة الجسم أو الإرهاق العام بالجسم أو غير ذلك من الأعراض الفيروسية العامة. كما أن لبعض تلك الإصابات الفيروسية علامات خاصة تُميز الإصابة بها عن الإصابة بالفيروسات الأخرى، وهي التي تبدو للطبيب حال فحصه للمُصاب أو إجرائه التحاليل الطبية له.
البكتيريا
هناك عدد محدد من أنواع البكتيريا التي قد تتسبب بحالات ألم الحلق لدى عامة الناس، أو لدى منْ يُعانون من أحد الأمراض المزمنة. وبشكل عام، احتمالات أن تكون البكتيريا السبب وراء حصول حالات ألم الحلق، أقل من احتمالات أن تكون الفيروسات سبب ذلك. ومع هذا، فإن من المهم جداً تشخيص وجود التهاب بكتيري، كسبب لألم الحلق. وتتمثل دواعي الأهمية هذه، في ضرورة معالجة الالتهابات البكتيرية بالمضادات الحيوية للقضاء عليها، بخلاف الفيروسات التي لا يُجدي نفعاً فيها تناول المضادات الحيوية. والداعي الآخر يتمثل في منع حصول تداعيات ومضاعفات هذه الالتهابات البكتيرية على أجزاء مهمة في الجسم، نتيجة لالتهاب الحلق. مثل المضاعفات على صمامات القلب أو الكلى أو المفاصل أو الدماغ. كما أن من أسباب التهاب الحلق البكتيري، بعض أنواع الميكروبات المنتقلة عبر الاتصال الجنسي، مثل السيلان والقوباء، أو ما تُعرف بالكلاميديا. وهو ما يتطلب تشخيص الإصابة بها ومعالجتها، حتى لو اقتصرت الإصابة على الحلق.
وتتسبب البكتيريا «المكورة العُقَدية» أو «ستربتوكوك» (streptocoque) بالتهاب بكتيري في أنسجة البلعوم من الحلق، وكذلك في اللوزتين أو لحمية الأنف. وهو ما يُؤدي إلى ألم مفاجئ في الحلق وصعوبة في البلع، مع ارتفاع حرارة الجسم إلى ما فوق 38.5 درجة مئوية، وظهور بقع بيضاء أو صفراء على جدران الحلق أو اللوزتين، والإحساس بتورم للغدد الليمفاوية في العنق. وبالرغم من شكوى المصاب من الصداع أو الغثيان أو القيء أو آلام في الجسم، إلا أن من المهم ملاحظة أن هذا النوع من الالتهاب البكتيري لا تُصاحبه بالعادة أعراض الاحتقان المصاحبة لنزلات البرد، مثل العطس أو سيلان الأنف أو انسداد الأنف أو السعال. وبالرغم من أن هذا الالتهاب البكتيري قد يزول عن الجسم خلال بضعة أيام، إلا أن من المهم تشخيص الإصابة به. والسبب أن البدء بالعلاج، أي بتناول المضاد الحيوي، يحمي من حصول مضاعفات «الحمى الروماتزمية» لتلك البكتيريا على القلب أو الكلى أو المفاصل أو الدماغ، وكذلك مضاعفات «الحمى القرمزية».
وتعتبر «الدفتيريا» نوعا آخر من البكتيريا المتسببة بحالات التهاب الحلق والألم فيه. وهي أحد الأمراض الشديدة الخطورة على الحلق، وعلى القلب ومناطق أخرى من الجسم. والسبب أن حصول التهاب الحلق بها قد يُؤذي بدرجة شديدة عملية التنفس، كما أن السموم التي تُفرزها تلك البكتيريا قد تطال القلب وغيره من أعضاء الجسم المهمة. ولذا نجد أن اللقاح ضد الدفتيريا، أحد العناصر ضمن منظومة برامج لقاح الأطفال. ومن المهم حصول تشخيص مبكر جداً للحالة، عبر رؤية الطبيب لشكل الالتهاب في الحلق، نظراً لأن تناول المضاد الحيوي مفيد جداً عند بدايات حصول الإصابة، بخلاف تناوله في وقت متأخر.
عوامل مُهيّجة
* وهناك عدة عوامل أخرى قد تتسبب بحالة ألم الحلق، وتغيب عن أذهان الكثيرين، ولا علاقة لها بالفيروسات أو بالبكتيريا أو غيرهما من الميكروبات. والتعامل العلاجي مع أي من تلك العوامل المتسببة بتهييج الحلق، مختلف تماماً عن تلك النوعية من التعامل مع الالتهابات الميكروبية، للفيروسات أو البكتيريا أو غيرهما.
ويلعب الجفاف، خاصة داخل حجرات المنزل، وفي غرف النوم بالذات، دوراً شائعاً في معاناة الكثيرين من حالات ألم الحلق المتكرر، الذي قد يطول لأكثر من أسبوع، والذي أيضاً لا يتم البتة تشخيص وجود أي نوع من الميكروبات في التسبب به.
وفي أيام فصلي الشتاء والخريف، عادة ما يلجأ البعض إلى تدفئة غرف النوم وغيرها. ويتسبب النوم في تلك الغرف، إلى تنفس المرء طوال الليل هواءً جافاً. ما يجعله يستيقظ بحلق جاف مؤلم. وإذا ما أُضيف إلى هذا تأثير عامل آخر، وهو تنفس البعض خلال النوم الليلي عبر الفم، وليس الأنف، فإن مشكلة جفاف الحلق، وألمه، تتفاقم.
وعند انتقال البعض إلى أماكن مغلقة بالعادة، لا يتم تنقية هوائها الداخلي وتجديده عبر فتح النوافذ يومياً لمدة كافية، فإن العوامل المتسببة بالحساسية تتركز في هواء الحجرات المنزلية تلك. وثمة الكثير من المواد المتسببة بالحساسية، كالغبار الملتصق به بقايا إخراج العثة المنزلية، أو الأجزاء المتطايرة من أجسام الحيوانات المنزلية الأليفة، أو الفطريات التي تستوطن تمديدات أجهزة التكيف المركزي، أو أنواع فطريات العفن والأجزاء المتطايرة من تجمعاتها في الحمامات والمطابخ وأرضيات وجدران الغرف، أو الوبر المتطاير من أقمشة أنواع الأثاث، أو المواد الكيميائية المتبخرة من أصباغ الجدران أو قطع الأثاث، أو غيرها كثير من العناصر المتسببة بالحساسية للبعض. والتي قد تُؤدي إلى احمرار في العينين، وسيلان في الأنف، وألم في الحلق، والعطس، والسعال الجاف، وضيق مجاري مرور الهواء في الجهاز التنفسي، وحساسية الجلد، وغيرها من المظاهر المرضية للحساسية.
كما يُؤدي تلوث هواء بعض المدن والأماكن، بالمواد الكيميائية، إلى تواصل حصول حالات ألم الحلق لدى البعض. ويظل الدخّان المنبعث من السجائر، أحد أهم أسباب تهيج الحلق، لدى المُدخّن نفسه ولدى الساكنين معه.
ولدى البعض، هناك ما يُعرف بحالة «ارتداد أحماض المعدة إلى المريء»، والتي يحصل فيها درجات متفاوتة الشدة من وصول أحماض المعدة إلى الحلق والأسنان. وهو ما يُؤدي إلى السعال الليلي والتهاب الحلق بتلك المواد الكيميائية الحارقة وتلف الطبقات الخارجية للأسنان، ما يُسهّل تسويسها.
أسباب أخرى
وقد يُجهد إنسان ما عضلات رقبته المغلفة للحلق. أسوة بما قد يحصل لإجهاد أي عضلات أخرى في الجسم، كالتي في الظهر أو الساقين أو اليدين. وهو ما قد يُؤدي إلى ألم في الحلق، وصعوبة وألم في البلع، وربما بحّة في الصوت حال الكلام. وهذا مما لا يتنبه له البعض حال استخدام الكومبيوتر لفترات طويلة وبوضعيات جلوس غير سليمة، أو حال النوم على وسائد سيئة وغير مناسبة لرأس ورقبة وكتفي الإنسان، أو النوم على الكراسي أو في أماكن غير مناسبة لإعطاء راحة لعضلات الرقبة.
وتُسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة، تسهيل حصول التهابات متكررة في الحلق للفيروسات والبكتيريا والفطريات.
كما يُؤدي إلى الإصابة بفطريات الحلق، استخدام بعض المرضى لأنواع الأدوية الخافضة للمناعة، مثل مشتقات الكورتيزون، الموجودة في مسحوق من البودرة الدوائية المُعّدة للاستنشاق، كما في معالجة أمراض الربو والشبيهة بها في الرئة. ويمنع حصول هذه المشكلة العمل على تنظيف الحلق، عبر الغرغرة بالماء أو شرب كميات كافية من الماء، بُعيد استنشاق تلك الأدوية.
ومن النادر لدى عامة الناس، أن يكون ألم الحلق ناتجاً عن وجود أحد أنواع الأورام السرطانية في الحلق.
المعالجات الدوائية لألم الحلق
غالب حالات ألم الحلق تزول خلال بضعة أيام، ولا تتطلب بالتالي معالجة طبية متخصصة. والسبب أن غالبية تلك الحالات ناجمة عن التهابات فيروسية، لا تُوجد للقضاء عليها أدوية متخصصة وفاعلة. وهذا لا يعني البتة أن ليس على المُصاب اتباع إرشادات واضحة في تخفيف تأثيرات تلك الحالة على نفسه.
والأساس في معالجة حالات ألم الحلق، هو مراجعة العناصر التي يتطلب وجودها مراجعة الطبيب، وعلى رأسها ارتفاع درجة حرارة الجسم خاصة لدى الاطفال، واشتداد الآلام، وظهور أورام أوطفح، أو خروج الصديد أو الدم من مناطق الالتهاب، أو طول مدة الأعراض أواشتداد حدتها. وعند مراجعة الطبيب على المرء إتباع إرشاداته العلاجية، وسؤاله عن أي أمور يرى المريض فائدة للإجابة الطبية عنها.
ولتخفيف ألم الحلق وصعوبة البلع، والأعراض المُصاحبة له، يُمكن تناول أحد أنواع الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنة للألم، مثل «بروفين» أو مشتقاته، أو «فولتارين» أو أي أنواع أخرى من مجموعة الأدوية هذه. كما أن من المفيد، لهذه الغاية، تناول أدوية «تاينيلول» أو «بانادول» أو أي من مشتقاتهما. ويُمكن للبالغين تناول »الأسبرين« كعقار مخفف للألم وللالتهابات، ولكن يجب عدم إعطائه لمنْ هم دون سن ست عشرة سنة.
ويترك القرار في شأن البدء بتناول المضاد الحيوي، إلى الطبيب ونتائج معاينته للمريض ونتائج التحاليل التي قام بها. وهناك أسس علمية للجوء الطبيب إلى وصف المضاد الحيوي، منها ما يتعلق بحالة المريض ومنها ما يتعلق بإزالة إمكانية أن يتسبب المُصاب بالعدوى لغيره من الأشخاص المحيطين به. وغالباً يُصبح الشخص غير مُعد للغير بالبكتيريا، بعد أربع وعشرين ساعة من بدء تناول المضاد الحيوي.
معالجات منزلية لحالات ألم الحلق
- عند حصول حالة «ألم الحلق» لدى الشخص، وعدم وجود دواع لمراجعته الطبيب، فإن بإمكانه الاستفادة من عدة وسائل منزلية لمعالجة الحالة وتخفيف تأثيراتها على الجسم.
- شرب الماء. ويُعتبر شرب الماء، أحد أهم وأولى خطوات المعالجة الصحيحة لحالات ألم التهاب الحلق، وكذلك شرب أنواع متعددة من عصير الفواكه. والهدف هو تعويض الجسم عن أي نقص في كمية الماء فيه.
والجفاف يُمكن أن يحصل نتيجة لارتفاع الحرارة، أو زيادة خروج الماء مع هواء التنفس، أو زيادة إفراز المواد المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي، أو تدني الرغبة في الأكل أو الشرب، أو لعدم شرب الماء نتيجة لصعوبة البلع. ولا يجب إهمال هذا الأمر أو التقليل من تأثيراته الإيجابية على سلامة الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي أو الأعضاء الأخرى في الجسم، كجهاز القلب والأوعية الدموية والدم والكلى.
- تقليل الكافيين. وعموماً يجب تقليل تناول أي مصادر للكافيين، كما في الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية. والسبب أن الكافيين مادة مُدرّة للبول، وتُفقد الجسم بالتالي كميات من السوائل. وكذا يجب عدم تناول المشروبات الكحولية، لنفس السبب، كما يقول الباحثون من مايو كلينك.
- الغرغرة بالماء المملح. وذلك بمزج كمية من ملح الطعام، نصف ملعقة شاي، في كوب من الماء الدافئ. ثم غرغرة الحلق، عميقاً، بهذا الماء المملح، ومجّه إلى الخارج بعد ذلك. وتتم هذه العملية عدة مرات في اليوم، كي يتم ترطيب الحلق وإزالة ما يعلق به من طبقات المواد المخاطية. وقد تُجدي هذه الوسيلة في القضاء على بعض الميكروبات.
- مزيج العسل والليمون والماء. وتناول هذا المزيج يخفف من أعراض ألم الحلق. والعسل مفيد لترطيب الحلق وتغطيته بطبقة خفيفة، إضافة إلى احتوائه على مواد مضادة للميكروبات. والليمون يُقلل من إفراز المخاط. ومن المفيد ملاحظة أن تناول عصير الليمون المُركّز أو الليمونادة، وهما المحتويان على حمض السيتريك الطبيعي، في اليومين الأولين من بدء التهاب الحلق، يُمكن أن يعمل على قتل الميكروبات. وفي الأيام التالية، قد يُسبب حمض السيتريك مزيداً من التهيج في أنسجة الحلق، ما يُمكن التخفيف منه بإضافة العسل إلى مزيج الماء والليمون.
- تناول الأطعمة الرطبة، ومن أفضلها «الجلي».
- تناول أنواع من الشوربة المحتوية على مرق الدجاج والخضراوات والملح والفلفل الأسود.
- أخذ قسط كاف من الراحة البدنية ومن النوم.
- استخدام أي نوع من «حبوب المصّ» أو أي نوع من الحلويات الصلبة. والهدف هو تحفيز الغدد اللعابية على إفراز المزيد من اللعاب لترطيب الحلق وتخفيف ألم البلع. مع ملاحظة أنه كلما كانت نسبة السكر أقل، كلما زادت فرصة إنتاج اللعاب.
- ترطيب الهواء المنزلي. وهناك أجهزة لإنتاج بخار الماء في الحجرات. ويُمكن استخدامها في زيادة رطوبة الهواء. وهي مفيدة في تخفيف جفاف بطانة الجهاز التنفسي. مع ملاحظة الاهتمام بنظافة تلك الأجهزة ومنع تكون الفطريات فيها.
- تجنب التدخين، وتجنب الحضور في أماكن الدخان أو الأماكن ذات الهواء الملوث.
- تقليل الكلام بصوت عال، لمنح الراحة لأجزاء الحلق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.